شهادة كتابة القصة القصيرة بالنسبة لي هي انحياز جمالي لهذا الفن يرتبط بتكويني الفكري وطبيعتي الشخصية وطريقتي فى الحياة وأسلوبي في السرد المعتمد على التكثيف والجمل القصيرة، لكن ذلك لا يعني عشقي لفنون الرواية والمسرح والسيناريو بل والمقالة الصيفية فأساس تفضيل النوع الأدبي عندي هو معيار الجودة فالحياة مليئة بالروايات والقصص ولكن ما هو الشيء الذى يعبر عن فرحك الخاص ومتعتك الذاتية هنا تكون الاولية القصوى للشكل الفني الذى ترتاح فيه فليس المهم ان تكون كاتبا لاي نوع أدبى كان ولكن المهم أن تكون مميزا وصاحب بصمة فيما تكتبه وان تكون قادرا على التجديد وان يكون لك صوتك الخاص لا يوجد صراع من وجهه نظري بين الانواع الادبية فمعيار الاكثر مبيعا ليس اكثر من ترديد لمعايير سوق النشر وحركة بيع الكتب وهو ما لا يهم المؤلف فى الاساس ولكن المهم ماذا سيبقي مما تكتب. أما أذا اتبعنا نظرية التطور وطبقناها على النوع الأدبي فيمكنا ان نقول ان الشكل الملحمي فى الكتابة أو كتابة الملحمة والسير التى تتكون من الاف الابيات الشعرية تطور ذلك ظهور المطبعة للرواية وتطورت الرواية حتى ظهرت القصة القصيرة والقصة القصرة جدا المتوافقة مع التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر. وهذا ليس احتياج شكلي فقط فالإنسان المعاصر ليس لدية وقت الا لتصفح صفحات الانترنت وقراءة الجرائد على التابلت والاب توب ولكن هل هذا الكلام نهائي؟ لا بالطبع لأن الفن لا يخضع لشروط المنطق فهناك فى مكان ما شخص يكتب ثلاثية من آلاف الصفحات ربما تكون هي العمل المعبر عن حياة شعب كامل فالإبداع الحقيقي لا يخضع لشروط النقد أو الباترون المعد سلفا لطرق الكتابة.
النصوص افتراضات الفأر الذي في الغرفة سيضايق صاحبها جدا سيجرب معه المصيدة تلو الأخرى لكن الفار سينجو في كل مرة سيجرب معه أن يجلب له قطا كبيرا إلا أن الفار سيختفي طوال الوقت الذي سيوجد فيه القط بل وسيتبرز على الكتب.. سيضع صاحب الغرفة سم الفئران كحل أخير لكنه سيجد القط ميتا في المساء وصوت الفار يمرح في المكان. آثار جانبية ها هو قد نجا من الموت بأعجوبة بعدما ظنوا أنه في عداد الأموات ولم تترك جلطته الأخيرة سوى بعض الأثار الجانبية، كفقده للنطق وإصابته بالشلل وعدم تذكره لأي من أحداث حياته الهامة أو التافهة ولم يكن عليهم سوى مراقبة قرح الفراش حتى لا تغتاله البكتريا اللعينة والطفيليات التي ستتكون جراء استلقائه على الفراش لسنوات طويلة عسر هضم سيدرك أن عسر الهضم سيكون مرضه المزمن الذي سيتعايش معه فكلما ازداد مرضه سيتذكر أيامه الأولى حيث كانت غازاته ذات الأصوات الضخمة مصدر فرح لأسرته حينما كان صغيرا، وصار عليه أن يكتمها بصعوبة ليثبت أنه رجل صالح وسيتأكد من أن علب الفوار المتعددة التي يحملها معه هي عزاؤه الوحيد والدليل علي أنه أصبح رجلا ناضجًا. عرض خاص الرجل الذي يخطب في الجماهير كل يوم متحدثا عن القضايا الكونية وصراع الحضارات مرتديا بذته الأنيقة ومنديله الأحمر في جيبه الصغير ويشير بيده ليحيي الجماهير (لم أتأكد أبدا أذا كان حافي القدمين أو يلبس فردتي حذاء مختلفتي اللون) إلا أنني كنت أصفق له مثل الجميع. من العدد المطبوع من العدد المطبوع