السؤال: أنا أدرس في مدرسة، وبالطبع فإننا في المدرسة نجلس على المقاعد، ونضع عليها الكتب، والمشكلة هي أنني دائمًا ما أرى اللعاب يتناثر عليها من الكلام، فأحيانًا عندما أتكلم مع أحد ما أرى اللعاب يتناثر من فمه على المقعد، وهذا يحدث كثيرًا، فلا يتصور أن هناك مقعدًا خاليًا من اللعاب تمامًا، وإن لم نر اللعاب عليه؛ لأنه يكون قد جف، فهل يجوز لي وضع الكتب التي تحوي ذكر الله على هذه المقاعد؟ وكيف أصنع؟ وهل يعد وضعها امتهانًا لها أو كفرًا؟ وأرجوكم لا تقولوا: إنه يجوز وضعها على ما لم تتيقن إصابته، فإن نسبة إصابة جميع المقاعد نسبة كبيرة، صحيح أني لا أجزم بها لكنها عالية، وهل وضع كتاب يحوي ذكر الله على مكان تناثر عليه اللعاب من الكلام يعد كفرًا؟ علمًا أن ذلك اللعاب شيء يسير - قطرة واحدة أو اثنتين - وتكون قد جفت، وقد قرأت أن ما يعد عرفًا امتهانًا للمصحف فهو كفر، فهل هذا الفعل عرفًا امتهان للمصحف؟ وإن كان كذلك فلماذا لم ينتبه إليه أحد سواي؟ فلم أر أحدًا يحترز من مثل هذه الأمور إلا أنا، والأمر ذاته في البيت، وشكرًا لكم. الفتوى: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالظاهر أن سؤالك هذا من الوساوس ، والتي ننصحك بالتلهي عنها، وعدم الاسترسال معها حتى لا تزداد، وانظر لمزيد الفائدة الفتويين :51601، 3086. ولا نعلم مانعًا من وضع المصحف على شيء كان قد أصابه اللعاب طالما قد جف، بل ذهب البعض إلى جواز مسه بما فيه ريق، ما دام هذا ليس على وجه الاستخفاف، وانظر الفتوى رقم: 242197. وعمومًا ، فحيث انتفى قصد الإهانة والاستخفاف فلا مدخل للكفر حينئذ، وليس فيما ذكرت في سؤالك امتهان للمصحف عرفًا؛ ولذلك فإن من الوسوسة أو التنطع تحري الاحتراز مما ذكرت. والله أعلم. مصدر الخبر : اسلام ويب - فتاوى