"الداخلية" تعلن الاستنفار العام وتحيي ذكرى ضحاياها في انتظار شبح "رابعة" الإخوان تدعو لاحتجاجات حاشدة .. والسلطة تتوعد بمواجهة حاسمة الجيش يتدخل بفرق قتالية.. ويغلق الميادين والإخوان يرصدون 25 مليون جنيه للحشد والقوى الثورية خارج نطاق الخدمة بقلق وترقب تنتظر مصر 14 أغسطس .. الذكري الأولى لفض اعتصامي رابعة والنهضة ، دماء كثيرة سالت يوم الفض ، وتبعتها دماء أخرى على مدار عام كامل .. وطوفان الدم لم يقنع أحدا بالتراجع خطوة للوراء ، السلطة اعتمدت الحل الأمني بعدما استنفدت كل مافي جعبة السياسة في أسابيع ماقبل الفض ، وجماعة الإخوان وأنصارها لاتزال مصرة على أوهام عودة مرسي للقصر وإسقاط ماتسميه ب "الانقلاب" غير معترفة بأن مياها كثيرة جرت في النهر ، دستور تم إقراره ورئيس تم انتخابه ، ومعتقلون بالآلاف وراء الأسوار ، ورأي عام دولي لم يعد يعير حدا أدنى من الاهتمام بالحديث عن شرعية زائلة ، اللهم إلا عاصمتين ليستا بريئتين من الدعم ل"غرض في نفس يعقوب" .. فكيف تستعد كل الأطراف لذلك اليوم ، وكيف ترى النخبة ماحدث بعد عام من الفض ، وفي رقبة من يعلقون دماء الضحايا . في رقبة السلطة ، أم في رقبة من أخرجهم الداخلية بداية أعلنت وزارة الداخلية الاستنفار العام لمواجهة عنف جماعة الإخوان المحتمل فى ذكرى الفض، وطبقا لما يقوله العميد أيمن حلمي، مدير إدارة الإعلام بوزارة الداخلية، فإن الوزارة أعدت خطة لمواجهة اى محاولات لاحداث العنف ، مؤكدا أن مصلحة الامن العام بالتنسيق مع كافة مديريات الامن تشن حملات امنية على مدار الساعة على بعض المناطق التى شهدت احداث عنف سابقة لاستهداف من تعتبرهم الوزارة "خارجين على القانون" وكذلك ضبط الاسلحة ويشير حلمي إلى اجتماع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية مع كافة مساعديه لاتخاذ كافة الإجراءات التأمينية لحماية المنشآت الهامة والحيوية بكافة المحافظات ورفع درجة تأمين السجون والمواقع والمنشآت الشرطية والتعامل الفورى مع أية اعتداءات أو مخططات تحاول إشاعة الفوضى . فى ذات السياق يقول اللواء هانى عبداللطيف المتحدث الرسمى باسم الوزارة ، إن 14 أغسطس سيمثل إحياء لذكرى 114 من رجال الشرطة الذين استشهدوا خلال معركتهم ضد إرهاب الإخوان فى أحداث الفض ، معتبرا أن هؤلاء "حموا بأرواحهم الشعب المصرى فى معركة ضد الإرهاب هى الأقوى فى التاريخ" وأوضح أن الشرطة ستحيي هذه الذكرى من خلال اليقظة والاستنفار الأمنى، والتعامل مع أية تهديدات بقوة وحسم". وأكد اللواء عبداللطيف أن اعتصامى رابعة العدوية والنهضة كانا جريمة ترتكب وسط العاصمة، وتستوجب التعامل الأمنى منذ اللحظات الأولى، ولكن الحكومة فى هذا الوقت قامت بمحاولات مضنية لفض "الاعتصامين المسلحين" من خلال المفاوضات، حماية لمواطنين غررت بهم الجماعة الإرهابية باسم الدين. في سياق الاستنفار الأمني كشف مصدر مسئول ان القوات المسلحة ستقوم بنشر مجموعات قتالية مسلحة من العمليات الخاصة والشرطة السرية، بميدانى النهضة ورابعة العدوية، والتحرير تحسبا لآية تظاهرات ، حيث سيتم إغلاقهما لمنع الاخوان من التظاهر أو الاعتصام بهذه الميادين. الإخوان على الجانب الآخر دعت جماعة الإخوان وتحالف دعم الشرعية أنصارهم ومؤيديهم للإحتشاد فى الشوارع والميادين خلال فعاليات الذكرى الأولى لفض رابعة والنهضة ، حيث يخطط لحشد الأعضاء من المحافظات، والخروج فى مسيرات إلى الميادين من خلال المناطق السكنية، والشوارع الجانبية، التى لا تستطيع قوات الأمن الوصول إليها – على حسب ما أكدت مصادر مسئولة بالتحالف - . كما أعدت خطط لتظاهر أنصار جماعة الإخوان الموجودين في الخارج أمام السفارات، لإيصال رسالة للعالم الخارجى بأن الغضب ما زال مستمرا بالقاهرة، وللايحاء بأن نسبة كبيرة من الشعب المصرى ترفض النظام الحالى وممارساته القمعية تجاه الشعب والمتظاهرين - بحسب وصف الإخوان. ويقول تحالف دعم الشرعية إن التنظيم سيخرج من الأحداث الحالية أصلب عودا وأمضى حركة نحو تحقيق أهدافه ، زاعما أن هذه عبارات لا تنطلق من نبع العاطفة فقط، بل هى الحقيقة التى أكدتها الأحداث الممتدة منذ أكثر من 85 عاما وحتى اليوم هي عمر جماعة الإخوان. وكشفت مصادر عن خطط على عدة محاور: أحدها ميداني يتمثل فى انطلاق تظاهرات فى عدد كبير من ميادين العاصمة القاهرة وعدة محافظات أخرى، من المستبعد أن يتطور الأمر لاعتصام نظرا لتغير الواقع والظروف الأمنية . أما المحور الثانى فيتمثل في التصعيد الإعلامي من خلال الأدوات المؤيدة للجماعة سواء قنوات فضائية أو صحف محلية ودولية، منوها بأن نتائج الأحداث المنتظرة سيكون لها دور كبير في قرار التحالف سواء بقبول التصالح أو الاستمرار في التصعيد ميدانيا وعلى حد ماتقول حركة إخوان بلا عنف، فإن هناك مخطط تقدم عليه جماعة الإخوان لإشعال العنف والفوضى يوم ذكرى الفض ، حيث سيتم – طبقا لمعلوماتها - الخروج بمسيرات غير سلمية والعمل على تبني حالة من العنف والفوضى ضد مؤسسات الدولة ، كما ستحاول اقتحام ميداني النهضة ورابعة العدوية مهما كانت التضحيات !! تضيف الحركة، أن قيادات إخوانية رصدت 25 مليون جنيه للحشد ، مؤكدة أن – إخوان بلا عنف - لن تسمح مطلقا بخروج أي مسيرات في هذه الذكرى ، معتبرة الاعتداء على مؤسسات الدولة أو المواطنين هو خروج على الإسلام ومخالفة لتعاليمه وخروج على منهج مؤسس الجماعة الإمام حسن البنا . واعتبرت أن قيادات الإخوان " تضحي بدماء شباب الجماعة في معركة خاسرة ، لأن تنفيذ خارطة الطريق وانتخاب رئيس للبلاد أسقط أي شرعية زائفة" ، وهي تضحية بالدماء "في سبيل كرسي السلطة وليست جهادا في سبيل الله بل جهاد في سبيل شهوة السلطة". رفض للتظاهر أعلنت عدد من القوى الثورية عن رفضها المشاركة في الاحتجاجات التى دعا إليها التحالف وجماعة الإخوان وقال محمد فؤاد، القيادى بحركة 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية" أننا لن نشارك فى مظاهرات ذكرى فض رابعة، رغم إدانتنا لأحداث الفض وتعاطفنا مع الدماء التى سالت، لكن الإخوان لهم طريق آخر مختلف عن طريقنا . وأوضح محمد نبوى، المتحدث الإعلامى لحركة تمرد أن مخططات الإخوان لإشعال الفوضى فى الذكرى الأولى لفض رابعة والنهضة لن تفلح، كما رفضت حركة الاشتراكيين الثوريين التعليق على دعوة "الإخوان" للمشاركة فى التظاهرات . من جانبه يفجر اللواء محمود قطرى الخبير الأمنى مفاجأة ، حيث يؤكد ل"المشهد"، أن وزارة الداخلية غير جاهزة للتصدى لهجمات إرهابية يتوقع حدوثها في ذكرى الفض ، معللا ذلك بأن جهاز الأمن الوطنى مازال ضعيفًا، ولم يمتلك بعد المعلومات الكافية التى تمكنه من معرفة التفجير قبل حدوثه. ويضيف أنه مازال مُصرا على رأيه، في ضرورة إعادة بناء الداخلية بالكامل من جديد، وتوقع قطرى دخول العديد من المتسللين إلى الأراضى المصرية عن طريق الحدود، وذلك فى ظل إنشغال واستعداد قوات الشرطة لمواجهة تظاهرات الإخوان ، مشيرا إلى أنه رغم هدم القوات المسلحة للعديد من الأنفاق إلا أنه مازال يوجد أنفاق لم تُعرف بعد. وينوه الخبير الأمني إلى أن جماعة