سجلت محافظة أسوان منذ أيام وفاة أول سيدة مصابة بفيروس “كورونا” القاتل .. الأمر الذى يثير المخاوف من انتشاره رغم أنف وزارة الصحة وجود المرض بمصر. “أكتوبر” فى تحقيقيها التالى تطلق أجراس التحذير، بعرض آراء أطباء حول أعراضه وأماكن انتشاره لتوخى الحذر، خاصة وأنه لم يعلن حتى الآن عن علاج له فى أى دولة من العالم. بداية انتشر فيروس “كورونا” فى المملكة العربية السعودية، التى ظهر بها حتى الآن 151 حالة، توفى منها 62 حالة، ما يجعلنا نحذر المصريين المترددين على الدولة الشقيقة من أخطار نقل العدوى،خاصة فى الأماكن المزدحمة بالمشاعر المقدسة، عند أداء مناسك الحج والعمرة. الحالة المصرية وقد كانت حالة الوفاة الوحيدة فى مصر، قادمة من المملكة وهى جميلة إبراهيم محمد 56 سنة من محافظة أسوان وتحديدا من إحدى عزب منطقة كيما. فبعد عودتها من السعودية وانتهائها من أداء مناسك العمرة، حيث ظهرت عليها أعراض الفيروس التى تمثلت فى التهاب بالأنف مع إفراز مائى وألم فى الرأس والحنجرة وسعال بالإضافة إلى أوجاع عضلية، توجهت بها الأسرة على الفور لمستشفى أسوان التعليمى الذى رفض استقبالها لخطورة الحالة وعدم وجود رعاية خاصة لهذا النوع من المرض، فما كان من الأسرة إلا أن تتوجهت إلى مستشفى حميات المتخصصة إلا أن المستشفى رفضت أيضا استقبال الحالة إلى أن أستقر بها الحال فى مستشفى كوم أمبو العام على بعد ما يقرب من 50 كيلو من منزل السيدة المصابة وهناك لم تفلح محاولات الاطباء فى تشخيص وعلاج الحالة إلا أن التحاليل المعملية الأولية نبهت أحد الأطباء أن السيدة مصابة بفيروس كورونا وقد حاول الأطباء إنقاذها ولكن بلا فائدة مما دفع اسرة السيدة المصابة للتقدم بطلب رسمى للمستشفى لنقل الحالة وعلاجها على نفقتهم الشخصية مع تقديم إقرار بذلك، وعلى الفور توجهوا بها إلى مستشفى أسيوط الجامعى، وهناك وبعد دخولها العناية المركزة توفيت فى الحال ومن المؤسف أن إدارة المستشفى رفضت إستخراج أى تقارير تشير إلى إصابة السيدة بفيروس كورونا. ومن جانبه رفض الدكتور محمد عزمى وكيل وزارة الصحة بأسوان التعليق على الحالة كما رفضت المديرية إصدار أى بيانات إعلامية بشأن السيدة التى توفيت أو حتى توضيح سبب رفض مستشفيات أسوان لاستقبالها. ونفت وزارة الصحة وعلى لسان الدكتور عمرو قنديل وكيل أول الوزارة للطب الوقائى، وجود أى حالات اشتباه بفيروس كورونا لافتاً إلى خلو مصر من هذا الفيروس تماما. أكد د/ مصطفى المحمدى مدير مركز التطعيمات بالشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات، أهمية معرفة الفرق بين المصل واللقاح، فالمصل يعنى أن الإنسان يأخذ الأجسام المضادة جاهزة حيث يتم تحضيرها فى المصنع، وتعطى بعد التعرض للعدوى كنوع من الوقاية أو أثناء المرض كجزء من العلاج، وتظهر نتيجته بسرعة ولكن تستمر لمدة قليلة، مثل مصل عضة الكلب, والمصل المضاد للعقارب والثعابين. أما اللقاح فهو من المرض فى صورة ميتة.. وبالتالى يقوم جسم الإنسان بتكوين الأجسام المضادة عند حقنه باللقاح. ومن