بفارق كبير عن نيويورك وهامش طفيف عن لندن احتلت دبي المرتبة الثانية بين أهم وجهات تجارة التجزئة العالمية للسنة الثالثة على التوالي، فيما احتفظت لندن بموقع الصدارة بهامش بسيط فقط، وذلك وفقاً لنسخة عام 2014 من تقرير «ما مدى عالمية تجارة التجزئة» الذي تصدره شركة «سي بي آر إي» العالمية المتخصصة في مجال الاستشارات العقارية. وتتصدر لندنودبي هذه القائمة بفارق كبير عن كل من نيويورك وموسكو وشانغهاي، وهي المدن الثلاث الأخرى المشكلة للخمس الكبار في التقرير. دور مهم وقال نك ماكلاين المدير التنفيذي ل «سي بي آر إي» الشرق الأوسط، إن نجاح دبي في الحفاظ على مرتبتها الثانية عالمياً من حيث حضور شركات التجزئة العالمية يعكس الدور المهم الذي تلعبه هذه المدينة كمركز إقليمي للسياحة والأعمال التجارية. ولا يزال قطاع التجزئة واحداً من أنشط القطاعات الاقتصادية في الإمارة، ومن المتوقع أن يشهد هذا القطاع نمواً مطرداً مع اقتراب موعد استضافة معرض إكسبو 2020 خلال ست سنوات. وأضاف: شهدت دبي دخول 19 علامة تجارية عالمية جديدة عليها خلال 2013، ومع الشروع في مشاريع جديدة لبناء مراكز تجارية كبرى، إلى جانب عمليات التجديد والتحديث والتوسعة في المراكز القائمة حالياً، من المتوقع أن يتزايد اهتمام شركات التجزئة العالمية بالمدينة إلى مستويات أعلى. القدرة التنافسية من جانبه، قال حمد بوعميم مدير عام غرفة دبي، إن اقتصاد الإمارة شهد نمواً ملحوظاً خلال الفترة الماضية، حيث استفادت الإمارة بشكل واضح من قدراتها الاقتصادية التنافسية، مع استمرار قطاع التجزئة في الإمارة بالنمو مدفوعاً بالأداء المتميز لقطاعي السياحة والطيران، إلى جانب نمو استقطاب رؤوس الأموال. وأضاف: تقدم دبي فرصاً لا مثيل لها للشركات الأجنبية، وتحافظ على مكانتها كوجهة أساسية للسياحة والأعمال التجارية في المنطقة. وتعد جودة المساحات التجارية المتاحة، والتوقعات المستقبلية الإيجابية عوامل محفزة لتجار التجزئة العالمية الباحثين عن التوسع. وتعمل حكومة دبي في سياق رؤيتها لعام 2020 على تعزيز القطاع السياحي، حيث تهدف إلى جذب 20 مليون زائر سنوياً، وهو ما سيضيف زخماً كبيراً لقطاع التجزئة، في حين يوفر استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020، وجهود الإمارة لتعزيز مكانتها كعاصمة للاقتصاد الإسلامي دفعة إلى الأمام نحو فرص جديدة للتجزئة المبتكرة. الأسواق الساخنة وناقش تقرير هذا العام أيضاً موضوع «الأسواق الساخنة لعام 2013»، الذي قدم عرضاً شاملاً للمدن والدول التي استهدفتها شركات التجزئة العالمية خلال العام. ووفقاً للنتائج فقد احتلت أبوظبي المرتبة الرابعة عالمياً بين الأسواق التي نجحت في اجتذاب علامات تجارية جديدة عليها، حيث تمكنت من اجتذاب 42 علامة خلال عام 2013. واحتلت باريس المرتبة الأولى عالمياً في هذا التصنيف، حيث نجحت في جذب أكبر عدد من العلامات التجارية الجديدة عليها، والتي بلغت 50 علامة في عام 2013. مسار النمو وفي ذات السياق قال جورج كوستاس الرئيس التنفيذي لشركة ماجد الفطيم العقارية، إن الاقتصاد الإماراتي نجح في العودة بقوة إلى مسار النمو، وباتت شركات التجزئة اليوم تعتمد في استراتيجيات توسعها على توقعات متينة بزيادة القوة الشرائية لدى المستهلكين، إلى جانب اتساع الفئة العمرية الشابة وانخراط المستهلكين بشكل أكبر في مجال الموضة والأزياء. إلى جانب ذلك، تسهم سمعة دبي الكبيرة كمدينة متعددة الثقافات ووجهة عالمية لنمط الحياة المترف في بناء بيئة مناسبة لازدهار أعمال العلامات التجارية الفاخرة. عدد الزوار وأضاف كوستاس: شهدت مراكز التسوق التابعة لماجد الفطيم