اعترف تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف ب«داعش»، بخطف 149 طفلاً من الأكراد أثناء عودتهم من مدارسهم، منذ 5 أشهر، لتعليمهم فنون القتال، مؤكداً أنه أطلق سراحهم مؤخراً، فضلاً عن أسره لنساء وأطفال أيزيديين، واستعبادهم، بعد الاستيلاء على بلدة «سنجار» العراقية. وقالت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، فى تقرير لها حول الواقعة، أمس، إن الأطفال الذين اختُطفوا تعرضوا لعملية غسيل عقلى، وشاهدوا فيديوهات دموية أعدها التنظيم، وعادوا إلى أسرهم مشبعين بالعنف والأفكار المتطرفة، بعد إطلاق سراحهم.
من جهة أخرى، حمل غلاف العدد الرابع من صحيفة «دابق» الشهرية، التى يصدرها «داعش»، صورة لأحد المعالم الأثرية الإيطالية مرفوعاً عليها العلم الأسود للتنظيم، تحت عنوان «فشل الحملة الصليبية»، وفى الصفحة الثانية من الصحيفة نقل التنظيم مقتطفاً من حديث سابق لأبومصعب الزرقاوى، مؤسس التنظيم، الذى قُتل فى 2006، قال فيه إن الجهاد بدأ فى العراق ومستمر حتى حرق أسلحة الصليبيين فى «دابق»، واستعرض التنظيم عدداً من العمليات التى قام بها مؤخراً ضد الأكراد، فى مدينة كوبانى السورية، فضلاً عن صور لأطفال قتلى نتيجة الغارات الجوية التى شنها التحالف الدولى، لاستعطاف الأهالى فى سوريا.
وكان «داعش» أصدر «دابق» Dabiq، بعدة لغات منها: «الإنجليزية والروسية والهولندية والفرنسية»، ويبلغ عدد صفحاتها 50 صفحة، وافتتح العدد الأول منها بعنوان «عودة الخلافة» موضوعاً رئيسياً، ويعتبر اسم «دابق» ذا رمزية لدى التنظيم، لاعتماده على بعض الروايات الدينية التى تشير إلى أن المسلمين سينتصرون فى حرب عظيمة تقع بين المؤمنين والصليبيين فى مدينة دابق السورية، وينتصر المسلمون، وتعود الخلافة.
وكشف مقال منشور فى العدد الرابع ل«دابق» عن قيام «داعش» بأسر نساء وأطفال أيزيديين واستعبادهم وتقاسمهم وبيعهم، وقال إن عناصر داعش باعوا عائلات أيزيدية مستعبدة، وتقاسموا النساء والأطفال فيما بينهم عقب استيلائهم على بلدة «سنجار»، أغسطس الماضى.
وكانت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، الأمريكية، أكدت احتجاز «داعش» للمئات من الرجال والنساء والأطفال الأيزيديين العراقيين داخل منشآت اعتقال مؤقتة فى كل من سورياوالعراق، وفصل عناصر التنظيم النساء الشابات والفتيات المراهقات عن عائلاتهن، وأجبروا بعضهن على الزواج من المقاتلين.
وتناولت «دابق» الحرب بين المسلمين والتتار فى السابق، التى انتصر فيها المسلمون، وأكدت أن «الدولة الإسلامية» ستنفذ عمليات عن طريق عناصرها فى الدول التى تشارك فى التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما تطرقت للحديث عن أسباب إعدام الصحفيين الأجانب، فيما نقلت حديثاً عن جون كانتلى، الصحفى البريطانى، المختطف من قبَل «داعش»، الذى يصدر سلسلة فيديوهات بعنوان «أعيرونى أسماعكم».
وقال الصحفى البريطانى جون كانتلى، فى رسالته الثالثة، خلال احتجازه منذ عامين، التى بثتها قناة الفرقان الإعلامية، التابعة ل«داعش»، إن حكومات الغرب تحاول استغلال كل ما فى وسعها للحصول على دعم شعبى لحربها ضد تنظيم قوى، والحرب على الدولة الإسلامية لا تزيدها إلا قوة، والدولة الإسلامية مستعدة للحرب، ولديها سنوات من الخبرة فى قتال أمريكا وتستطيع الصمود فى حرب طويلة المدى، وأضاف أن حرب الرئيس الأمريكى باراك أوباما المفتوحة ضد الدولة الإسلامية «فاشلة» لأن التنظيم لا يبالى إذا لم يهاجمه أحد، كما لا يبالى إذا هاجمه الجميع، والدولة الإسلامية متعطشة لرؤية الجنود الأمريكان على الأرض.