سيطر محتجون موالون لروسيا على مبان حكومية في ثلاث مدن بشرق أوكرانيا يوم الأحد مما دفع حكومة كييف الموالية لأوروبا إلى اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالوقوف وراء ما وصفته "باضطرابات انفصالية". واقتحم المحتجون مبان تابعة للحكومة الإقليمية في مدينة دونيتسك الصناعية ومكاتب جهاز الأمن في مدينة لوهانسك المجاورة ولوحوا بالأعلام الروسية وطالبوا باستفتاء على غرار ما حدث في شبه جزير القرم بشأن الانضمام لروسيا. وذكرت وكالة انترفاكس للأنباء أن محتجين استولوا في وقت لاحق على مبنى الإدارة المحلية في خاركيف ثاني كبرى المدن الأوكرانية. وتقع جميع المدن الأوكرانية الثلاث قرب حدود روسيا. وتعهد وزير الداخلية الأوكراني أرسين افاكوف باستعادة النظام في شرق أوكرانيا دون استخدام العنف واتهم أيضا الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش الذي تتمركز قاعدته السياسية في دونيتسك بالتآمر مع بوتين لتأجيج التوتر. وقال افاكوف في بيان على صفحته بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت "جاءت أحدث موجة من الإضطرابات الانفصالية في شرق البلاد بأوامر وتمويل من بوتين ويانوكوفيتش. الناس الذين تجمعوا (هناك) قلة لكنهم يتسمون بالعدوانية الشديدة." وأضاف "سيعود الوضع تحت السيطرة دون إراقة دماء. هذا هو الأمر الذي صدر لضباط انفاذ القانون..هذا حقيقي. لكن في حقيقة الأمر لن يتسامح أحد مع الخروج على القانون من قبل محرضين." وقال المكتب الإعلامي للبرلمان الأوكراني يوم الأحد إن أولكسندر تيرتشينوف القائم بأعمال الرئيس دعا إلى عقد اجتماع طاريء لرؤساء الأجهزة الأمنية في كييف وتولى بنفسه إدارة الموقف. ويشهد شرق أوكرانيا الناطق بالروسية تصاعدا في حدة التوتر منذ الإطاحة بيانكوفيتش في فبراير شباط ومجيء حكومة مؤقتة تدعم إقامة علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي. ووصفت روسيا حكومة كييف الجديدة بأنها غير شرعية وضمت منطقة القرم الأوكرانية مستندة إلى ما قالت إنها تهديدات يتعرض لها سكان المنطقة من الناطقين بالروسية في تحرك فجر أكبر أزمة بين موسكو والغرب منذ نهاية الحرب الباردة. وقال شاهد من رويترز إن نحو 1500 شخص تظاهروا في دونيتسك ثم اقتحموا مبنى الإدارة المحلية ورفعوا العلم الروسي على شرفة في الطابق الثاني. وهتف المحتجون في الخارج باسم روسيا. وقال التلفزيون الأوكراني إن ثلاثة أشخاص أصيبوا في احتجاج لوهانسك. ولم تستطع الشرطة تأكيد التقرير. وقال زعماء الاحتجاج في دونيتسك الذين تحدثوا للحشد عبر مكبر للصوت إنهم يطالبون بعقد اجتماع طاريء لاعضاء المجلس التشريعي الاقليمي لمناقشة اجراء تصويت على الإنضمام لروسيا على غرار ما حدث في منطقة القرم الأوكرانية وقاد إلى ضمها. وقال أحد زعماء الاحتجاج دون التعريف بنفسه "على نواب المجلس الاقليمي ان يجتمعوا قبل منتصف الليل لاتخاذ القرار باجراء استفتاء." ونشر موقع محلي على الانترنت لقطات للمبنى الذي تم الاستيلاء عليه وظهر في اللقطات أشخاص يدخلون المبنى ويخرجون منه بكل حرية. وخارج المبنى كانت مكبرات صوت تذيع أغاني من العهد السوفيتي. ويضم المبنى مكتب سيرهي تاروتا الذي عينته الحكومة المؤقتة في كييف في الآونة الأخيرة حاكما للمنطقة التي ترتبط بروسيا بروابط اقتصادية وتاريخية وثيقة. وقال المتحدث باسم شرطة دونيتسك ايهور ديومين "شارك نحو ألف شخص (في اقتحام المبنى) معظمهم شبان ملثمون." وأضاف "يوجد حوالي 100 شخص حاليا داخل المبنى ويحصنونه بالمتاريس." وعرض تلفزيون رويترز لقطات من لوهانسك ظهر فيها مئات الأشخاص أمام مبنى جهاز أمن الدولة كما ظهر في لقطة اخرى شرطي محمولا على محفة. وقال التلفزيون الأوكراني إن المحتجين في لوهانسك يطالبون باجراء استفتاء على الانضمام لروسيا وبالإفراج عن أشخاص اعتقلتهم أجهزة الأمن في الأيام القليلة الماضية. وقالت امرأة للقناة الخامسة الأوكرانية في لوهانسك "لا نريد الانضمام للاتحاد الأوروبي ولا نريد الانضمام لحلف شمال الأطلسي. نريد أن يعيش ابناؤنا في سلام." وقالت أجهزة أمن الدولة في أوكرانيا يوم السبت إنها اعتقلت 15 شخصا في لوهانسك للاشتباه في التآمر للإطاحة بالسلطات وضبطت مئات البنادق وقنابل يدوية وأخرى حارقة. ونظم متظاهرون موالون لروسيا في الأسابيع الأخيرة تجمعات حاشدة في مدن شرق أوكرانيا على مسافة ليست بعيدة من الحدود مع روسيا حيث حشدت موسكو عشرات الآلاف من الجنود.