طالب المشاركون، في مؤتمر "آثار وثقافة النوبة عبر العصور"، الذي أقيمت فعالياته لليوم الثاني بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية، بالحفاظ على هوية التراث الشعبي وخاصة النوبي، والعمل على النهوض به خلال الفترة المقبلة لأنه جزء أصيل من الهوية المصرية وامتداد للحضارة الفرعونية. وقال الدكتور فتحي الخميس رئيس قسم علوم الموسيقى العربية بالمعهد العالي للموسيقى العربية، إن الفن الشعبي النوبي من أكثر فنون الأقاليم المصرية التي تعرضت للظلم خلال الفترة الماضية، نظرا لإهمالها على مدار عقود طويلة، موضحا أن فقدانها يمثل خسارة كبيرة للحضارة المصرية. وأضاف أن التراث النوبي جزء لا يتجزأ من الحضارة المصرية والتراث الشعبي المصري، حيث يطلق عليها "البيئة السمراء" وتضم ثقافة النوبة وأسوان، موضحا أن مصر بها 5 بيئات ثقافية تتمثل في النوبة والصعيد وبدو سيناء والدلتا والحضر وهذه البيئات تمثل التراث الشعبي المصري، حيث ان لكل بيئة سمات وخصائص تميزها عن الأخرى، بينما تشترك في عوامل والحفاظ عليها واجب وطني ضد الثقافات الأخرى. وأشار إلى أن الفن الشعبي لا يمكن أن يفقد هويته لعدم تأثره بثقافات أخرى مثل الموسيقى النوبية، فهي في الأصل موسيقى فرعونية مازالت تحتفظ بهويتها بالرغم الظروف التي تواجهها، لافتا إلى أن قصور الثقافة تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على هوية الثقافات الخمس للشعب المصري لكونها مركز تنمية من خلال تبنيها لهذه الثقافات والعمل على دعمها. وكشف الخميس، أن هناك مشاكل تواجه التراث الشعبي من خلال تأثره بثقافات أخرى تعمل على تغيير هويته على مدار التاريخ وخاصة ثقافات المدن التي أصبحت تؤثر بشكل واضح على ثقافة تلك المجتمعات. في نفس السياق قال المهندس عماد فريد، متخصص في عمارة البيت النوبي، أن البيت النوبي مازال يحتفظ بهويته حتى الآن بالرغم من الصعوبات التي مر بها خاصة بعد قيام الحكومة ببناء منازل تخالف الطابع النوبي. ومن جانبه أوضح رامز إبراهيم، متخصص في العمارة، أن البيت النوبي اعتمد على مدار مراحل بنائه على الطوب اللبن الذي لعب دورا كبيرا في الحفاظ على الهوية النوبية، موضحا أن الطوب اللبن شكل البيئة النوبية بجميع خصائصها. وأضاف أن البيئة النوبية مازالت تحمل في هويتها التراث الشعبي المصري الأصيل الذي يجب الحفاظ عليها لأنه جزء لا يتجزأ من الحضارة المصرية. وفى ذات السياق، قالت الناقدة والفنانة التشكيلية الدكتورة فينوس فؤاد، إنه يجب أحياء اللغة "النوبية " التي أصبحت مهددة بالانقراض بعد حالة التعتيم التي شهدتها خلال الفترة الماضية. تم خلال المؤتمر- الذي شارك فيه عدد كبير من مثقفي النوبة، عرض فيلم تسجيلي عن حياة النوبة وتاريخها وعاداتها والارتباط بين أهل النوبة والحفاظ على هويتهم ضد الثقافات الأخرى.