قال الكاتب الأمريكي إريك تراجر، بصحيفة "واشنطن بوست" إنه بالنظر إلى سياسات وتحركات كلينتون السياسية طوال فترة خدمتها كوزيرة للخارجية الأمريكية، يمكن تصنيفها كممثلة للتفكير السياسي الواقعي والمعسكر البراجماتي "النفعي" الذي يضع من المصلحة الأمريكية أساسًا لأي تحركات أوتحالفات. جاء ذلك خلال تعليق الكاتب الأمريكي إريك تراجر، بصحيفة "واشنطن بوست" علي مذكرات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون،والمرشحة المحتملة للرئاسة الأمريكية 2016، "خيارات صعبة" والذي صدر منذ أيام قليلة. وينقل إريك عن كلينتون من مذكراتها حين قالت إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستقوم بكل ما يلزم لضمان سلامة الشعب الأمريكي والحفاظ علي مصالحه ولو تطلب ذلك الدخول في تحالفات أو العمل المشترك مع شركاء مختلفين تمامًا مع الأفكار الأمريكية، ويضرب مثلًا بموقف تحالف وتعاون كلينتون مع حكم الإخوان في مصر كدلالة على واقعيتها وبراجماتيتها السياسية. ويذكر الكاتب امتعاض هيلاري الشديد ونقدها الصارخ للمناخ السائد في المجتمع المصري المليء بنظريات المؤامرة واتهامات التمويل الخارجي والعمالة وتروي هيلاري في مذكراتها عدة مواقف شعرت فيها بذلك المناخ حيث ظهر ذلك جليًا في مقابلة لها مع لفيف من الشباب الذين طالبوها بضرورة كف الإدارة الأمريكية عن التحكم في مصير الشعب المصري وتسيير أموره. وفي آخر أجزاء العرض يتناول إريك تعاطي كلينتون ورأيها في المستقبل السياسي المصري حيث تري أن أمريكا قادرة علي التعامل مع أي نظام أو رئيس للحفاظ علي المصالح الأمريكية ولكنها في الوقت نفسه تري أنه ليس هناك سبب مقنع للاعتقاد بأن ما تصفه كلينتون ب"الحكم العسكري الذي استعاد زمام الحكم في مصر سيدوم أطول مما دام تحت حكم مبارك". وكذلك تري كلينتون أنه من أجل الحفاظ علي هذا النظام، يجب أن يكون أكثر تعددية مما يؤدي به لأن يكون أكثر ديمقراطية، ولكن تبدو كلينتون بحسب تراجر، متشائمة من ظهور الديمقراطية في مصر في وقت قريب ولكنها تؤكد استمرار مساعي أمريكا الحثيثة لتسهيل الطريق للديمقراطية في مصر العربية.