بدأت الماكينة الدعائية لتنظيم القاعدة في العودة للنشاط بصورة كبيرة خلال الأيام الماضية، وهو ما يذكرنا بالفترة التي كان يتزعمها أسامة بن لادن، فقد تم نشر عدة تسجيلات مرئية ومسموعة على صلة بالتنظيم أو الجماعات المرتبطة به، خلال الفترة الماضية، فبرز حديث زعيم التنظيم، أيمن الظواهري، عن القتال في سوريا، إلى جانب بروز نائبه ناصر الوحيشي في اليمن، هذا غير التهدادات التي أطلقها تنظيم الشباب الصومالي المحسوب على تنظيم القاعدة. ففي تسجيل صوتي يرد فيه على أسئلة وردته يؤكد الظواهري أن التنظيم سيظهر في أماكن جديدة حول العالم، ويحذر من مغبة الاقتتال "بين المجاهدين" في سوريا، مضيفا أن "الاختلاف في المنهج" يكمن وراء قرار إعلان "البراءة" من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، دون أن يستبعد إمكانية اختراق ذلك التنظيم من قبل النظام السوري. ويضيف الظواهري "اليد العليا اليوم هي للطرف الذي لم ينسحب من أرضه. من الذي انسحب من العراق ومن الذي ظل فيه؟ ومن الذي انسحب من أفغانستان ومن الذي ظل فيها؟" في إشارة إلى الانسحاب الأمريكي من البلدين بعد سنوات من القتال فيهما. وشدد الظواهري على أن تنظيم القاعدة مازال يتمتع بقوته بعد 13 سنة من "الحرب على الإرهاب" مضيفا أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يدرك شخصيا بأن دور التنظيم "يتسع"، مضيفا أن تنظيمه حاضر في "العالم الإسلامي وبين المضطهدين." وحض الظواهري المسلحين في سوريا على رفض أوامر قادتهم بحال طلبوا منهم "الاعتداء على إخوانهم المجاهدين" مضيفا: "لا تطعه واطلب منه أن يرسلك إلى الخطوط والثغور التي تواجه فيها العدو البعثي المجرم والصفويين" معتبرا أن سقوط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، سيضرب مشروع التمدد الإيراني، كما هاجم حزب الله والسعودية والنظام المصري الحالي. أما في الصومال، فقد أصدر تنظيم "الشباب" رسالة جديدة حذر فيها من شن هجمات دموية على غرار الهجوم الأخير على مركز "ويست غيت" التجاري الكيني، الذي أدى إلى مقتل 67 شخصا بعد حصار دام أربعة أيام. ويحذر التنظيم في التسجيل من وجود "مئات المقاتلين" الذين يتوقون إلى تنفيذ عمليات مماثلة لتلك التي جرت في ويست غيت، وقد حذر محلل الشؤون الأمنية لدى CNNمن خطورة إهمال التهديدات الصادرة عن الجماعة الصومالية، خاصة بعد أن أثبتت قدرتها على شن هجمات دموية. يشار إلى أن التسجيلين أعقبا الفيديو الذي أثار انتباه المحللين بتصويره لاجتماع عدد كبير من قادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بمكان غير معروف باليمن، ظهر فيه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، ناصر الوحيشي. وأظهر التسجيل اجتماعا يعتبر الأكبر والأخطر منذ سنوات، يظهر فيه ناصر الوحيشي الذي يعتبر الرجل الثاني وولي العهد في التنظيم العالمي الذي يتزعمه أيمن الظواهري، ويحضره نحو 100 شخص من التنظيم مع عدد من القيادات إلى جانب عدد من أخطر المطلوبين في الوقت الذي تبدو فيه المجموعة حاضرة دون أي مخاوف من احتمال توجيه ضربة لها من خلال غارة بطائرة دون طيار. المسؤولون الأمريكيون لم يقدموا معلومات حول إن كانوا على علم بهذا الاجتماع الذي يوجه فيه الوحيشي الذي يعتبر زعيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية كلمة للحاضرين يقول فيها: "علينا القضاء على الصليب، وحامل الصليب هي الولاياتالمتحدةالأمريكية." وبحسب الخبير محلل CNNلشؤون الأمن الوطني، بيتر بيرغن، فإن خطورة هذه المجموعة تكمن في وجود شخص فيها قادر على صنع القنابل التي لا يمكن اقتفائها، هذا الشخص هو إبراهيم العسيري. وبحسب خبراء بشؤون الاستخبارات فإن العسيري لم يظهر في هذا الفيديو إلا أن المعلومات تشير إلى عودة تنظيم القاعدة للوسائل القديمة في التواصل من خلال استخدام أشخاص لحمل الرسائل فيما بينهم الأمر الذي يجعل عملية اقتفائهم أو معرفة ما الخطوة التالية للوحيشي صعبة للغاية. من هو ناصر الوحيشي ناصر عبد الكريم الوحيشي ويكنى بأبو بصير، هو قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، شغل منصب السكرتير الخاص لأسامة بن لادن، غادر أفغانستان في 2001 وتم إعتقاله في إيران وتسليمه للسلطات اليمنية وقضى سنتين في سجن الأمن المركزي بصنعاء وكان أحد الثلاثة والعشرين هاربا من السجن في فبراير 2003 بعد أسبوع واحد من إعلان الولاياتالمتحدة أن اليمن لم يعد يشكل تهديدا على أمنها القومي، وقطع المساعدات المقدمة لنظام علي عبد الله صالح بتهمة الفساد وعدم الإيفاء بوعوده بشأن الإصلاح السياسي. إدعت الحكومة اليمنية أنه قُتل في 28 أغسطس 2011، لكن الوحيشي أصدر بيانا في 6 ديسمبر 2011 أن التنظيم سيشارك في فك الحصار الذي فرضه الحوثيون على دماج.