ثم يبدأ الجسم فى تكوين أجسام مضادة، ويختلف حسب قدرة الجهاز المناعى لكل إنسان، وحقن قبل التعرض للعدوى كنوع من الوقاية، ويظهر أثره بعد فترة ولكن يستمر عمله لمدة طويلة. وعن فيروس الكورونا قال المحمدى إن الفيروس هو إحدى سلالات الفيروسات التى تصيب الجهاز التنفسى والتى تطورت فى بداية الألفية وكونت ما يسمى “السارس”، موكدًا أن هذا الفيروس لا يوجود له مصل أو لقاح على مستوى العالم كله ، ولكن يتم شفاء الأعراض التى تظهر على المريض من خلال الأدوية. وأوضح يقول دكتور عبد الهادى مصباح استشارى المناعة والتحاليل الطبية أن فيروس الكورونا سمى بهذا الإسم لأن شكله تحت المجهر الإلكترونى يشبه التاج، مشيراً أن كلمة كورونا باللغة اللاتينية تعنى إكليلًا أو تاجًا. وأضاف أن الفيروس ظهر فى المملكة العربية السعودية ثم انتشر فى بعض الدول العربية مثل الكويت وقطر وغيرها، وتشمل عائلة كورونا عدة فصائل تصيب الإنسان منها ما هو بسيط مثل فيروس البرد ومنها ما هو خطير مثل الفيروس المسبب للسارس الذى انتشر فى الصين عام 2002. مصدر الفيروس وتابع: لايوجد ما يؤكد أن الفيروس ينتقل بالرذاذ بدليل أن نسبة إصابة الحجاج خلال الموسم الماضى لم تكن ملحوظة على مستوى العالم، وأن الأطباء الذين كانوا يعالجون من المرض لم ينتقل إليهم وهذا يعطى نوعا من الإطمئنان . وقال مصباح مازلنا لا نعرف هل الحيوانات لها دور فى انتقال الفيروس أم لا حيث أشارت الأبحاث أن هذا الفيروس تصاب به الخفافيش، مشيراً إلى أن فيروسات الكورونا تصيب الحيوان وخمسة منها فقط يصيب الإنسان، وهذا الفيرس يعد السادس لعائلة الكورونا، وتستمر الأبحاث لكشف حقيقة هذا الفيروس ولكن حتى الآن لا نعرف أكثر من ذلك. أكد أنه لا يوجد علاج حاسم لهذا الفيروس، ولكن يستخدم علاج الجهاز التنفسى من خلال وضع المريض تحت أجهزة التنفس الصناعى وإعطائه بعض مضادات الفيروسات وعلاج الأعراض التى تظهر على حامل الفيروس. ومن جانبه قال دكتور عاصم العيسوى استشارى أمراض صدرية إن مدة الإصابة بالمرض تتراوح بين أسبوعين، ويمكن خلالهم شفاء المريض متوسط العمر حيث لديه مناعة تستطيع مقاومة الفيروس، وتتراوح فترة حضانة الفيروس من 5 إلى 7 أيام، مؤكداً أن هذا الفيروس يتطور سريعا بالجسم، ويؤدى إلى الوفاة. مكتشف الفيرس وأشار مكتشف الفيروس العالم المصرى،على محمد زكى إلى أن أصل الفيروس يوجد فى الخفافيش، ولكن لم يعرف حتى الآن كيف تتنقل من الحيوان إلى الإنسان. وأضاف أن نسبة الشفاء من المرض ضعيفة، حيث يمثل خطورة فى حالة عدم التوصل لمصل أو لقاح، وتقوم بذلك بعض الأماكن البحثية فى الدول الأوروبية. عن اكتشافه للمرض يقول “كنت أعمل فى أحدى مستشفيات مدينة جدة عام 2012 وجاء له مريض يعانى من التهاب رئوى حاد أدى إلى وفاته، ومن خلال التحاليل الطبية تأكدت أن الحالة مصابة بفيروس الكورونا. وعن احتمالات الإصابة بالفيروس يقول زكى إنها ستصل إلى نسبة مرتفعة وينتشر فى العالم كله خاصة بعد ظهوره فى دول متقدمة كبيرة، فى حال عدم وجود مصل أو لقاح.