تشهد شعبية الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدى الأمريكيين انخفاضًا متزايدًا بسبب عدم تأييدهم لأسلوب تعامله مع الاقتصاد جنبا إلى جنب مع ارتفاع أسعار البنزين والغاز، حيث عبر عدد قياسي من الأمريكيين عن آراء سلبية بشدة عن أهم قضية في حملة أوباما الرئاسية لعام 2012 وهي الاقتصاد. وأوضح استطلاع جديد للرأي أجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة "إيه بي سي" الأمريكية أن 59 في المائة من الأمريكيين يعطون لأوباما تقديرا منخفضا بشأن الاقتصاد مقابل 50 في المائة يعطونه تقديرا منخفضا جدا الآن، وهو اتجاه متزايد قفز 9 في المائة عن الشهر الماضي. وأرجع الاستطلاع ذلك في المقام الأول لارتفاع أسعار الغاز والبنزين بشكل كبير، حيث يقول ما يقرب من ثلثي الأمريكيين إنهم لا يوافقون على الطريقة التي يعالج بها الرئيس الوضع في محطات الوقود، بينما لم يؤيد أسلوب الرئيس فيما يتعلق بذلك سوى 26 في المائة فقط. ويقول معظم الأمريكيين إن ارتفاع الأسعار يستنزف بالفعل أموال الأسرة الأمريكية، ويقول ما يقرب من نصف الأمريكيين إنهم يعتقدون أن الأسعار ستواصل ارتفاعها وأنها ستبقي على هذا الارتفاع. تأتي هذه الآراء المتشائمة إزاء أداء أوباما فيما يتعلق بالاقتصاد والعجز في الميزانية الاتحادية على الرغم من الصورة التي تزداد إشراقًا لوضع العمالة والتوظيف ومؤشرات أخرى على التحسن الاقتصادي، كما يبرز هذا التشاؤم مدى الحساسية السياسية الناجمة عن ارتفاع أسعار الغاز والبنزين. كان المرشح الجمهوري الرئاسي المحتمل ورئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش قد قال، في أعقاب إطلاق جندي أمريكي النار في قندهار على مدنيين أفغان قتل منهم 16 معظمهم من الأطفال والنساء، إن الولاياتالمتحدة قد لا يكون لديها قوة الإرادة اللازمة لإحداث تغيير جذري في المنطقة. والعواقب السياسية المحتملة لذلك واضحة، في ظل زيادة انخفاض التأييد لأوباما بما يعكس اتجاه المكاسب التي حققها الرئيس في استطلاعات الرأي بشأن الانتخابات العامة ضد منافسيه الجمهوريين المحتملين للبيت الأبيض.. حيث يتساوي الآن ميت رومني حاكم ماساتشوستس السابق وعضو مجلس الشيوخ السابق ريك سانتوروم مع أوباما في استطلاعات الرأي.. ويعكس استطلاع الرأي هذه النتائج بعد خمسة أسابيع فقط من بدء حصول أوباما على دفعة في مجال تحسن الاقتصاد. ويظهر الاستطلاع الجديد، لواشنطن بوست وشبكة "إيه بي سي"، الذى تم إجراؤه من الأربعاء الماضي إلى أول أمس السبت، أن 46 في المائة من الأمريكيين يؤيدون أوباما بشأن طريقة تعامله مع موضوع التوظيف، إلا أن 50 في المائة لا يؤيدونه بشأنها، وهو ما يمثل عكس ما كان عليه الوضع في أوائل فبراير الماضي حيث كان يؤيده 50 في المائة مقابل 46 في المائة. ويتضح هذا الانخفاض بين صفوف المستقلين، حيث إن 57 في المائة منهم لا يوافقون الآن على أسلوب أوباما، وبين البيض ممن ليس لديهم درجات جامعية بنسبة 66 في المائة مقابل 28 في المائة، وهي نسبة أكثر من 2 إلى 1. ويحصل أوباما على نفس نسبة التأييد تقريبا للترشح للرئاسة الأمريكية الآن مع رومني الذى حصل على 47 في المائة وسانتوروم الذى حصل على 46 في المائة مقابل 49 في المائة لأوباما الذى كان يتمتع سابقا بتقدم كبير على المرشحين الجمهوريين. وفي السباق الرئاسي الجمهوري للرئاسة الأمريكية، حصل رومني على تأييد حتى الآن بين الجمهوريين بنسبة 33 في المائة بينما حصل سانتوروم على 29 في المائة وجينجريتش على 14 في المائة ورون بول على 12 في المائة.