"الله يرحم أيامك يا مبارك كنا نعرف نتيجة الانتخابات مسبقا دون المرور بدوامة القلق وحرب الأعصاب التي تتقاذفنا اليوم"، قالت منى البهنسي بتهكم فور سماعها نبأ تأجيل إعلان اسم الفائز برئاسة مصر. فلقد استعرت حرب الأعصاب في مصر بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، الأربعاء، إرجاء حسم النتيجة لصالح مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان المسلمين،محمد مرسي، أم للمرشح المستقل أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. "في أيام مبارك كنا نتساءل فقط إذا ما كان سيعاد انتخابه بنسبة 99.9 بالمائة أم ب99 بالمائة فقط"، كما تقول منى (27 عاما) البائعة بمتجر للملابس بوسط العاصمة القاهرة. وتضيف منى بجدية هذه المرة "إن كلا المرشحين أعلن فوزه، وأنصار كل منهما يحتفلون بالنصر، أما الشعب فهو لا يدري من رئيسه وهو في حيرة، وأخشى أن ننتهي إلى مواجهة بين المعسكرين أو بين الجيش والإخوان مع احتمال أن تسيل الدماء". وكان حزب الحرية والعدالة أعلن فوز مرشحه بعد ساعات قليلة من إغلاق صناديق الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات وفي وقت كانت عملية الفرز لا تزال جارية. "شفيق هو الفائز والدليل أن حملته ذبحت عجلين كانت تسمنهما للحظة النصر وتقوم الآن بتوزيع لحمهما"، قال جمعة السيد مهللا. وكان جمعة الذي يعمل نادلا في مطعم استقبل الزبائن ب"تعزيتهم" فور إعلان حملة مرسي تفوقه بالانتخابات. "فوز مرسي يعني نهاية السياحة في البلد ونهاية عملي، أما شفيق فهو ليبرالي ولن يفرض قيودا على المجتمع"، حسب جمعة. وتزداد حرب الأعصاب اشتعالا مع توالي المؤتمرات الصحفية اليومية لحملة كل مرشح، والتي تؤكد كل منها على هزيمة الآخر. وقال أمين حزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي، الأربعاء "لا نقبل المساومة من المجلس العسكري على أن تكون الانتخابات لصالح مرسي، مقابل الانتقاص من صلاحيات الرئيس من خلال الإعلان الدستوري المكمل". وأجج القلق والترقب نزول عشرات الآلاف من الإخوان والسلفيين، وحركة 6 أبريل، إلى ميدان التحرير في مظاهرة حاشدة للاعتراض على قيام المجلس العسكري الحاكم في البلاد بإعلان دستوري مكمل يحد من صلاحيات رئيس الجمهورية. وفي مقابل ذلك، انتشرت أعداد كبيرة من المدرعات والدبابات على مداخل العاصمة وحول المباني الحيوية، ما فسر على أنه ينبئ بإعلان فوز شفيق، واستعدادا للتصدي لاحتجاجات من جانب معارضيه. وكان المتحدث باسم حزب النور السلفي، نادر بكار، أعلن أن حزبه الذي كان ممثلا في البرلمان المنحل "لن يقبل بالنتيجة إذا جاءت لصالح شفيق". ولم يمنع القلق المصريين من إطلاق وابل من النكات التي اشتهروا بها على مر العصور للسخرية من الموقف الذي يمرون به. واقترح أحدهم "أن تكون الرئاسة لمرسي أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء ولشفيق أيام الخميس والسبت والأحد، على أن يرتاح منهما الشعب يوم الجمعة ويفعل ما بدا له".