الشيوعي المصري: حمدين تخلى عنا وارتمى في حضن الإخوان و نجاحه على قائمتهم سقطة تاريخية. التجمع: السيسي يتمتع بظهير شعبي يمكنه من اتخاذ قرارات صعبة لإعادة بناء الدولة الناصري: شعبية صباحي ليست كشعبية السيسي التحالف الشعبي: نجمع توكيلات لحمدين فقط حتى لايتحول الأمر إلى استفتاء بدأت حمى الانتخابات الرئاسية وبدأ معا الانقسام حول من أحق أن يكون رئيس مصر القادم، كل المؤشرات تتجه إلى المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق والذي نجح في جمع أكثر من 30 ألأف توكيل بعد فتح باب الترشح بأقل من 48 ساعة.. وفي المقابل حمدين صباحي الذي رغم عدم نجاحه في الوصول للإعادة في الانتخابات الرئاسية السابقة، إلا أنه نجح في جمع ما يقرب من خمسة ملايين صوت في المرحلة الأولى، والذي أصبح نجاحه في جمع 25 ألأف توكيل تسمح له الدخول في المنافسة على منصب الرئاسة، موضع تساؤل، خاصة مع تخلي أقرب القوى السياسية إليه وهي قوى اليسار، عنه بعد ما أعلن الحزب الناصري بيت صباحي الأول تخليه عنه والانضمام إلى ركب المرشح المنافس ذو الخلفية العسكرية، المشير السيسي، ثم تلاه حزب التجمع مركز قوى اليسار المصري ليعلن بدوره تأييده للمشير السيسي، فهل تخلى اليسار عن المرشح الأقرب له وراهن على الحصان الرابح؟. حاولت المشهد أن تجيب عن هذا التساؤل فاتجهت إلى صلاح عدلي المتحدث باسم الحزب الشيوعي المصري، أن الحزب لم يتخذ موقفا رسميا بعد من المرشحين وأن هناك اجتماعا للجنة المركزية للحزب الأربعاء المقبل لاتخاذ القرار إلا أنه أكد على أن الاتجاه العام داخل الحزب يشير إلى فتح الباب أمام الأعضاء لاختيار من يروه مناسبا لقيادة مصر المرحلة المقبلة خاصة مع انقسام أعضاء الحزب مابين تأييد صباحي أو تأييد السيسي. وعن حمدين صباحي وهل تخلى اليسار عنه فيقول "عدلي" إن "اليسار تخلى عن حمدين بعد أن تخلى هو عن اليسار وارتمى في احضان جماعة الإخوان المسلمين، ونزوله الانتخابات البرلمانية على قوائمهم سقطة تاريخية"، مؤكدا على أن "حمدين صباحي لم يكن واضحا في مواقفه تجاه جماعة الإخوان، وخطابه مع الاسلاميين تميز بالميوعة وعدم الوضوح، بجانب تردده في الكثير من مواقف الإيدلوجية، هذا غير أن الكثير من الناصريين أنفسهم لايثقون في حمدين ولايرونه ممثلا لهم ولا لليسار المصري". أما عن موقف الحزب الشيوعي من السيسي فيقول صلاح عدلي إن السيسي أقدر على إدارة البلاد والتعامل مع مؤسسات الدولة والسياسة الخارجية في المرحلة المقبلة، ومن الخطأ النظر إلى السيسي على أنه مرشح المؤسسة العسكرية وعودة إلى الديكتاتورية، كما يروج البعض، مؤكدا على أن مصر تمر بمرحلة تاريخية هامة والرهان الآن على الشعب الذي سيكون قادرا على منع أي رئيس أو مسئول يريد أن يكون ديكتاتورا. ويقول المهندس طلعت فهمي الأمين العام لحزب التحالف الشعبي، إن الحزب لم يحسم موقفه النهائي من المرشحين وسننتظر غلق باب الترشح لتقييم الموقف ودراسة المرشحين وبرامجهم، إلا أنه أكد للمشهد أن الحزب يقوم بجمع توكيلات لحمدين حتى لانجد أنفسنا أمام عملية استفتاء جديدة سندفع ثمنها جميعا، وأكد فهمي أنه على قوى اليسار والقوى التقدمية أن تعمل على ألا تتحول العملية الانتخابية إلى لعبة من طرف واحد، خاصة أن اليسار كان وسيظل قلب المعارضة المصرية، وختم فهمي كلامه : "كنا نفضل أن يظل المشير السيسي وزيرا للدفاع ويواصل دوره مع الجيش في حماية الأمن المصري والحدود ومحاربة الإرهاب على أن تبتعد المؤسسة العسكرية ورموزها عن العملية السياسية". من جانبه قال الأمين العام للحزب الناصري أحمد حسن إن حزبه يدعم المشير "السيسي" للترشح للانتخابات الرئاسية، مؤكدا توافق قيادات الحزب الناصري في المحافظات حول دعم "السيسي"، قائلا "إن شعبية صباحي ليست كشعبية السيسي". أما فريدة النقاش الكاتبة والقيادية بحزب التجمع، فتؤكد على أن معركة الرئاسة في مصر، لا تدور بين مدني وعسكري، إذ أن المرشحين الرئيسيين بها ينتميان إلي معسكر الثورة، ويطرحان نفس البرامج، لكن المشكلة من منهما يتمتع بظهير شعبي يمكنه من اتخاذ قرارات صعبة لإعادة بناء الدولة، خاصة مع تحلل أعمدة الدولة، وترهل أجهزتها وتسودها فوضي غير مسبوقة، مؤكدة أن هذه المرحلة تتطلب رجل دولة لديه خبرة بالقيادة، ولديه رؤية واضحة، ويحوز علي ثقة شعبية تمكنه من اتخاذ أصعب القرارات حتي تستقيم الأمور، وتخرج مصر من أزمتها الراهنة، لتصبح دولة مدنية ديمقراطية حديثة تليق بتاريخها وبشعبها. وأكدت النقاش أن مشكلة مصر الآن ليست فيما وصفته ب"أكذوبة ما يسمي حكم العسكر الذي يروج له المغرضون والمخادعون والمتربصون، لأنها ترى أنه "في ظل حكم العسكر تم وضع أفضل الدساتير المصرية وأكثرها ديمقراطية، وسلطة الرئيس القادم به، هي أقل مما كان يحوزه الرئيس الإخواني المعزول، فضلا عن أنه ينطوي علي توازن دقيق بين سلطات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومجلس النواب".