في فيلم معالي الوزير للرائع الراحل احمد زكي يعترف الوزير الذي جاء للمنصب مصادفة ونتيجة تشابه اسمه مع شخص آخر كان هو المرشح للمنصب ، يعترف لمساعده بأنه كان ايام الجامعة يكتب تقارير لأجهزة الامن في زملائه من الطلاب لدرجة انه كان يكتب تقارير في زميلته التي احبها وتزوجها وبسبه دخلت السجن ولما علمت بحقيقته احتقرته وظلت تحتقره حتى بعد أن صار وزيرا وقابلها مصادفة في احد المطاعم / الفنانة يسرا قامت بهذا الدور في الفيلم/ . كاتب التقارير الامنية او المخبر أو مرشد الأمن كما نسميه هو ظاهرة معروفة في كل العهود والأنظمة السابقة حيث كان الامن يجند بعض الطلاب اما طوعا او كرها للتجسس علي زملائهم ولم يقتصر الامر علي الطلبة بل ان ظاهرة كتبة التقارير وجمهورية المخبرين تمددت لتشمل الكثير من مؤسسات الدولة فكان هناك الصحفي المخبر والاعلامي المخبر وغيرهم. لكن السلطة في كل العهود لم تكن لتجرؤ علي ان تعلن أنها وراء تلك الظاهرة بل انها على العكس تماما كانت دائما تنفي قيامها بتجنيد أحد من هولاء المخبرين . الجديد هذه المرة هو الاعلان عن تجنيد المخبرين وبلا تردد.فقبل ايام نشرت احدي الصحف اليومية نقلا عن مصادر جامعية قولها أن الجامعات المصرية وفي اطار خطتها للتصدي لأعمال الشغب تنوي الاستعانة بمن وصفتهم بالطلاب الوطنيين للابلاغ عن زملائهم الذين يقومون باعمال شغب او تخريب في الجامعات . الغريب اننا لم نسمع حتى الان نفيا لهذا الكلام من وزارة التعليم العالي او أي من مسؤولي الجامعات وهو ما يعني أن الجامعات تخطط لتحويل جزء من الطلاب ليكونوا جواسيس على زملائهم ما يعني اننا امام كارثة اجتماعية واخلاقية جديدة من شأنها ن تزيد من تعميق الشروخ والندوب الظاهرة علي جسد المجتمع المثخن أصلا بجراح وانقسامات السياسة، اذ ماذا ننتظر حين يصبح جزء من الطلبة جواسيس ومخبرين علي زملائهم واي ثقافة وقيم يراد نشرها بين الطلاب ؟ وما الذي يمكن ان ننتظره من هولاء الطلاب في المستقبل ؟ وهل يمكن ان يكونوا مواطنين اسوياء؟ وهل يمكن ضمان الا بتحول هولاء الطلبة لاحقا من التجسس على خصومهم من الطلبة الأشرار للتجسس علي اقرب المقرببن منهم تماما كما فعل احمد زكي في الفيلم. وفي ظل هكذا أجواء هل يمكن ان نلوم المحامي خالد أبو بكر حين وشي بالاعلامي باسم يوسف واتهمه بالإساءة وسب الرئيس السيسي في مشادة او نقاش دار بينهما فإذا به يتصر ف كمخبر وليس كمحام وينقل ما جرى للعامة والخاصة لاسيما وانه يدرك في قرارة نفسه أن ما فعله سيجد غطاء من الحماية وسيجد من يعتبر ما فعله عملا وطنيا عظيما وأنه سيرضي السلطة ويقربه اليها زلفا . وإذا كانت الجامعات تنوي نشر ثقافة المخبرين بين الطلبة فلا يجب أن يعتبر بعضنا ما ارتكبه خالد ابو بكر عملا صادما أو فعلا فاضحا!!. إذا كان هناك عنف وتخريب في الجامعات من قبل بعض الطلبة فيبغي ان يواجه بالقانون والقانون وحده لا بتحويل بعض الطلبة لجواسيس وكتبة تقارير في زملائهم. فمتى يتوقف هذا العبث بمستقبل هذا الوطن وثروته الأغلى وهي الشباب ؟ باسم يوسف باسم يوسف خالد ابو بكر خالد ابو بكر موضوعات مرتبطة عصافير أمن الدولة تعود للجامعات عصافير أمن الدولة تعود للجامعات في المشهد الأسبوعي اليوم مع الباعة