السفير المصرى فى كندا: نبحث عن شراكة وليس علاقة مانح

قال السفير معتز زهران، سفير مصر فى كندا، إن حجم التبادل التجارى بين القاهرة وكندا حاليا يصل إلى مليار دولار سنويا، بالإضافة إلى استثمارات فى مصر تصل إلى نصف مليار دولار، وهى كلها مؤشرات مشجعة.

وأضاف «زهران»،: «لكننا لم ولن نطلب دعما لمصر فى إطار (مانح ومتلقى مساعدات)، وإنما نتحدث عن (شراكة) لها طرفان مستفيدان فى إطار معادلة (رابحة/ رابحة). وعرضنا بالفعل على الشركات الكندية عددا من المشروعات الجديدة التى أعلنت عنها مصر مؤخرا كمحور قناة السويس، وصوامع القمح، ومحطات الطاقة، والعمل فى مجالات البنية الأساسية وغيرها، كما تلقينا من الشركات الكندية اقتراحات ودراسات عن مشروعات أخرى».

وأوضح أنه يتم العمل مع القطاعين الحكومى والخاص على دراسة الوسائل التى تتيح زيادة الاستثمارات فى مصر من جهة، وتنشيط حركة التجارة والسياحة بين البلدين من ناحية أخرى، وهو ما يدعو إلى إثارة موضوع مراجعة إرشادات السفر الكندية لمصر.

وتابع أنه أقيم احتفال العام الماضى بمرور 60 عاما على تدشين العلاقات بين البلدين، وأن كندا من الدول المنخرطة بقوة فى مكافحة الإرهاب حول العالم، كما أنها عضو فى التحالف الدولى ضد ما يسمى «داعش»، وتنفذ ضربات عسكرية لهذا التنظيم، وتخوض داخليا مواجهة مع بذور التطرف وأصحاب النزعات المتشددة.

وأشار إلى أن كندا واجهت عددًا من الأحداث المؤسفة فى هذا السياق، كانت أبرزها حادثة إطلاق النار أمام البرلمان واغتيال مجند، فى شهر أكتوبر الماضى، وأضاف: «لذلك حين نتحدث مع الجانب الكندى عن الإرهاب ومعركتنا الحالية ضده، فهم يدركون تماما ما نتحدث، وبالتالى يتفهمون الطبيعة الدولية للتهديدات التى تواجهها مصر، ويعلمون أن الدولة المصرية لا تخوض هذه الحرب، دفاعا عن سيادتها وأمن شعبها فحسب، وإنما نيابة عن العالم المتحضر بأكمله، ومن هنا يأتى الحرص الكندى على تكثيف التعاون الأمنى والعسكرى بين البلدين».

وذكر أن الجانب الكندى مهتم بتمثيل عالى المستوى فى المؤتمر الاقتصادى العالمى فى شرم الشيخ، المقرر عقده فى مارس المقبل، وسيترأس الوفد الرسمى المشارك إما وزير الخارجية أو أحد وزراء المجموعة الاقتصادية فى الحكومة.

وحول أهم الموضوعات المطروحة على جدول أعمال زيارة وزير الخارجية الكندى جون بيرد لمصر، قال: «الأجندة ستشمل كل أوجه العلاقات الثنائية، وتحديدا الشق الاقتصادى، لكن من المهم الالتفات إلى الدلالة التى تحملها هذه الزيارة، إذ تشكل فى حد ذاتها رسالة سياسية مهمة تؤكد حيوية وقوة العلاقات فى اللحظة الراهنة، وتعكس اهتمام الجانبين باستمرار اللقاءات والزيارات على مختلف المستويات فى البلدين والبناء عليها لتعزيز وتطوير العلاقات والوصول بها إلى آفاق أرحب على أساس المصلحة والمنفعة المتبادلة».

ورحب «زهران» بسعى دولة الإمارات، بهدف تعميق التعاون الكندى - المصرى، ووصفها بأنها «جهود مخلصة تبغى دعم مصر فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخها المعاصر»، مشيرا إلى أن هناك بالفعل اتصالات ولقاءات لتعزيز أوجه هذا الدعم، سواء فى إطار ثلاثى أو متعدد، بما يتماشى مع أولويات الحكومة المصرية، وفى سياق ما تعلن عنه من خطط ومشاريع عملاقة وغيرها.

وعن تطورات قضية الصحفى المصرى الكندى محمد فهمى، قال: «هذا الموضوع يحظى باهتمام رسمى وإعلامى واسع النطاق، إذ لا يخلو أى لقاء لى مع أى مسؤول كندى من إثارته، وأعتقد أن متابعة الجانب الكندى لسير المحاكمة وإجراءات التقاضى كشفت له بالفعل عن مدى شموخ واستقلالية القضاء المصرى.