مكتشف الجيل السادس من المرض يروى حقائق مرعبة عن "كرونا"

مكتشف الجيل السادس من "كورونا" ل"المشهد":
لاعلاج للفيروس والوفاة خلال يومين من الإصابة
المرض مستوطن فى الخليج وضرورة فحص العائدين من هناك
"الصحة المصرية" لن تستطيع المواجهة بمفردها
حالة من الذعر والهوس انتابت المواطنين، بعد أنباء عن وجود حالة إصابة بفيروس كورونا القاتل فى مصر، و107 حالات وفاة و371 إصابة فى السعودية التى ظهر فيها الفيروس لأول مرة فى يونيو عام 2012.
جاء التشخيص الأول لهذا الفيروس القاتل من طبيب مصرى كان يعمل بأحد مستشفيات القطاع الخاص بالسعودية، قبل فصله من عمله بها بعد هذا التشخيص الذى كان سبب تحويله للتحقيقات واتخاذ إجراء تعسفية ضده، وعودته إلى مصر قبل نحو عامين، حيث إنه يعمل أستاذًا لمادة الميكروبيولوجى فى جامعة عين شمس، ويعمل الآن على محاولة تجهيز معمل متخصص فى الفيروسات فى مصر.
التقت "المشهد" الدكتور على محمد زكى، الذى عرفت مصر قصته من وسائل الإعلام، بشأن خسارته لعمله بسبب الكشف عن الفيروس.
فى هذا الحوار يحذر أستاذ الميكروبيولوجى، من خطورة انتشاره بسبب موسم العمرة والحج وعودة المصريين من الخليج، ويطلعنا عن كواليس ما حدث معه بالمملكة العربية السعودية بسبب هذا الاكتشاف.
• ما هو فيروس novel corona "كورونا".. ومدى خطورته؟
مجموعة من الفيروسات التى تصيب الجهاز التنفسى موجودة فى الإنسان والحيوان وسميت كورونا بسبب شكلها التاجى، وأول فيروسات الكورونا تم اكتشافها فى الستينيات من القرن العشرين، وكل مايعرف عنها أنها تسبب نزلات برد وكحة ورشح وإصابات طفيفة للإنسان، ولم تمثل خطورة فى ذلك الوقت، إلى أن جاء عام 2003، عندما ظهر السارس فى الصين وانتشر فى 30 دولة على مستوى العالم وأصاب حوالى 8 آلاف حالة منهم 800 وفاة، فعندها قال العلماء "إن الكورونا فيروس خطير ينتقل من الحيوان إلى الإنسان ويسبب له الوفاة، وبعد ذلك زاد نشاط البحث العلمى على الكورونا، وتم اكتشاف فيرسين آخرين حتى عام 2012، إلى ذلك العام تم اكتشاف الفيروس السادس من الكورونا".
• وما هى أعراضه؟
أعراضه خطيرة تبدأ بنزلات برد عادية وتتطور إلى إصابة المريض بالتهاب رئوى حاد، وفى خلال يومين من الإصابة يحصل فشل كلوى للمريض، تتراوح حالات الوفاة من %30 إلى 40%، حيث يعد هذا النوع السادس من الفيروس هو الأخطر حتى الآن من سابقيه، بل وأخطر من "السارس" نفسه، ومعظم الوفيات يكون لديهم أمراض أخرى مزمنة، تتسبب نقص فى جهاز المناعة فيسطيع الفيروس القضاء عليها.
• كيف تنتقل العدوى إلى الإنسان؟
تنتقل العدوى عن طريق مخالطة الإنسان للحيوان عن طريق التنفس أو اللمس أو بناقل مثل البعوضة أو عن طريق مجالسة شخص مصاب.
• ما هو السبب الرئيس لنقل العدوى؟
يتواجد الفيروس فى بعض الجمال المصابة بالعدوى، ربما انتقل من الخفافيش إلى حيوان وسيط ثم الجمال، ولا نعلم السبب حتى الآن.
• ما أوجه التشابه بين الكورونا وبين الفيرسات الأخرى التى مرت على مصر؟
تتشابه فيهم الأعراض فمعظمهم مصدره حيوانى، ولكن لكلا منهم مواصفات مختلفة، فكلاهما يتسبب فى إحداث مشاكل بالجهاز التنفسى وإحداث وفيات، ولكن الكورونا تمثل خطورة أكبر من الأنفلونزا لأنها تصيب الجهاز الكلوى.
• متى وكيف اكتشفت الفيروس؟
اكتشفت المرض فى جدة من خلال مريض عادى يعانى من حمى والتهاب رئوى، جاء للمستشفى بعد مرور سبعة أيام من ظهور أعراض الفيروس على المريض، تم أخذ عينات من المريض وجاءت كل التحاليل سلبية من قبل وزارة الصحة السعودية، وتسبب وفاة المريض بعد بضعة أيام إلى إثارة فضولى فى معرفة السبب، فقمت بعمل أبحاث على الفيروس، وتبين أنه لا ينتمى إلى أنواع الكورونا الخمسة المكتشفة من قبل، ولكنه نوع جديد غير معروف، وأكدت النتيجة من خلال فك شفرة الفيروس بمعمل هولندى، ووضعت بياناته على الإنترنت للتواصل مع علماء متخصصين فى الأمراض المعدية، ويكونون على دراية بالفيروسات المنتشرة.
• هل استعنت بالمعمل الهولندى بعد تجارب فى السعودية أم قبل؟
استعنت بالمعمل الهولندى بعد أن علمت أنه كورونا من نوع جديد لكنى أرسلته للتأكد من نتيجته، لأنهم أكثر تخصصًا واستطاعوا فك شفرة الفيروس الذى عجزت عنه المعامل السعودية.
