حافظ خام برينت هذا الأسبوع، على سعره متجاوزا 120 دولارا للبرميل لفترة أطول مما كان الوضع عليه خلال الحرب الليبية السنة الماضية، ليصل متوسط سعر البرميل إلى 124 دولارا خلال الشهر الماضي. وقال تقرير "ساسكو بنك" "إن بقاء الأسعار مرتفعة لهذه الفترة الطويلة مثار قلق للدول المستهلكة والمنتجة، وليس أقلها السعودية التي تخشى أن يعاود سعر البرميل ارتفاعه المفاجئ الذي وصل إلى 150 دولارا عام 2008 الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى ركود جديد. وبين التقرير بأنه تبع هذا الارتفاع المفاجئ انهيار في الطلب وانخفاض حاد في الأسعار، وهو ما يفرض على السعودية العمل على منع تكراره نظرا لحاجتها الإبقاء على سعر البرميل أعلى من 80 دولارا لإحداث توازن في ميزانيتها المتزايدة. وأضاف بالرغم من أن الأسواق شهدت انخفاضا في الأسعار بدولارين اثنين، ولكن بقاء التركيز على إيران وصادراتها المتراجعة قفز فورا بسعر خام برنت إلى 125 دولارا، أما الانخفاض التالي فجاء نتيجة البيانات الاقتصادية التي أظهرت تراجع التصنيع في أوروبا، التي تتعرض الآن لمخاطرة ركود مزدوج، والصين التي شهدت تراجعا في أكبر شركاتها الصناعية في مارس الجاري للشهر الخامس على التوالي. وأفاد تقرير "ساسكو بنك" بان سعر الدولار ارتفع نتيجة ضعف البيانات الاقتصادية الواردة من الصين وأوروبا في حين انخفض الذهب مجددا بالنظر إلى ارتباطه شديد الانعكاس نسبيا بالورقة النقدية الأمريكية خلال الأسبوعين الماضيين. وجاء في التقرير "يبدو أن أزمة الديون في منطقة اليورو قد اشتعلت من جديد مع معاودة عوائد السندات الإسبانية ذات العشر سنوات ارتفاعها للتجاوز 5.5% للمرة الأولى منذ يناير، إلا أن ذلك لم يفلح في إعادة الوهج إلى الذهب، والسبب الرئيسي في ذلك ضعف السوق على الرغم من عودة الأسعار للتراجع إلى المستويات التي كانت عليها في يناير". وذكر بأن التباطؤ الذي تشهده الصين، التي تعتبر ثاني أكبر مشترٍ على مستوى العالم، من شأنه أن يكبح الطلب، في حين أن الإضراب الذي أطلقه تجار المجوهرات في الهند، التي تعتبر أكبر مستورد للذهب، أدى إلى خفض الطلب نظراً لإغلاق نصف المتاجر على مستوى البلد احتجاجاً على زيادة الضرائب التي فرضتها الحكومة على الواردات الأسبوع الماضي. وبين بأن المبيعات التي جرت في الأسابيع الماضية ترجع إلى ارتفاع عوائد السندات الحكومية الأمريكية بإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي القوي لن يتطلب أي تحرير كمي إضافي، وعليه فقد تراجعت عوائد السندات مع عودة ظهور مشتريي الملاذات الآمنة، بالنسبة للوقت الراهن فإن الشعور السائد على مستوى كافة المعادن الثمينة يتسم بالضعف مع تراجع التداول بالبلاتينيوم مما أفسح المجال أمام الذهب. ويبدو أن الذهب مرتبط بالمدى المتوسط بين دعم 1625 دولارا للأونصة، و1686 دولارا على متوسط حركة 200 يوم، إلا أنه من شأن وجود مزيد من الضعف أن يظهر انتقالا إلى سعر 1600 دولار للأونصة. وذكر التقرير بأن أسعار المحاصيل الرئيسية الثلاثة شهدت انخفاضا بسيطا هذا الأسبوع بعد أن حققت مكاسب كبيرة خلال شهر مارس مدفوعة بواردات الصين الكبيرة من الذرة وفول الصويا مع ارتفاع درجة الحرارة والجفاف في أمريكا الجنوبية الأمر الذي ساعد في خفض إنتاج فول الصويا. وحافظ سعر المحاصيل الشتوية الأوروبية، مثل القمح وبزر اللفت والشعير، على ثباته وذلك بسبب تهديدات تلف المحاصيل بسبب الظروف المناخية في فصل الشتاء بعد موجة الصقيع التي اجتاحت أوروبا خلال الأسبوعين الأول والثاني من شهر فبراير. ويرى التقرير بأن السوق ربما يتحرك خلال الأيام المقبلة، استنادا لتقارير ستصدر عن وزارة الزراعة الأمريكية في 30 مارس، وسيسلط تقرير الزراعة المستقبلية وتقرير المخزونات الفصلية بعض الضوء على المحاصيل التي يزرعها المزارعون على مستوى الولاياتالمتحدة في هذا الربيع مع البيانات بشأن حجم المحصول القديم، حيث بقيت توريدات الذرة بشكل خاص قليلة، بعد ارتفاع الصادرات إلى الصين خلال الشهر الماضي. ونظرا لاحتمالية بدء فصل الزراعة في وقت مبكر، نتيجة اعتدال الجو، قد يميل المزارعون إلى زيادة المساحات المستخدمة للذرة على حساب فول الصويا على الرغم من ارتفاع أسعاره، والذي يزرع عادة بعد عدة أشهر من هذا الموعد. وأضاف "ان معظم التحركات التي سيشهدها الأسبوع المقبل ستحركها تعديلات الأوضاع قبل إصدار التقريرين يوم الجمعة المقبل واللذان يُتوقع أن يُحدثا بعض الجلبة في الأسواق".