بعد صدام "مرسى" مع السلطة الثالثة فى يوم عيدهم، قرر الرئيس عبدالفتاح السيسى، استعادة هيبة القضاة، الذي فقدوها فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث كان دائما يحط من شأنهم ويتدخل فى أحكامهم ويحاصرها. خطاب السيسي للقضاة أكد احترامة وتقديره لقضاء مصر، حيث حملت كلماته الكثير من المعانى والرسائل النبيلة، فى مقدمتها أنه أعاد الاحتفال بعيد القضاة لأول مرة بعد 25 يناير، وأنه حرص على مشاركة القضاة احتفالاتهم فى دارهم، بينما كان الرئيس المعزول دائمًا يقلل من شأنهم حتي كان اجتماعه لأول مرة بهم فى الرئاسة، وهو ما أثار غضب جموع القضاه حينها.. ولم يكتف بذلك بل حاول شق صف القضاة برعايته ما يسمى ب " قضاة من أجل مصر". ويشهد تاريخ مرسى مع القضاة، العديد من الانتهاكات فى حق القضاة، فلم يكن المعزول راغبًا في حلف اليمين بعد فوزه بالرئاسة أمام المحكمة الدستورية العليا، لكنه اضطر لذلك، بعدما رفضت المحكمة الدستورية أداء اليمين خارجها حفاظا على الشرعية ودولة القانون. ومن المؤكد أن زيارة السيسى للقضاة أسست لمرحلة جديدة فى تاريخ القضاء، وهو ما كان واضحا فى اللقاء حيث لم يوجه القضاة أية مطالب شخصية للسيسي خلال زيارته لهم رغبة منهم في تغليب المصلحة العامة للدولة والمنظومة القضائية على المصالح الشخصية. سادت بين القضاة رغبة واضحة فى الحفاظ على حصن العدالة ودعم استقلاله بعد مرحلة قاتمة من حكم الإخوان تعددت فيها مراحل الصدام بين السلطة القضائية ومؤسسة الرئاسة فى عهد مرسي بداية من قرار حل مجلس الشعب وإقالة النائب العام دون رغبته، مرورا بأزمة المحكمة الدستورية العليا، انتهاءا بالإعلان الدستوري. حيث ضرب مرسي بمبدأ استقلال القضاء عرض الحائط وتدخل في شئونه واعترض على أحكامه، ليتمكن هو وجماعته من السيطرة على كل هيئات ومفاصل الدولة المصرية. وبدأت معارك الإخوان مع السلطة القضائية عندما أصدر مرسي في يوليو 2012، قرارا بإلغاء حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب وعدم دستورية قانون العزل السياسي. وقام مرسي بسحب القرار رقم 350 بحل مجلس الشعب، وقرر عودة مجلس الشعب المنتخب لممارسة اختصاصاته بالمادة رقم 33 من الإعلان الدستوري، وإجراء انتخابات مجلس الشعب مرة أخرى خلال 60 يومًا. انتفض القضاه ضده، ورضخ مرسي لحكم "الدستورية" بوقف تنفيذ قراره، الخاص بعودة مجلس الشعب. من جانبه أكد المستشار محمود حلمى الشريف، المتحدث الرسم باسم نادى قضاة مصر، أن مشاركة السيسى القضاة فى الاحتفال بعيدهم، تعبير منه عن تقديره للقضاء المصرى ورجاله، موضحًا أنه أمر ليس بغريب من رئيس مثل السيسي. وأوضح الشريف، أن هذه الخطوة تضع الدولة على الطريق الصحيح فى أن تحترم مؤسساتها وسلطاتها وأهمها وأولها السلطة القضائية، لأنها عماد هذه الدولة. من العدد المطبوع من العدد المطبوع