• هل المملكة العربية السعودية هى البيئة الحاضنة للفيروس؟
الفيروس مستوطن فى دول الخليج، ولكن أكثرهم السعودية والإمارات حتى الآن، ويرجع ذلك إلى تغيرات بيئية.
• هل هناك ظروف بيئية تتشابه مع مصر تزيد من انتشار الفيرس؟
أكبر المشاكل التى تقابلنا فى مصر الازدحام فى الأماكن العامة، وهو يمثل خطورة كبيرة إذا بدأ الفيروس فى الانتقال من إنسان إلى إنسان بسهولة.
• هل تعتقد انتشاره فى مصر بنفس قدر انتشاره فى السعودية ؟
لا أستطيع أن أتنبأ بشىء، ولكن إذا بدأ المرض ينتقل من إنسان إلى إنسان بسهولة سيشكل خطرا، وسينتشر بصور كبيرة وحتى الآن لم ينتشر المرض ولم يوجد سوى مريض واحد، ولا نعلم هل ستأتى حالات أخرى من السعودية أم لا، فلا بد من وجود متابعة دؤبة للعائدين من مواسم الجح ويكون هناك وعى لدى المواطنين بسرعة الفحص، حال ظهور أى أعراض للفيروس على أحدهم، وزارة الصحة بمفردها لن تستطيع فعل شىء.
• اتهامك بأن اكتشافك للفيروس جاء فى ظروف غير مطابقة.. تعليقك؟
اتهمنى بعض المسؤلين بوزارة الصحة السعودية كذبًا وجهلًا بأنه تم عزل الفيروس فى ظروف غير مطابقة للمواصفات، وإذا كان صحيحا، فلابد من محاكمتهم لأنهم المسئولين عن مراقبة هذه المعامل، والمعمل كانت به جميع الأجهزة المنوط بها منظمة الصحة العالمية للتعرف على الفيروسات، وهو أيضًا نفس المعمل التى تم تشخيص بها الفيروسات السابقة التى اكتشفتها.
• ما هى اكتشافاتك السابقة بالسعودية؟
كان هذا الاكتشاف الثالث لى فى المملكة العربية السعودية فاكتشفت قبل ذلك حمى الضنك " Dengue Fever"، التى كانت مستوطنة فى السعودية، ولم يعرف عنها أى أحد شىء عام 1993، وشخصت فيروس آخر ينتقل من الخراف للإنسان ويسمى ال"Alkhurma virus"، ويسبب الوفاة للإنسان أيضًا، كان فى كل مرة تحدث مشكلة ولا أعرف لماذا هل بسبب أنه قطاع خاص أم أننى مصرى.
• ما هو السبب الحقيقى وراء إقالتك من وظيفتك؟
لا أعلم سبب إقالتى ولكنى بعد اكتشافى أرسلوا لى أن وزارة الصحة السعودية، لا تريدنى أن أعمل مرة أخرى هناك، وأن أقوم بتقديم استقالتى قائلين: "لأنى لو رجعت هيحصلى مشاكل".
• ما هو سبب تحويلك للتحقيق.. والتوقيع على "أوراق بيضاء"؟
بعد اكتشافى الفيروس قاموا بتحويلى للتحقيق لأسباب غير معلومة، بعد وضعى اسم الفيروس على قائمة الفيروسات المتنقلة بين البشر فى بحث على الإنترنت، والتوقيع على الأوراق البيضاء كانت خدعة، واعتقدت أنه ملف التحقيقات.
وعلمت بعد ذلك أنهم أشخاص كانت لهم مصالح شخصية، كانوا يريديون نشر الفيروس بأسمائهم لذلك هاجمونى.
• هل اتخذت أى إجراءات قانونية ضدهم؟
لا لم أتخذ أى إجراء ضدهم، لم يكن يهمنى خسارة وظيفتى بقدر حبى للعمل، وحق العالم فى معرفة هذا الفيروس ومدى خطورته فى مرحلة مبكرة قبل أن يتحول إلى وباء.
• هل يوجد مصل للفيروس؟
لا يوجد مصل أو تطعيم للفيروس حتى الآن ومن الصعب إيجاد مصل حاليًا لأننا لم نجد لمن قبله من الفيروسات.
• بماذا تنصح لتجنب الإصابة بالفيروس؟
ننصح دائما بضرورة الالتزام بالنظافة عن طريق غسل الأيدى باستمرار، والتخلص من المناديل الورقية بعد استعمالها، وتجنب مخالطة المصابين بالأنفلونزا، لأن الخطورة الحقيقية فى الفيروس هى ظهور أعراض بسيطة وعادية فى البداية، قبل أن ينتقل لأشخاص آخرين عن طريق الاختلاط قبل أن تظهر عليهم الأعراض الكامل، وهى كارثة حقيقية يجب أن نأخذها فى الحسبان لذلك لابد من عزل المريض.
• تعليقك على أداء وزراة الصحة المصرية؟ وهل استدعتك بعد عودتك لخبرتك فى الفيروسات؟
وزارة الصحة المصرية لديها خبرة كبيرة فى فى مكافحة الأمراض التنفسية من خلال أنفلونزا الطيور والخنازير، ولم تتغير مع الكورونا، ولم تستدعنى فهى ليست بحاجة لى فأنا أكملت ما على فعله وهو إكتشافى للفيروس.
• بعودتك إلى مصر هل فكرت فى استكمال مشوارك فى تشخيص الفيروسات؟
أنا أحاول الآن تجهيز معمل متخصص لتشخيص الفيروسات.