السؤال: يا شيخي الفاضل: أنا امرأة مطلقة ولدي بنت وولد وأعيش مع والدتي وأختي وأبنائي بعد الطلاق، ولم أدخر أي مسعى أو دعم مادي لعائلتي مما أدى إلى تقصيري في أبنائي ونفسي، ووالدتي تفضل ابنها الأوسط علينا، وقد سئلت مرة فأجابت بأنها لو خيرت بين أبنائها السبعة وهذا الابن لاختارته، مع العلم أنني وأختي القائمتان على رعايتها والصرف عليها، حصل لي موقف مع هذا الأخ حيث ضبطني مع شخص كنت أعرفه عند باب المنزل، وقد تبت من فعلي هذا، وبعدها صار يعيرني ويراقبني ويشكك في حتى مرت 10 سنين كنت لا أخرج من المنزل وأذهب للعمل فقط ولكن في بعض الأحيان أذهب إلى صديقاتي في آخر الأسبوع، أخونا هذا هو وكيلنا في ميراثنا من أبي ويستلم إيجار يسدد به إيجار منزلنا في الرياض، وقبل رمضان الماضي رجعت إلى المنزل بعد الدوام فوجدت أن صاحب المنزل قد فصل التيار وطالبنا بالخروج من المنزل واكتشفنا أن أخي كان يأكل الإيجار ونحن لا نعلم، وعندها انفجرت وانفعلت لماذا تفعل بنا هكذا؟ فبدأ مرة أخرى يعيرني ويقول: من المفروض أنني قطعت رقبتك منذ زمان ولما أخبرته بأنني سوف أتكلم مع المحامي أجابني بأن المحامي صاحبي وسيزج بنا في السجن لسلوكي المشين مع الرجال!! قذفني وقذف رجلا متزوجا ليغطي على أخطائه وأكله مال السحت، أمي لم تدافع عني بل قامت بضربي حتى لا أتحدث مع أخي بهذه الطريقة! مرت 9 شهور قضينا نصفها مع أخي الكبير والباقي في بيت أختي الكبيرة، لم يزرنا قط، بل يكتفي برؤية أمي عند زيارتها لوالدتها، ولم يضع ريالا في يد والدتي للمساعدة في مقاضي المنزل الذي صرنا عالة عليه، دبرنا ثمن إيجار منزل جديد وساعدنا أحد الأنسباء في البحث عن منزل، وكنا نتناوب أنا وأختي في الوقوف مع العمال للانتهاء من تحضير المنزل، ولم يتكلف بعرض المساعدة وعندما انتهينا من كل شيء وبدأنا نستقر صار يأتينا يوما بعد يوم، مع العلم بأن الجميع صفحوا عنه إلا أنا لم أًصفح ولن أصفح عنه، وبدأ يضايقني وجوده في المنزل، طلبت مبلغا من حقي الشرعي في إيجار المنزل واعتذر أخي الصغير والذي وكلناه بعد المشلكة للقيام على حقوقنا واعتذر حيث إن أمي طلبت منه أن يحول مبلغ 50 ألف ريال من إرثنا للأخ الذي أكل مالنا، وعندما اعترضت قالت أمي لو طلب عيوني أعطيته إياها، وطبعا في المنزل أعامل معاملة المتحررة الفاسقة فقط، لأنني لم أخضع ولم أخنع لمن أكلوا حقي الشرعي سحتا وافتراءا!! وعندما قلت لأمي أنا دفعت في المنزل ومن حقي أن أرفض وجود ابنك المتكرر في المنزل قالت لم تدفعي شيئا فالمجالس والصالة والأجهزة الكهربائية من فلوس الإيجار الذي استلمناه من أخيك، وحرمتني حقي الشرعي وحرمتني حتى من أن أكون صاحبة للمنزل!!! حالياً أنا لا أقربها ولا أسلم عليها ولا أريد، أتمنى أن تحن علي وتعطف علي وترحمني كما ترحم ابنها ولكنها تربط رضاها برضا ولدها آكال السحت والحرام، انكفيت في حضنها مرة أبكي لشوقي لها وكنت أتحدث معها على أن ابنها ظلمنا وهدم حياتنا وأخرجنا من منزلنا وكان ردها: العنود أنت أخطأت ويجب أن تعترفي!! أخطأت منذ 10 سنين، رب العالمين يغفر، وأنتم أهلي لا تغفرون!!! تبرر لابنها أكله مال الأيتام ولا تبرر لي خطأ منذ 10 سنين تبت منه، يقول صفوة الخلق صلى الله عليه وسلم: أعينوا أبناءكم على بركم ووالدتي تعينني على عقوقها، وتقول لي بأن أبنائي سيفعلون بي ما أفعل بها، وكأن أفعالي بها سيئة، أرجو أن تفتوني، كرهت والدتي التي حرمتني وجودها وهي حية وكرهت إخوتي جميعا إلا أخي الصغير فهو يخاف الله في كل شيء. الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالواجب على الأمّ أن تعدل بين أولادها ولا تفضل بعضهم على بعض، ولا يجوز لها أن تأخذ من مال ولدها لتعطيه لولدها الآخر، وتركة الوالد حق لجميع ورثته حسب أنصبتهم الشرعية، ولا يجوز لأحد أن يحرم وارثاً من نصيبه أو ينقصه ليعطي غيره، إلا إذا رضي جميع الورثة وكانوا بالغين رشداء، فلا حرج عليهم في التصرف في أنصبتهم بهبة أو غيرها، وإذا كان أخوك يظلمك ويهضم حقك فلك رفع أمره إلى القاضي الشرعي. وأما تعييره لك بذنب قد تبت منه، فهو مسيء في ذلك، وإذا كانت أمك تقره على ذلك فهي مسيئة، لكن حقّ الأمّ عظيم ومهما كان حالها، فإنّ حقها في البر والمصاحبة بالمعروف لا يسقط، فالواجب عليك بر أمك، ولا يجوز لك قطعها، فإن ذلك من العقوق، وهو من أكبر الكبائر، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 103139، 101410، 68850. وواجب عليك صلة أرحامك بمن فيهم أخوك الأوسط، فإن صلة الرحم واجبة وقطعها محرم حتى للقاطع والمسيء، وانظري الفتوى رقم: 34365. واعلمي أنّ العفو عن المسيء سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:22}. كما أن العفو يزيد المسلم عزاً وكرامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:.. وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا. وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا. والله أعلم. مصدر الخبر : اسلام ويب - فتاوى