عانى مسملو أوروبا الإسبوعيين الماضيين من ارتفاع وتيرة الاعتداء عليهم، حيث سجل في فرنسا وحدها 116 حادثة اعتداء على المسلمين، وجاء الاستهداف نتيجة للهجمات الإرهابية التي نفذها عدد من الجهاديين ضد صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، والتي خلفت 12 قتيلًا و11 مصابًا. واستغلت الحركات اليمينة الأوروبية المتطرفة الهجمات لتقوم بالدعايا ضد المسلمين في أوروبا، وتطالب حكومات الدول الأوروبية بطرد المسلمين من أراضيها. في هذا الشأن، أوضح رئيس مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا عبد الله زكري أن مسلمي فرنسا تعرضوا ل 166 حادثة اعتداء في الأسبوعين الأخيرين. وأشار زكري في بيان أصدره اليوم، الثلاثاء، إلى أن الاعتداءات استهدفت 28 مكانًا مخصصًا للعبادة للمسلمين، فضلا عن 88 عملية تهديد وتخويف، مضيفًا: "إن الاعتداءات ضد المسلمين وصلت لدرجة لا يمكن قبولها، ولا نريد من المسئولين الفرنسيين الكلام فقط، بل تدابير فعالة لحماية المسلمين". فيما واصلت حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب – بيجيدا" الألمانية تحركاتها للحشد ضد المسلمين، الأمر الذي أدى إلى تنظيم مسلمي ألمانيا لمظاهرات حاشدة في مدينة دريسدن الألمانية وولاية بافاريا احتجاجًا على الحركة، والتأكيد على التنوع الثقافي في ألمانيا. ونقل الباحث السياسي المصري المقيم بألمانيا عبده فايد على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن متطرفين استهدفوا شابًا إرتيريًا يدعى خالد باهري، لينضم لقائمة ضحايا الاستهداف العنصري في ألمانيا التي تضم 182 ضحية. فيما ألقت الشرطة البريطانية القبض على فتاة بريطانية مسلمة عمرها 18 عامًا، للاشتباه في أنها "كانت تعد لأعمال إرهابية وبانتمائها إلى تنظيم محظور". رأى الباحث المتخصص في شئون الأقليات ورئيس تحرير موقع "مرصد الأقليات المسلمة" هاني صلاح الدين، أن مسلمي أوروبا ضد الهجمات الإرهابية، لأنها مدانة من جميع الديانات، فضلًا عن رفض الفطرة الإنسانية للعنف والقتل والترويع. وأضاف صلاح ل"المشهد" أن "هذه الجرائم يمكن أن يتم بحثها في قاعات المحاكم المدنية ووفق القوانين ويحاسب مرتكبيها أي كانت هويتهم أو ديانتهم"، مستطردًا بقوله: "المشكلة الحقيقية تتمثل في التوظيف السياسي والإعلامي للحادثة، وفق أجندات خاصة لبعض السياسيين والحكومات الغربية التي لها مصالح استعمارية في دول العالم الثالث". ودلل الباحث في شئون الأقليات على ذلك بقوله: "حدثت عشرات الجرائم ارتكبها غير مسلمين، ولم يركز عليها الإعلام الغربي، ولكن حينما يرتكب مسلم جريمة، حتى لو كانت جنائية، يتم إلصاق التهم بالإسلام والمسلمين، حتى قبل أن يتم التحقيق وإصدار حكم قضائي". واختتم كلامه قائلًا: "إن المشكلة التي تواجه المسلمين تتمثل في أصحاب الأجندات الخاصة، وليس في الجرائم الإرهابية التي يدنها الجميع".