حذر رئيس البنك الدولي روبرت زوليك من تداعيات قرار محتمل لليونان بالانسحاب من منطقة اليورو على إسبانيا وإيطاليا والدول الأخرى في منطقة اليورو التي تنوء بأعباء ديون ثقيلة وتقوم بتنفيذ اصلاحات هيكلية. وقال زوليك في تصريحات اوردتها هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم "الخميس" إن أزمة منطقة اليورو تشكل أكبر تهديد للاقتصاد العالمي. وتابع: "إذا قررت اليونان مغادرة منطقة اليورو فان الاثار ستكون مضرة جدا وستعيد الي الاذهان انهيار بنك ليمان براذارز في 2008". ولفت زوليك إلى أن الزعماء الاوروبيين بحاجة الي ايجاد سبل لاستباق المشكلة وتقديم دعم لاسبانيا وايطاليا اللتين تنفذان إصلاحات صعبة جدًا. وفي السياق ذاته، خفض بنك انجلترا (البنك المركزي البريطاني) من توقعاته لنمو الاقتصاد البريطاني العام الجاري الى 0.8% بعد ان كانت 1.2%.. مؤكدًا ان عاصفة منطقة اليورو مازالت تشكل التهديد الاساسي للاقتصاد البريطاني. وقال رئيس بنك انجلترا ميرفن كنج "إن منطقة اليوروتمزق نفسها.. وان بريطانيا لن تكون بمنأى عن ذلك".. مؤكدًا أن البنك لديه خطط طواريء في حال انهيار منطقة اليورو. وأشار كنج إلى أن معدل التضخم سيظل أعلى من المعدل الذي تستهدفه الحكومة وهو 2% خلال العام المقبل. وأضاف "أن منطقة اليورو تشكل الخطر الاعظم لتعافي الاقتصاد البريطاني وان هناك خطرًا من هبوب عاصفة في اتجاهنا قادمة من القارة الاوروبية". وألقت مشكلة الديون الكبيرة التي تعاني منها اليونان بظلال كثيفة على منطقة اليورو في ظل احتمال انتقال الازمة الى عدد من بلدان المنطقة. يذكر أن الطبقة السياسية في اليونان، فشلت في التوصل الى حكومة ائتلافية اثر الانتخابات العامة الاخيرة لتباين رؤى الأحزاب الرئيسية في البلاد بشأن القضايا الاقتصادية.. وعلى رأسها موقفها من حزمة الانقاذ المالي التي يقدمها الاتحاد الأوروبي، ما حدا برئيس البلاد الى الدعوة لانتخابات جديدة. ويخشى مسئولو الاتحاد الأوروبي من أن اليونانيين قد يصوتون في الانتخابات المقبلة لصالح أحزاب مناهضة لسياسات التقشف وشروط الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، الأمر الذي قد ينتهي بخروج اليونان من الوحدة النقدية الاوروبية.