ما أشبه الليلة بالبارحة ! أمين عثمان وزير المالية يصف علاقة مصر ببريطانيا التى تحتل مصر بأنها زواج كاثوليكى لا طلاق فيه ! ..واليوم يصف وزير خارجيتنا نبيل فهمى علاقة مصر بأمريكا بالزواج الشرعى ! دفع أمين عثمان ثمن تصريحه حياته حيث تم إغتياله وقدم الرئيس السادات كمتهم رئيسى !ما أغرب التاريخ وأدهشه ..السادات يتولى حكم مصر ويزوج مصر بأمريكا زواجا كاثوليكيا تمتلك هى فيه 99%من أوراق العصمة !..وكما أغتال السادات أمين عثمان ...يتم إغتيال السادات بسبب (كامب ديفيد) ثمرة الزواج الكاثوليكى من أمريكا !ولكن "عثمان" وقتئذ..قال إن العلاقة بين مصر وإنجلترا مرت بثلاثة أنواع من الزيجات، "زواج الغزو وزواج العقل وزواج الحب!ووضع مصر مكان المرأة المتيمة عشقا !مما يستوجب من الخارجية المصرية توضيحا لنوع العلاقة الشرعية هل هى غزو أم قائمة على العقل أم الحب !!وهل مصر تقوم بدور الزوجة العاشقة أم الزوج ؟ يأتى تصريح فهمى بعد إفراج الأخيرة عن صفقة الطائرات الأباتشى العشرة والغاء قرار تخفيض المساعدات العسكرية ..وكأن الخارجية كانت تستخدم التقارب مع روسيا لفلفلة الجانب الأمريكى وإصابته بالغيرة ليس الإ ..تماما عندما تشعر الزوجة بأن زوجها ( حال مايل أو مقلوب عليها !! وقد أتت الغيرة بنتائجها ..ولكن تصريح فهمى أوضح الأمور وأخرس الألسنة التى رأت فى علاقتنا بأمريكا زواج متعة أو مسيارا أو زواجا عرفيا! ...وربما تطاول بعض كتاب اليسار المصرى وأعتبروه علاقة غير شرعية ..لكن المطمئن أنه لم يتطور ليصبح نكاحا جهاديا !! ...الخارجية المصرية التى هى أشبه بتنين أصابه الشلل المباركى والتبعية الكاملة لأمريكا على مدى أكثر من 4 عقود ...لا ترغب أبدا فى الخروج من الحضن الأمريكى ..وتعود إختيارا وطواعية إلى باب السمع والطاعة الأمريكى !ولا ننسى هذه الهستيريا التى أنتابت عواجيز الخارجية وبعض الصحفيين عندما خرجوا بعد زيارة المشير السيسى لروسيا ليؤكدوا أن أمريكا مثل كوكاكولا هى الأصل ولا يمكن لروسيا أن تحل محل أمريكا فى مخدع السياسة الخارجية المصرية أبدا (ولا تيجى روسيا حاجة فى ضفر ماما أمريكا !!)...والقضية ليست هى أن نبيل فهمى هو سفيرنا السابق فى أمريكا لمدة 9 سنوات ..ولا أن ميراث التبعية لأمريكا ثقيل ولكن الأمر يتعدى ذلك إلى غياب فلسفة جديدة للدبلوماسية المصرية وإلى كارثة ترك وزارة الخارجية دون إعادة هيكلة للقوانيين المنظمة للعمل بها والإلتحاق بها فعبد (الحميد شتا ) بعد نجاحه فى تخطى الإمتحانات الخاصة بقبوله فى السلك الدبلوماسى لم يقبل بسبب مستواه الإجتماعى المتواضع فأنتحر ! الخارجية فى زمن مرسى وعصام الحداد زرعت العديد من الخلايا الإخوانية فصار لدينا اكثر من 44 سفيرا إخوانيا كما نشرت الدستور ! ...كان لابد وأن يقود إلى هذا التصريح الذى لا يستطيع مسئول أمريكى أن يقول مثله دون محاسبة !! مصر وأمريكا زواج شرعى ! بالرفاء والبنين !وألف مبروك تجديد عقد جديد من التبعية لأمريكا !حتى وقد شاخت الأمبراطورية الأمريكية !لا يهم فالزوج لا يعيبه الإجيبه الملىء بالدولارات والبركة فى منتجات الشركات الأمريكية للفياجرا السياسية. !!يضاف إلى تصريح ا السيسى:من أن الجيش المصرى يشعر بالإمتنان لأكثر من 73 مليار دولا مساعدات أمريكية (من 1984-2012 ) ودعا الأميركيين للتحلى بالصبر حتى تتمكن مصر من الإنتقال للديمقراطية الجديدة على المصريين ! .... تأتى هذه التصريحات المعيبة فى نفس الوقت الذى أدلت فيه السفيرة الأمريكية بتصريح مضاد (....أتهمت فيه مبارك ونظامه بتدمير مصر لمدة 30 عاماً حتى أصبحت غير قادرة على إتخاذ القرار،!! أتصور أن قضية الإستقلال الوطنى ستظل أهم قضية ودونها لن تتحقق أهداف الثورة ..التحرر من قيود كامب ديفيد وطرد جهاز المعونة الأمريكية من مصر أولى الخطوات للتحرر..لأن جواز أمريكا من مصر باطل !..جواز على ورقة طلاق . خبير إعلامى [email protected]