برغم إعلان جماعة الإخوان تأييدها لمظاهرات 28 نوفمبر المقبل، والتي دعت لها الجبهة السلفية أحد مكونات تحالف دعم الشرعية، فإن بيان الجماعة أثار حالة من الارتباك وسط القواعد التنظيمية للإخوان، ولاسيما أن البيان ثمن الدعوة ولم يدعوا للمشاركة فيها بشكل واضح. وبحسب بعض شباب الإخوان التابعين لمكتب إداري الجيزة، فإن البيان غامض ولم يدع الشباب للمشاركة كعادة البيانات التي تصدر عن الجماعة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد حاليًا قيادة للجماعة تحرك الجموع في المظاهرات.
وأوضحت المصادر، أن بيان الإخوان بشأن تثمينه لمظاهرات 28 نوفمبر، يتشابه مع بيان الجماعة قبيل ثورة شباب "25 يناير"، والذي شدد على دعم الجماعة لمطالب المتظاهرين، ولكنه في نفس الوقت لم يلتزم بالمشاركة في المظاهرات من خلال قواعد الإخوان التنظيمية، أو حتى دعوة أنصار الجماعة للمشاركة في هذه المظاهرات.
وتعليقًا على حالة الارتباك بصفوف قواعد الجماعة، قال الدكتور محمد حبيب القيادي الإخواني المنشق: "من سيشارك في مظاهرات 28 نوفمبر من الإخوان أو غيرهم تنطبق عليهم مقولة مؤسس الجماعة حسن البنا بعد قتل التنظيم الخاص لرئيس الوزراء محمد فهمي النقراشي (ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين)".
وأوضح حبيب أن سيطرة قيادات الجماعة على التنظيم لم تعد محكمة، كما كان في السابق أو حتى شبه محكمة، مشيرًا إلى أن التنظيم تفكك بشكل كبير.
وأضاف حبيب: "المهندس خيرت الشاطر والدكتور محمود عزت هما من يهيمنا على قيادة الجماعة وهما مَن يحركوه ويتخذا قرارات الجماعة"، مشددًا على أن أي تحرك في أية مظاهرات تتم بتعليمات من الشاطر أو عزت أو أحد رجال كليهما بعد موافقتهما.
وتوقع حبيب أن يمر الجمعة 28 نوفمبر دون مشاكل، منوهًا إلى أن هناك استعدادات أمنية كبيرة وأن الدولة لن تسمح لأي طرف بالعودة بها إلى الخلف.
وتابع: "كما أن القواعد التنظيمية لم تعد محتشدة كما كانت في السابق لعدة أسباب أولها، أن هناك من بين شباب الجماعة غير مقتنعين بفاعلية أو تأثير المظاهرات التي تتم ويحملون الشاطر وعزت المسئولية عما حدث"، مشيرًا إلى أن هذا الفريق اكتفى بالصمت وعدم الحديث لعدم توريط القيادة أكثر من ذلك.
واستطرد قائلًا: "وهناك فريق سيمتنع عن المشاركة بسبب خوفه من القبض عليه ولاسيما أن القيادة تعيش بالسجون في أمان"، موضحًا أن هذا الفريق يشعر بأن القيادة تدفعه للموت في سبيل مصلحتها الشخصية ورهينة الإفراج عنهم.
وأضاف: "كما أن الجهة الداعية لمظاهرات 28 نوفمبر هي الجبهة السلفية وهي جبهة لا يتجاوز عدد أعضائها العشرات"، موضحًا أنه سواء على صعيد الجبهة السلفية أو الإخوان، فإن مكونات تحالف دعم الشرعية فقدت القدرة على الحشد بخاصة عقب انسحاب بعض مكونات التحالف وإن كانت لم تعلن ذلك.
ووفقا لبعض شباب الإخوان، فإن الصفحات المغلقة التي تجمعهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، شهدت نقاشا كبيرا حول المشاركة في مظاهرات 28 نوفمبر، حيث اعتبرها بعض الشباب فخا من الجهة التي دعت لها لحساب النظام الجديد للحيلولة دون حدوث مظاهرات شعبية في اليوم التالي، والذي سيشهد النطق بالحكم في قضية القرن المتهم فيها مبارك في حالة صدور حكم بالبراءة لصالحه ولصالح وزير داخليته حبيب العادلي ومعاونيه.
وبحسب نفس المصادر التي تحدثت لها "بوابة الأهرام"، فإن البعض الآخر ذهب إلى ضرورة انسحاب الإخوان من تحالف دعم الشرعية والذي أصبح عبئًا على الجماعة، مشددين على أن المكونات التي كان لها بعض الفعالية في الشارع مثل الوسط والجماعة الإسلامية انسحبت من التحالف وإن كانت لم تعلن ذلك.
وبناء عما نقلته هذه المصادر، فإن مجموعات من شباب الإخوان المشاركين في هذه الصفحات، أكدت أن تحالف الشرعية كان وسيلة، وأثبتت عجزها عن إحداث التغيير أو حتى إحداث تأثير في مياه بحر راكدة، وأنه آن الأوان لحل التحالف لأن استمراره وبقاءه ليس غاية في حد ذاته.
وبرغم حالة التخبط والارتباك التي تضرب التنظيم الإخواني، علمت "بوابة الأهرام"، من مصادر إخوانية أخرى أن هناك تحركات من مسئولي بعد الشُعب -الذين لم يتم إلقاء القبض عليهم أو تم تصعيدهم أخيرًا- تستهدف التأكيد على المشاركة في مظاهرات 28 نوفمبر المقبلة.
وبحسب هذه المصادر، فإن مسئولي الشُعب أكدوا أنهم حصلوا على تعليمات من قيادات الجماعة، مفادها أن المظاهرات لابد أن تتركز في 4 محافظات رئيسية يتم نقل الإخوان من المحافظات الأخرى إلى هذه المحافظات.
ووفقا للمصادر فإن المظاهرات ستتركز في القاهرةوالجيزةوالإسكندرية والفيوم، وأن إخوان الصعيد سيحتشدون بالفيوم، في حين أن إخوان أكتوبر سيحتشدون في الجيزة، بينما إخوان القليوبية سيحتشدون في القاهرة، على أن يتوجه إخوان الدلتا والبحيرة إلى الإسكندرية أو القاهرة أيهما أقرب.
ونوهت المصادر إلى أن مكان تجمع المتظاهرين غير معلوم حتى الآن، وأنه سيكون هناك تجمع من المؤكد في شرق القاهرة وآخر في الجيزة قرب الطالبية وآخر بالقرب من سيدي بشر.
واختتم المصدر بالقول: "برغم تحركات مسئولي الشُعب فإنه لا يوجد قيادة مركزية توجه القواعد"، موضحًا أن التعليمات بخصوص مظاهرات 28 نوفمبر سيكون مسئولا عنها إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان والمقيم بلندن.
ومن جانبه قال حبيب: إن الهدف من مظاهرات 28 نوفمبر الضغط على النظام خارجيًا، موضحا أنه لا يعتقد بأن هذه الوسيلة ستجدي نفعًا.
واتهم حبيب القيادة بالحمق والإفلاس السياسي، مشددًا على أن الدعوة لهذه المظاهرات مجرد شو إعلامي يبعث برسالة مفادها أن الجماعة مازالت حية ومتواجدة.
واختتم حبيب تبتأكيد العبارة القائلة بأن جماعة الإخوان تأسست على يد حسن البانا في عام 1928 وتم قتلها ودفنها على يد خيرت الشاطر ومحمود عزت في عام 2013.