الإخوان لم تعد لديها القدرة على حشد الأعداد الكبيرة ولم تعد مؤثرة مثلما كان عليه الوضع في البداية، ويقول:"ستخرج المسيرات الإخوانية كما تخرج يوميا على مستوى الجمهورية، وتتصدى لها الشرطة، دون حدوث مفاجآت تذكر" مبادرة د. ناجح إبراهيم أحد أهم القيادات التاريخية ل "الجماعة الإسلامية" ، يرى أنه علي كلٍ من الحكومة والاخوان اتخاذ إجراءات جيدة قبل ذكري الفض، فعلي الحكومة تعويض أسر الذين قُتلوا في رابعة والنهضة ، وليس هناك – من وجهة نظره - داعٍ لتظاهرات الإخوان الآن ولا يجب عليها أن تدعو للعنف، ف "هذا لن يحيي القتلي ولن يعيد د.مرسي للحكم، وعلي الاخوان أن يتعلموا من التاريخ، فبعدما قُتل سيدنا الحسين خرجت مجموعات مطالبة بثأره في مواجهة الدولة الأموية، فتسببوا في قتلهم في المعارك هباء". يضيف ناجح: كان العام الماضي كفيلاً بأن يعطي الإخوان عبرة وهي أن الاشتباك مع الدولة لن يعيد القتلي والجرحي. مؤكدا أنه علي كل طرف أن يأخذ خطوة نحو الآخر، فيمكن للدولة أن تفرج عن كبار السن من المعتقلين وما إلي ذلك.. ويضيف : " كان اعتصام رابعة سلبياً وكانت طريقة فضه خاطئة، كما أنه كانت هناك طرقاً كثيرة يمكن بها إجراء الفض دون التسبب بهذا الكم من الضحايا، مثل حصار رابعة لوقت أطول والمزيد من التفاهم، فالطريقة التي اتبعت تسببت في خسائر كبيرة وردود أفعال سلبية". وعند سؤاله عما إذا كان مسار الأحداث سيتغير إذا لم يتم فض الإعتصامين أجاب د. ناجح بأن هذا لو حدث سيكون الوضع أسوأ، وسيؤول إلي مزيد من الدماء والقتلي والجرحي والتكفير، ومزيد من السجناء وفي النهاية ستنتصر الدولة المصرية. عبث وفي ذات السياق رأي كريم السقا - عضو لجنة الشباب بحملة السيسي الإنتخابية - أن تحركات الاخوان حالياً عبثية، وأبدي ثقته في أداء الجهات الأمنية ، موضحا " أنه لم يكن هناك طريقة أفضل يمكن بها فض الاعتصام وتقليل الضحايا كان في يد الإخوان أنفسهم، فقد كان يمكنهم التراجع عن الاعتصام، و"قد رأينا علي الشاشات كيف أنهم هددوا بالعنف والإرهاب، ولم يكن هذا مسموحاً به " وعلى حد تعبيره فإن الجهات الأمنية " فعلت كل ما كان في وسعها لتقليل الضحايا و"قامت بالحل الأمثل"، ولولا فض الاعتصام في هذا الوقت لكانت مصر لحقت بالعراق وسوريا. أو على الأقل كانت الدولة ستخسر هيبتها " وتفتح الباب للتدخلات الأجنبية تحركات النفس الأخير أسامة أيوب الكاتب الصحفي والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للصحافة يرى أن تحركات الاخوان حالياً هي "تحركات النفس الأخير" وهي عشوائية والقصد منها اثبات وجود و"فش غل"، فجماعة الاخوان – حسب تعبيره - انتهت كفصيل سياسي لأنها اختارت طريق العنف والباقي الموجود حاليا هم "فلول الاخوان" والمغيبين. كما رأي أن الاخوان في رابعة فعلوا ما بدا لهم، فقد احتلوا منطقة رابعة العدوية في مكان حيوي من القاهرة وأرهبوا سكانها وتسببوا في حالات تعذيب، مما جعلها بؤرة للإرهاب ومنطقة لتهديد الأمن، وطُلب منهم المغادرة لكنهم لم يستجيبوا، وفتح لهم ممر آمن للخروج خرج منه الكثيرون بالفعل، أما من أطلق النار علي الأمن فلم يكن هناك حيلة، وهذا يحدث في كل دول العالم ، إذا تعارضت حقوق الإنسان مع الأمن القومي لابد أن ترجَح كفة الأمن القومي. وبسؤاله عن كيفية تغير مسار الأحداث لو لم يتم فض الإعتصامين أجاب بأن هذا السؤال افتراضي ولا يمكن تصوره، فالاعتصام "عمره ما كان هيستمر لأن مفيش دولة تسمح بده". اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل