جيل كامل من المطربين يمكن وصفه بأنه الجيل الأكثر تأثيرًا فى الأغنية المعاصرة بعد الكبار أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم ورشدى وفريد الأطرش. هذا الجيل الذى لم يختلف أحد على موهبة كل عناصره وعطائهم المتميز طوال رحلتهم يحتفلون واحدًا واحدًا ببلوغهم العام الستين، فقد أكدت التواريخ أن المطرب الكبير محمد منير الذى يقضى فترة استرخاء وعمل معًا حاليًا فى ألمانيا يحتفل أيضًا اليوم 10 أكتوبر ببلوغه العام الستين حيث ولد منير فى 10 أكتوبر من عام 1954وأسمه بالكامل محمد منير أبا زيد جبريل متولي من مواليد قرية منشية النوبة بأسوان.
تلقى منير تعليمه المبكر وقضى فترة الصبا في أسوان قبل أن يهاجر مع أسرته للعاصمة بعد غرق قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التي خلفها السد العالي، في أوائل السبعينيات. أحب ممارسة الغناء كهاوٍِ منذ الصغر وكان يغني لرفاقه في الجيش.
منير هو المطرب الأكثر قربًا حتى اليوم من كل الأجيال، إذ لم يختلف أحد على موهبته ولا على اختياراته ولا على موسيقاه وصوته، وهو يمثل حالة خاصة من المطربين فى العالم العربى، لقدرته على الحفاظ بقوة على نجوميته وجماهيريته واستمراره بنفس وهجه دون خفوت فى أى من المراحل التى مر بها.
وكان لبكائه فى مهرجان الإسكندرية السينمائى محتضنًا أستاذه فى الفن السينمائى نور الشريف، إبان تكريمهما معًا تعبيرًا عن امتنانه لجمهوره الذى وقف لدقائق يحييه، ولم يعرف أحد أن منير يبلغ فى شهره التالى من إقامة المهرجان الذى أقيم فى سبتمر الماضى الستين.
الجيل الذى بدأ يمر بالستين يجمع أسماء صنعت تاريخًا مهمًا فى الأغنية وما زال هذا الجيل الذى يعد على الحجار أحد وأبرز نجومه أيضًا، حيث احتفل فى أبريل الماضى ببلوغه الستين، فى عام يعد الأفضل له إذ توج بالعديد من النجاحات وقدم فيه أعمالاً مهمة وألبومه الأخير المميز "من الآخر".
والحجار كتاب متعدد الصفحات من الغناء والموسيقى يسجل فيه مراحل مهمة من تاريخ الأغنية المعاصرة، بل والفن بوجه عام إذ له فيه تنويعات مع الأداء التليفزيونى والمسرحى وحتى السينمائى. وهو من مواليد حى إمبابة الشعبي بالقاهرة تخرج فى كلية الفنون الجميلة عام 1979، وكان أثناء دراسته قد التحق هو وأخوه أحمد بفرقة التخت العربى لإحياء التراث.
ثم وضعه قدره في طريق الموسيقار العبقري الراحل بليغ حمدي الذي شاهده يغنى في حلقة من حلقات برنامج الموسيقى العربية الذي تقدمه الدكتورة "رتيبة الحفنى" ليبعث في طلبه ثم ظل يتدرب معه حوالى سنتين حتى اختار له بليغ حمدى كلمات الشاعر الغنائي الكبير عبد الرحيم منصور أغنية (على قد ماحبينا) لتكون البداية التي قدمه بها للجمهور في حفل ليلة رأس السنة عام 1977 ثم كان الألبوم الأول الذي تضمن أربع أغنيات كتب عبد الرحيم منصور ثلاثة منها وكتب بليغ حمدي بنفسه أغنية رابعة بعنوان " قالت" تحت اسمه المستعار كشاعر وهو (ابن النيل).
ويبدو أن الأيام المقبلة ستشهد زحفًا لرقم الستين لباقى أبناء هذا الجيل الذى لن توقفه أرقام السنين عن العطاء كما لم توقف نجمًا تجاوزه بعامين وهو هانى شاكر الذى يقدم حاليًا أجمل ما عنده.
فهاني شاكر من مواليد 21 ديسمبر 1952، من جيل الوسط ظهر وسط عمالقة الغناء في مصر مثل عبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش. يشتهر هاني شاكر بلقب أمير الغناء العربي. تجاوزت عدد أغاني الفنان هاني شاكر أكثر من 600 أغنية منذ انطلاقته حتى هذه اللحظة حيث أصبح يتربع صدارة أكثر فنان عربي من ناحية عدد الأغاني الخاصة. آخر البوم للفنان هاني شاكر صدر في عام 2009 بعنوان (حبيبي.. حياتي.. ألبوم صور). وقد حقق الألبوم نسبة مبيعات عالية.
ولهذا الجيل الذى يقترب من الستين بريق لم يصل إليه كثيرين ممن أتوا بعدهم، لما يتصفون به من حفاظ على هوية الأغنية المصرية ومنهم محمد الحلو الذى يحتفل العام المقبل ببلوغ الستين حيث إنه من مواليد مارس عام 1955 وحصل على بكالوريوس من معهد الموسيقى العربية في السبعينيات.
بدأ محمد الحلو مشواره الفني من خلال غناء وتقديم العديد من الأغاني التراثية التي كان لها صدى كبير في العالم العربي قبل أن يقدّم أغنيات خاصة به وتجعله في خانة نجوم الصف الأول في مصر والوطن العربي ثم أصدر أول البوم له بعنوان "عراف"، وبعد أن حقق الألبوم نجاحًا مقبولاً قام بإصدار العديد من الألبومات الأخرى، ومن أبرز ألبوماته: "افتح كتابك" و"رحال" و"يا قمر" و"عصافير الجنة" و"على كيفك" و"صدقي" و"بندم" و"فداكي الروح" و"يا حبيبي" و"ناويلى" و"أحبابنا" و"اشهدي".
وفى نفس التوقيت أيضًا سيحتفل محمد ثروت ببلوغ الستين، إذ أنه من مواليد نفس الشهر ونفس العام مارس 1955 بدأ حياته الفنية كمطرب تميز في أغاني الأطفال والأغنيات الوطنية والدينية والعاطفية ولحن له كبار الملحنين وعلى رأسهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ومحمد الموجي ومحمد سلطان وحلمي بكر وعمار الشريعي، حاصل على بكالوريوس الهندسة جامعة الزقازيق عام 1978 عمل مهندسًا بعض الوقت قبل أن يتجه للغناء، وقد عمل فى برامج الأطفال مع ماما سميحة.
ومنهم أيضًا إيمان البحر درويش الذى يبلغ الستين العام المقبل إذ أنه من مواليد 1955 وهو من ألمع نجوم الغناء بين أبناء جيله، بل ونجح فى مجالات عدة وما زال يحتفظ ببريقه كمطرب، وموسيقى محافظ على التراث الذى ورثه من جده سيد درويش.