كتب إريك تراجر الكاتب الأمريكي الشهير، تقريرًا لصحيفة "الواشنطن بوست" معلقًا ومتناولاً بالتلخيص والتحليل لمذكرات هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة المحتملة للرئاسة الأمريكية، "خيارات صعبة" والذي صدر منذ أيام قليلة. يحلل إريك ويستنتج أنه بالنظر إلى سياسات وتحركات كلينتون السياسية طوال فترة خدمتها كوزيرة للخارجية الأمريكية، يمكن تصنيفها كممثلة للتفكير السياسي الواقعي والمعسكر البراجماتي الذي يضع من المصلحة الأمريكية أساسًا لأي تحركات أو تحالفات. وينقل إريك عن كلينتون من مذكراتها حين قالت إن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستقوم بكل ما يلزم لضمان سلامة الشعب الأمريكي والحفاظ علي مصالحه ولو تتطلب ذلك وفرض الدخول في تحالفات أو العمل المشترك مع شركاء مختلفين تمامًا مع الأفكار الأمريكية. ويمثل إريك بموقف تحالف ودعم والتعاون بين كلينتون وحكم الإخوان في مصر كدلالة على واقعية وبرجماتيتها السياسية في الاضطلاع بالأمور. وينقل الكاتب امتعاض هيلاري الشديد ونقدها الصارخ من المناخ السائد في المجتمع المصري والمليء بنظريات المؤامرة واتهامات التمويل الخارجي والعمالة وتروي هيلاري في روايتها عدة مواقف شعرت فيها بذلك المناخ حيث ظهر ذاك جليًا في مقابلة لها مع لفيف من الشباب حين طالبها الشباب بضرورة كف الإدارة الأمريكية عن التحكم في مصير الشعب المصري وتسيير أموره. وفي آخر أجزاء التحليل يتناول إريك تعاطي كلينتون ورأيها في المستقبل السياسي المصري حيث تري أن أمريكا قادرة علي التعامل مع أي نظام أو رئيس للحفاظ علي المصالح الأمريكية ولكنها في الوقت نفسه تري أنه ليس هناك سبب مقنع للاقتناع بأن استعادة الحكم العسكري في مصر سيدوم أطول مما دام نظام مبارك وكذلك تري كلينتون أنه من أجل الحفاظ علي هذا النظام، يجب أن يكون أكثر شمولاً وتعددية مما يؤد به ليجعله أكثر ديمقراطية. ولكن تبدو كلينتون بحسب تراجر، متشائمة من ظهور الديمقراطية في مصر في وقت قريب ولكنها تؤكد استمرار مساعي أمريكا الحثيثة لتسهيل الطريق للديمقراطية في مصر.