السؤال: أتوجه إليكم بعد التوجه إلى الله عز وجل، فقد ضاقت بي الأرض بما رحبت، فأسأل الله أن يمن علينا بالتوبة، كما منّ على الثلاثة الذين خلفوا، مشكلتي باختصار أني وقعت -والعياذ بالله- في الحرام، وتبت إلى الله، وقررت الزواج حتى أقطع على إبليس الطريق؛ لكن علامات الإيدز ظهرت عليّ كلها؛ وأجريت التحاليل خمس مرات وكانت كلها سلبية -ولله الحمد والمنة- وأجريت تحليلًا سادسًا بعد عشرة أشهر من المعصية، فكانت النتيجة -ولله الحمد- سلبية؛ وأجريت تحليل التهاب الكبد س، والزهري، وكل الأمراض الجنسية وكلها -والحمد لله- سلبية؛ وكل الفحوصات تؤكد أني سليم، غير أني أعاني من أعراض كثيرة، على رأسها الإعياء الشديد، والخمول، والكسل، والتوتر، والاكتئاب و...وسؤالي: أريد الزواج، فما حكم الشرع في ذلك؟ وهل أخبر أهل المرأة بذلك أم أستر على نفسي؟ وماذا أفعل حتى أرضي ربي، وأبرئ ذمتي، وأريح ضميري، وأتجنب غضب الله عليّ؟ سامحوني على الإطالة، وجزاكم الله خير الجزاء. الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فنسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك، ويوفقك لطاعته، ويصرف عنك السوء، وننصحك بالمبادرة بالزواج، فإنه حصن من الحرام، وعليك أن تستر على نفسك، ولا تفضحها، فلا تخبر من تريد الزواج بها بما وقعت فيه من الحرام، ولو فرض أنك أصبت بمرض معد، أو مرض يمنع الاستمتاع، فعليك إخبار المخطوبة به، لكن ذلك لا يعني أن تخبر بالمعصية، ولكن يكفي أن تخبر بالمرض دون بيان سببه؛ لأن المسلم عليه أن يستر على نفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ، قال ابن عبد البر: وفيه أيضًا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة. وإذا لم يكن بك مرض من الأمراض المعدية، أو الأمراض التي تمنع الاستمتاع، فلا يلزمك أن تخبر المخطوبة بما عدا ذلك من الأمراض، أو الأعراض، وراجع الفتوى رقم: 53843. وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات الطبية بموقعنا. والله أعلم.