طالبت روسيا يوم الخميس الحكومة الأوكرانية بوقف عمليتها العسكرية ضد الانفصاليين المؤيدين لروسيا وحثت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على الضغط على كييف لتجنب "كارثة" في الجمهورية السوفيتية سابقا. فيما صعد مستشار بالكرملين الحرب الكلامية مع أمريكا بسبب أوكرانيا وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نطالب مرة أخرى بأن توقف سلطات كييف الحرب بين الأشقاء وأن تبدأ حوارا وطنيا حقيقيا." وأضافت "ندعو مجددا شركاءنا الغربيين إلى استخدام كل نفوذهم لدى كييف لوقف انزلاق أوكرانيا إلى كارثة وطنية." وتحدت الحكومة الأوكرانية والرئيس المنتخب بترو بوروشينكو دعوات موسكو لإنهاء العملية العسكرية ضد المتمردين في شرق أوكرانيا حيث كانت الخسائر البشرية لدى الجانبين ثقيلة هذا الأسبوع. وعبرت روسيا عن قلقها العميق من "التصعيد" وقالت إن الاقتراحات المنبثقة عن اتفاق توصل إليه الاتحاد الأوروبي وروسياوأوكرانياوالولاياتالمتحدة في جنيف في أبريل نيسان الماضي لا تزال مسارا ممكنا للخروج من الأزمة. وقالت وزارة الخارجية الروسية "نكرر مرة أخرى: المجتمع الدولي يتوقع من كييف إنهاء فوريا للتحرك العسكري في شرق البلاد وسحب القوات. من المستحيل تحقيق السلام بدون هذا." وأضافت "مرة أخرى ندعو شركاءنا الغربيين إلى استخدام كل نفوذهم لدى كييف لوقف انزلاق أوكرانيا إلى كارثة وطنية." وكان سيرجي جلازييف المستشار الاقتصادي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتهم الولاياتالمتحدة يوم الخميس بمحاولة إشعال صراع عسكري بين روسيا والدول الأوروبية بسبب أوكرانيا من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية. وقال جلازييف وهو مسؤول عن العلاقات الروسية مع أوكرانيا إن اقتصاد الولاياتالمتحدة ووضعها العالمي استفادا في السابق من الحروب في أوروبا. وأضاف جلازييف للصحفيين في أستانة عاصمة قازاخستان أن الولاياتالمتحدة "ترفع الآن راية حرب في أوكرانيا بعد تدبير انقلاب ووضع رجالهم في السلطة هناك لاستخدام أوكرانيا كفتيل تفجير ضد روسيا وأوروبا." وقال جلازييف قبل أن توقع روسيا وروسيا البيضاء وقازاخستان اتفاقية لإقامة تكتل تجاري جديد "توجد فوضى متنامية في أوكرانيا وتكتسب هذه الفوضى بشكل متزايد سمات كارثة عالمية." ولم يقدم المسؤول الروسي أي دليل يدعم تصريحاته لكنه قال إنه تم رصد وصول مرتزقة أجانب إلى أوكرانيا لقتال مسلحين موالين لروسيا في شرق البلاد. وتأتي التصريحات التي تتسم بالتحدي من جانب مستشار يتخذ عادة مواقف أكثر تشددا من الحكومة الروسية أو الكرملين الذي ينأى بنفسه أحيانا عن مثل هذه التصريحات. وأدت الأزمة في أوكرانيا وضم روسيا لشبه جزيرة القرم إلى تصاعد التوتر في علاقاتها مع الغرب إلى أعلى مستوى منذ انتهاء الحرب الباردة. ونفت الولاياتالمتحدة أن تكون وراء الأحداث التي أدت للاطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش والتي تصفها موسكو بأنها انقلاب. وتقول واشنطن إنها تريد حلا سياسيا للأزمة وتنفي تقارير عن وجود مرتزقة أمريكيين يعملون في أوكرانيا وتقول إن هناك أدلة على دعم روسي للمتمردين هناك. وأسقط انفصاليون موالون لروسيا طائرة هليكوبتر تابعة للجيش الأوكراني يوم الخميس مما أدى إلى مقتل 14 عسكريا بينهم جنرال في الوقت الذي تواصل فيه القوات الحكومية هجوما لسحق التمرد. وقال جلازييف إن الوضع في أوكرانيا هو حرب فعلية. وأضاف "أي حرب في أوروبا تؤدي إلى مكاسب ضخمة لأمريكا في تعزيز نفوذها على الساحة السياسية الدولية وهم متمسكون بهذا التقليد."