بعد انحيازها لمرسى فى الانتخابات السابقة.. 15 مليون صعيدى كتلة تصويتية ترجح كفة الميزان أصوات القبائل و"الوطنى" من أجل السيسى صباحى غائب عن وجه قبلى بدأ ماراثون البحث عن أصوات انتخابية فى القوت الضائع، ويعتبر محافظات صعيد مصر من أهم الكتل التصويتية التى يتم النظر إليها سواء فى الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، خاصة إذا عرفنا أن إجمالى الناخبين المقيدين فى كل محافظات الصعيد يصل إلى نحو 29% من إجمالى الناخبين فى الجمهورية، بعدد مقيدين يصل إلى 14.8 مليون ناخب، وتتصدر محافظة المنيا كأكبر كتلة تصويتية فى الوجه القبلي، حيث تضم 2 مليون و 668 ألف ناخب، تليها محافظة سوهاج ب 2 مليون 347 ألف ناخب، وبعدها أسيوط ب 2 مليون و87 ألفًا فقط، ثم محافظة قنا بمليون و604 آلاف ناخب، تليها الفيوم بمليون و554 ألفًا، ثم بنى سويف بمليون و427 ألف ناخب، تليها أسوان ب 859 ألف ناخب، ثم الأقصر ب 673 ألفًا ثم محافظة البحر الأحمر ب 225 ألفًا و218 ناخبًا فقط. ومن الطبيعى أن تتجه أنظار المرشحين إلى هذه الكتلة التصويتية فيغازل المشير السيسى، الصعايدة بتوجيه التحية والشكر لأهالى أسيوط ومؤيديه، مطالبا إياهم بالنزول للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، خلال كلمته التى ألقاها عبر الفيديو كونفرس بالمؤتمر الجماهيرى بقرية بنى مر مسقط رأس الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بمحافظة أسيوط، ويخاطب الأسايطة قائلًا: "أنا عاشرت الصعايدة منذ صغرى وهم ناس عندهم كبرياء وكرامة وعندهم عزة نفس، وأنا تعلمتها منهم ومن أهل الصعيد وتعاملت معهم فى الجيش وكانوا موجودين معنا – بدون مجاملة – لهم طابع مختلف وشكل مختلف وهذا ليس بغريب عن أهل الصعيد"، كما أعلن السيسى عن رغبته فى إقامة منطقة صناعية بكل محافظة بها طرق للبحر الأحمر ومحافظات الصعيد وإقامة منطقة زراعية غير تقليدية ليعمل بها عدد كبير، وستقوم عليها الصناعة بمتابعة المحافظين وشباب المحافظة. وقد أعلنت أغلب عائلات وقبائل الصعيد عن تأييدها للمشير السيسى، مثل نقابة الأشراف الجمعية الخليلية الإسلامية بالصعيد، المؤتمر العام للطرق الصوفية بمحافظة أسيوط. ورغم إعلان الحملة الرسمية للمشير، أنه لا يوجد أدنى صلة بينها وبين قيادات وكوادر الحزب الوطنى "المنحل" بالمحافظات، حيث قال عبد الله المغازى، المتحدث الرسمى باسم الحملة، فى تصريحات له، "إن ما تردد من أنباء عن وجود منتمين للوطنى بلجان الحملة بالمحافظات غير صحيح". إلا أن العديد من قيادات ورموز الحزب الوطنى المنحل بالصعيد، أعلنوا تأييدهم للمشير منهم محمد عبد اللطيف، الأمين السابق للحزب الوطنى "المنحل"، بالفيوم والذى نظم وشارك مع نواب برلمانيين سابقين بالمنحل، وسكرتارية عموم لمحافظة الفيوم، وعدد من قيادات المجالس المحلية السابقة، عددا من المؤتمرات بالمحافظة بدعم المشير. ويقول المحلل السياسى أحمد فودة، مدير مركز النخبة للدراسات، "إنه عمليًا على الأرض لا يوجد بحملة السيسى إلا أعضاء الحزب الوطنى المنحل ورموز نظام مبارك ورجال أعماله وهم من يديرون الحملات الانتخابية للسيسى الرسمية والشعبية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بشكل معلن أو مستتر، ويتغلغل هؤلاء بل يمسكون بزمام العملية الانتخابية برمتها". ونبه فودة إلى أن رجال أعمال الحزب الوطنى دعمهم للسيسى واضح، خاصة بالمناطق ذات الثقل الجماهيرى للحزب بالصعيد والأرياف وأحياء القاهرة، وهم من ينظمون المؤتمرات والشوادر واللافتات. هذا بجانب قيام عبد الرحيم الغول، النائب البرلمانى السابق، وأحد أهم قيادات الحزب الوطنى المنحل فى الصعيد، بتأييده للسيسى واصفا إياه بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مؤكدا أنه لا يوجد غيره يصلح لمنصب الرئيس. على الجانب الآخر فقدت حملة صباحى الأمل فى إثبات وجودها فى الصعيد، فكتلة حمدين التصويتية فى محافظات الصعيد فقدت جزءًا كبيرًا منها بحكم التركيبة القبيلة والعصبيات، وانتشار التيار الصوفى بين سكان تلك المحافظات، والتى غيرت اتجاهها نحو المشير السيسى، وربما ما يؤكد هذا توجه الحملة بثقلها إلى محافظات وجه بحرى والعاصمة والمناطق العشوائية، فقد توقع المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية انخفاض نسبة الأصوات التى سيحصل عليها صباحى فى الانتخابات الرئاسية القادمة، عن عدد الأصوات التى حصدها فى انتخابات عام 2012. وتؤكد دراسة أصدرها المركز أن المحافظات التى حصل فيها حمدين على النسبة الأكبر من أصوات ناخبيها فى الانتخابات الرئاسية السابقة، والتى تتمثل فى القاهرة بنسبة 27,75%، والإسكندرية بنسبة 31,61% من أصواتها، والدقهلية بنسبة 23,34%، والغربية بنسبة 22,84%؛ ستتغير اتجاهات تصويتها من حمدين إلى المشير السيسى. أما الكتل التصويتية المتوقع ثبات نسبتها لصالح حمدين فتتمثل فى كلٍّ من كفر الشيخ، وهى المحافظة التى حصل صباحى على نسبة 62,31% من أصواتها فى الانتخابات السابقة، وبورسعيد التى حصل حمدين على 40,41% من أصواتها، ودمياط التى حصل حمدين على نسبة 23,75% من أصواتها.