افرج تنظيم "داعش" المتطرف عن نحو 200 شخص من أبناء الاقلية الايزيدية، غالبيتهم من المسنين والاطفال، كان يحتجزهم في مناطق بشمال العراق وقد وصلوا إلى منطقة تخضع لسيطرة قوات البشمركة الكردية، بحسب ما أفادت مصادر ايزيدية وكردية السبت. ونقل المفرج عنهم بداية إلى خط التماس بين قوات البشمركة الكردية ومقاتلي "داعش" جنوب غرب مدينة كركوك، قبل ان تنقلهم القوات الكردية إلى مركز صحي في منطقة ألتون كوبري على الطريق بين كركوك ومدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان. وقال الناشط الايزيدي خضر دوملي في المركز الصحي أن "هؤلاء الرجال والنساء كانوا محتجزين في الموصل"، كبرى مدن شمال العراق واولى المناطق التي سقطت امام الهجوم الكاسح للتنظيم الجهادي في حزيران/يونيو. عاهات جسدية ونفسية وأوضح ان "البعض من هؤلاء مصاب بجروح، وآخرون يعانون من اعاقات، في حين ان البعض مصابون بعاهات جسدية او نفسية". وبحسب المصادر الكردية والايزيدية، نقل المفرج عنهم من الموصل إلى قضاء الحويجة الذي يسيطر عليه تنظيم "داعش"، قبل أن ينقلوا الى منفذ مكتب الخالد، وهو معبر غير رسمي بين كركوك والحويجة. وقال المدير العام للدائرة الصحية في اربيل سامان بارزاني "ارسلنا فرقا مخبرية لاجراء فحوص للدم وشلل الاطفال واي امراض معدية". اضاف ان "فريقا آخر موجود هنا للاهتمام بالحاجات الصحية الآنية، كما نشرنا فرق اسعاف لنقل الحالات الطارئة إلى المستشفيات". وبدا التعب والاعياء على المفرج عنهم وهم ينتظرون اخذ عينات من دمهم، وجلس البعض في كراسي متحركة، في حين اتكأ آخرون على عصي. ووصف أحدهم كيف نقلوا من مكان الى آخر في شمال العراق منذ اعتقالهم في آب/اغسطس، وقال رجلا مسنا جالس في كرسي متحرك "كان الامر صعبا جدا، ليس فقط بسبب نقص الغذاء لكن ايضا بسبب الوقت الذي امضيناه قلقين". وتعرض الايزيديون إلى عملية "ابادة"، بحسب الأممالمتحدة، على يد التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق منذ هجوم كاسح شنه في يونيو. وقام التنظيم خلال هجومه على منطقة سنجار، موطن الاقلية الايزيدية، في آب/اغسطس، بخطف وقتل المئات من ابنائها. كما اتخذ العديد من نسائها وفتياتها "سبايا" لمقاتليه، بحسب منظمات حقوقية. وأدت الهجمات الى نزوح الآلاف من الايزيديين ولجوئهم إلى جبل سنجار، حيث حوصروا مرتين من قبل التنظيم، قبل ان تتمكن القوات الكردية بدعم من ضربات جوية لتحالف دولي تقوده واشنطن، من فك الحصار عنهم. "داعش" لم يعد قادرا على اطعامهم وقالت المصادر ان عملية الافراج عن المحتجزين كانت مفاجئة، مؤكدة عدم وجود تنسيق مع التنظيم المتطرف. وقال دوملي "يبدو ان تنظيم داعش قرر انه لم يعد قادرا على اطعامهم والاهتمام بهم، كانوا عبئا". وقالت النائبة الايزيدية فيان دخيل ان التنظيم "رأى انه لم تعد هناك فائدة بالنسبة له من مواصلة احتجاز هؤلاء الناس". وتمكنت القوات العراقية والكردية خلال الفترة الماضية من اكتساب بعض الزخم واستعادة السيطرة على مناطق كانت ساقطة في يد التنظيم. وقالت دخيل "لا شك في ان تمكن البشمركة يوميا من استعادة اراض سيطر عليها التنظيم، أدى دورا في الافراج عن المحتجزين. "داعش" تحت الضغط وعليه التأقلم بشكل مستمر". وقدرت دخيل عدد النساء والاطفال الايزيديين الذين ما زالوا محتجزين لدى التنظيم بنحو ثلاثة آلاف. وقال ضابط في البشمركة ان احد المفرج عنهم افاد عن وجود ثلاثة آلاف وسبعين محتجزا قبل عملية الافراج عنهم.