سلط عدد من المواقع الإخبارية والصحف العالمية الضوء على قضية الفتيات المختطفات في نيجيريا من قبل جماعة (بوكو حرام) المسلحة، وسط توقعات بارتفاع قيمة الفدية المطلوب دفعها مقابل استعادتهن، وذلك في ظل الجهود الدولية الرامية إلى اتخاذ تلك الخطوة. فقد أوردت صحيفة (هافينجتون بوست) الأمريكية بعض التعليقات المنتشرة على موقع التواصل الإجتماعي (تويتر) ، والتي توحي بالرغبة الشديدة في عودة هذه الفتيات ، مثل "هاشتاج" بعنوان "أعيدوا بناتنا"، وآخر بعنوان "هذه الفتيات هن جزء منا ونتوق لرؤيتهن يعودن للمدارس". بدوره ، ذكر موقع (ديلي بيست) الإخباري الأمريكي، أنه في ضوء السخط الدولي بشأن الطالبات المختطفات، بالإضافة إلى الضجة السياسية في واشنطن بسبب تردد إدارة الرئيس باراك أوباما خلال السنوات الماضية في إعلان هذه الجماعة (بوكو حرام) إرهابية ، حيث تردد العديد من الأسئلة الجوهرية المتعلقة بهذه الأزمة ومن بينها : من هي جماعة بوكو حرام؟ ، وما هي الدوافع وراء اختطاف الفتيات؟ ، إضافة إلى السؤال حول ما الإجراءات اللازم اتخاذها بغية إطلاق سراحهن. (بوكو حرام) هي من بين الجماعات المسلحة الأكثر ضراوة في شمال أفريقيا، ومعقل لغلاة المتطرفين الإسلاميين في العالم ، حيث تحملت الجماعة مسؤولية قتل أكثر من 4 آلاف شخص في عام 2014، أسسها محمد يوسف في عام 2002، وهو رجل دين يهدف إلى إقامة دولة إسلامية في نيجيريا، وقتل في عام 2009 بينما كانت تحتجزه الشرطة. يتولى أبو بكر شيكو زعامة الجماعة حاليا، الذي يظهر على الساحة بشكل متقطع في رسائل مسجلة على شرائط فيديو، وولد شيكو في قرية "شيكو" في نيجيريا ، - والتي تقع على الحدود مع النيجر - ، ودرس في كلية الدراسات القانونية والإسلامية في نيجيريا. ويذكر عن شيكو مقولته المشهورة في شريط فيديو أذيع في عام 2012 على خلفية الهجوم على مدينة (كانو) ، الذي خلف نحو 200 شخص بين قتيل وجريح ، " أستمتع بقتل أي شخص يعادي الله ، كما استمتع بقتل الدجاج والكباش" ، وفي السياق ذاته، تفاخر زعيم الجماعة مؤخرا في شريط فيديو بقوله " أنا أقوم بخطف فتياتكم وسوف أقوم ببيعهن في السوق". وتعارض بوكو حرام تعليم الفتيات وتقوم بخطف الفتيات لاستخدامهن كطاهيات وكعبيد، وقتلت المئات من الأطفال الأبرياء، وتسعى الجماعة لتحل محل حكومة نيجيريا بإقامة دولة إسلامية صارمة، وتتمركز قاعدة الجماعة في غابات (سامبيسا) في شمال شرق نيجيريا ، ويتراوح جيشها بين المئات وآلاف المقاتلين. وأشار مجلة (تايم) الامريكية إلى أن هناك أشياء يجب معرفتها حول بوكو حرام ، أولها أن الجماعة بدأت في أفقر منطقة في نيجيريا ، وثانيها أنهم إزدادوا عنفا وشراسة بعد مقتل مؤسس الجماعة بينما كانت تحتجزه الشرطة، وثالثها أن استخدام الخيار العسكري لمواجهتهم يمكن أن يجعل الأمور أسوأ من ذي قبل، ورابعها أنهم يبدون أكثر شراسة وتطرفا من تنظيم القاعدة. ورأى الموقع الإخباري (ديلي بيست) أنه لا توجد سوى إجابة واحدة "غير مرضية وكريهة للغاية" حول الإجراءات اللازم اتخاذها لإطلاق سراح تلك الفتيات؛ وهي التفاوض مع جماعة بوكو حرام وعرض دفع فدية كبيرة. وأشار إلى أنه من الممكن ألا تكون الفدية هي هدف قائد الجماعة الرئيسي ، ويتطلع شيكو إلى مكافأة الشباب الذين يقاتلون تحت لوائه بمنحهم زوجات من الرقيق ، ولكن في بداية الأسبوع الماضي كان شيكو حكيما بما فيه الكفاية لإدراك أن الدعاية حول الفظائع التي ارتكبها منحته فرصة لكسب أموال كثيرة. وأوضح الموقع أن هذه الاستراتيجية شائعة في جميع الأراضي الممتدة على مستوى القارة الإفريقية وشبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا حيث تطالب جماعات مختلفة تزعم أنها تنتمي لتنظيم القاعدة بعشرات الملايين من الدولارات أو أكثر من خلال احتجاز وخطف الرهائن. وأشار إلى صمت العناصر الأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها التي أُرسلت إلى نيجيريا حيال ما الذي يفعلونه وكيف يعتزمون القيام به، ولكن عقب أكثر من 3 أسابيع من عملية الاختطاف، يُفترض أن الفتيات المختطفات والمقدر عددهن بحوالي 223 طالبة تم تقسيمهن إلى مجموعات صغيرة مبعثرة، وبذلك فإن أي عملية عسكرية لتحرير جزء منهن سيعرض الأخريات للخطر. وفي السياق ذاته ، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة جياندومينيكو بيكو في تصريحات خص بها موقع ديلي بيست الاخباري والذي نجح في تحرير أكثر من مئات الرهائن خلال حياته المهنية في الأممالمتحدة "إن هذا شئ لا يمكن حله بين الحكومات، وينبغي إيجاد شخص على دراية بأدق تفاصيل حياتهم الشخصية" ، لذا اقترح بيكو أن تكون المحطة الأولى هي المخابرات السعودية التي جمعت ملفات مفصلة حول منظمات سنية متطرفة، وأضاف "أود أن أطالب السعودية بأن ترني ما الذي تعرفه عن هذا الأحمق ، ليس سياسيا بل شخصيا ، أين ولد وما الذي نعرفه عنه عندما كان صبيا صغيرا ، كل هذه المعلومات ذات صلة ستفيدنا". وأشار الموقع إلى أنه عقب ساعات من حوار بيكو ، أدان مفتي المملكة العربية السعودية اختطاف الفتيات في نيجيريا ، وأعلن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن إدانته خطف الفتيات من قبل بوكو حرام وعرضهن للبيع أو تزويجهن بالإكراه ، وطالب بالافراج عنهن ، مضيفا أنه يعتبر ذلك عملا إجراميا محرما وفسادا في الأرض ، وأكد أن الإسلام بريء من فعل هؤلاء ، داعيا إلى إطلاق سراحهن فورا. ونقل الموقع عن منظمة العفو الدولية أن السلطات النيجيرية كانت على علم بمخطط بوكو حرام قبل عملية الاختطاف بأربع ساعات ومع ذلك لم تفعل شيئا. وتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري شخصيا إلى نيجيريا للمساعدة في جهود الإنقاذ وذلك عقب الانتقادات التي وجهت الي الحكومة النيجيرية لاستجابتها البطيئة.