العقارية في دبي نمواً بنسبة 8% في عدد الزوار الذي وصل إلى 81 مليون زائر، وشكل السواح نسبة كبيرة وصلت إلى 25% من عدد زوار مول الإمارات في العام 2013 على سبيل المثال. وأضاف: نحن على يقين بأن مستوى الطلب سيواصل نموّه، الأمر الذي دفعنا لنستثمر 3 مليارات درهم في توسعة مرافقنا الحالية وتطوير مشاريع جديدة وذلك من أجل تلبية الطلب في المستقبل. وتشمل الخطة الاستثمارية هذه عملية إعادة تطوير متعددة المراحل لمركز مول الإمارات بقيمة تناهز المليار درهم، وعملية إعادة تطوير مركز سيتي سنتر، ديرة بقيمة 22 مليون درهم، وبناء مركز تسوق جديد في المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي بدبي. وستشمل الخطة كذلك استثمارات كبيرة في محفظة مرافقنا في قطاع الضيافة، بما في ذلك تطوير فندق يضم 370 غرفة تحت علامة «هيلتون جاردن إن» التجارية، بالإضافة إلى مشروع قيد الدراسة لتطوير فندقين جديدين من فئة الفنادق الفاخرة. 1.7 % نمو الانتشار العالمي للشركات كشف تقرير «سي بي آر إي» عن أن الانتشار الإجمالي لشركات التجزئة العالمية على مستوى الدول حقق زيادة بمقدار 1.7%. وتتواجد اليوم 51% من شركات التجزئة في ثلاث مناطق جغرافية عالمية، وهي الأميريكتان، والشرق الأوسط وأوروبا وشمال أفريقيا، ومنطقة آسيا المحيط الهادئ، وهو ما يمثل ارتفاعاً طفيفاً مقارنة بالعام الماضي. وارتفع عدد الداخلين الجدد على مستوى المدن بنسبة 26% مقارنة بالعام السابق، مع زيادة ملحوظة في عدد العلامات التجارية الباحثة عن فرص جديدة خارج الحدود. ومع أن لندن هي المدينة الأولى عالمياً في عدد العلامات التجارية، إلا أنها شهدت على الرغم من ذلك دخول 31 علامة تجارية جديدة خلال العام الماضي. وضمت لائحة العشرة الكبار أيضاً كلاً من بكين وموسكو وشانغهاي وفرانكفورت وتايبي وسنغافورة. وكانت العدد الأكبر من الداخلين الجدد (24%) من قطاع الأزياء الراقية وأزياء الأعمال، حيث شكل هذا القطاع قرابة ثلث (32%) إجمالي الداخلين الجدد إلى الأميركيتين، وهو ما يعكس بشكل واضح تحسن آفاق الاستهلاك في الولاياتالمتحدة الأميركية. وركزت شركات التجزئة على عدد أقل وأكبر حجماً من الأسواق في عام 2013، حيث يُنظر إلى 18 أهم مدينة مستهدفة بصفتها أسواقاً ناضجة، مقارنة ب 14 مدينة في عام 2012. وشهدت 83% من المدن المشمولة بالدراسة دخول علامة تجارية واحدة على الأقل في عام 2013 (مقارنة ب81% في السنة السابقة)، حيث تشهد أهم المدن المستهدفة زيادة في الداخلين الجدد بنسبة 28%. ويعد الشرق الأوسط المنطقة الأسرع نمواً في العالم بالنسبة لشركات التجزئة العالمية من حيث تزايد حضور العلامات التجارية، ومع مخططات ضخمة لمراكز تسوق جديدة قيد الإنشاء توفر أبوظبي فرصاً تجارية مهمة بالنسبة لهذه الشركات، وأتاح افتتاح ذا غلاريا والمواقع النخبوية في جزيرة الماريا منصة راقية حقيقية لتجارة التجزئة في دبي وبالتالي توافدت أعداد من علامات التجزئة الراقية العالمية الجديدة إلى العاصمة. شبكات تشغيلية يحلل التقرير السنوي الذي تصدره «سي بي آر إي» للسنة السابعة على التوالي الشبكات التشغيلية لما يبلغ 334 من الشركات العالمية المتخصصة في قطاع التجزئة في 189 مدينة حول العالم تتوزع على 61 بلداً، ما يغطي الجزء الأكبر من الاقتصاد العالمي. وقد تم الكشف عن نتائج هذا التقرير في الشرق الأوسط بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة دبي في مقر الغرفة الرئيسي، وبالتعاون مع ماجد الفطيم العقارية، الشركة الرائدة في مجال إدارة المشاريع العقارية المتنوعة والتي تضم المراكز التجارية والفنادق والمجتمعات متعددة الاستخدامات.