منذ ثورة 30 يونيو اتجهت جميع الأنظار إلى المشير عبد الفتاح السيسى، الرجل الذى خلع الرئيس السابق محمد مرسى، المنتمى لجماعة الإخوان، الذى وصفه كثيرون من أبناء الشعب المصرى، بالمنقذ بعد عزل مرسى عن منصبه. وظل السيسى، صاحب الشعبية الأكبر عند المصريين، بل وخارج مصر أيضا، حيث لقبه البعض بأسد مصر، والجنرال، وبأنه يحمل جميع صفات الزعيم الشعبى، جمال عبد الناصر، وغيرها، وأخذ السيسى نصيبا كبيرا من اهتمام وثناء نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر"، ولقبه معظم نشطاء الموقعين ب"حبيب الملايين"، كما كان لخطاباته ولكلماته التى يوجهها للشعب المصرى بين الحين والآخر، عظيم الأثر فى نفوس المصريين بجميع الفئات. وبدأت الجماهير تطالب السيسى بالترشح إلى الرئاسة، رغبة فى إنقاذ مصر فى هذه المرحلة الانتقالية من تاريخها، ومنهم أيضا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، والذين أيدوا السيسى رئيسا لمصر، كما وصفه البعض الآخر بالطامع فى السلطة، وأصبح الشعب المصرى مقسما ما بين مؤيد للسيسى، ومؤيد للمرشح الرئاسى المنافس له، الملقب بمرشح الثورة، حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، والذى قرر خوض الانتخابات الرئاسية أمام السيسى، مؤكدا على شمول برنامجه الانتخابى على تحقيق العدالة الاجتماعية وأهداف ثورة يناير المجيدة. وحين خرج السيسى عن صمته معلنا استقالته من منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وخوضه للانتخابات الرئاسية، أصبح هناك قطاع عريض من الشعب المصرى، ومنه نشطاء مواقع التواصل معارضا لهذا القرار، وأول مظاهر اعتراضه هو تدخل المؤسسة العسكرية فى الحياة السياسية فى مصر، مستنكرين إعلان السيسى لترشحه مرتديا البدلة العسكرية كوزير دفاع، حيث بدأت موجة من السخرية لدى نشطاء "فيس بوك"، تضمنت عدم ثبات السيسى، الذى يثق فيه أغلب الشعب المصرى، على حديثه بشأن عدم سعى المؤسسة العسكرية إلى منصب الرئاسة. لنجد سخرية أقل بكثير لدى نفس النشطاء، عند إعلان المرشح الرئاسى حمدين صباحى، ترشحه للرئاسة، والذى لقبه عدد من النشطاء ب"واحد مننا"، مؤيدين ترشحه للرئاسة، وكذلك بعض النشطاء السياسيين، وأيده عدد من الأحزاب والحركات، بحسب حملة صباحى الانتخابية، فيما قال عدد من نشطاء مواقع التواصل، "إن شعبية المرشح الرئاسى صباحى، فقدت الكثير من مؤيديه، وذلك بالنسبة للانتخابات الرئاسية الماضية، أمام محمد مرسى، والتى فاز بها مرسى بفارق أصوات بسيط على صباحى". وتفاقم الأمر بالنسبة للسيسى، والذى قام بعض نشطاء التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر"، بسبه وتدشين "هاشتاج" مسيئ له، والذى انتشر بسرعة البرق على مواقع التواصل، ووصفت بعض الحركات السياسية، وكذلك نشطاء فيس بوك وتويتر السياسيين، الانتخابات الرئاسية المقبلة بالمسرحية الهزلية، التى تسير لأجل مصلحة مرشح واحد، وهو السيسى، وخاصة عقب إصدار قانون الانتخابات الرئاسية، الذى تضمن تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية. وبتدشين الحملة الرسمية للمرشح الرئاسى، عبد الفتاح السيسى، صفحتها الرسمية على موقعى التواصل فيس بوك وتويتر، بادر عدد كبير من النشطاء إلى الاشتراك بها، دعما لمرشحهم الرئاسى، وجاءت أغلب التعليقات على جميع منشورات الصفحة، بشعار "تحيا مصر"، وشعار "تسلم الآيادى"، متنمنين الفوز للسيسى برئاسة مصر، ووصفه آخرون بأنه الوجه الآخر للرئيس السابق محمد حسنى مبارك، والتى عملت ثورة 25 يناير على خلعه من منصبه، عقب فساد حكمه الذى دام 30 عامًا. وعبر قطاع آخر من مؤيدى المرشح الرئاسى حمدين صباحى، على مواقع التواصل، عن فقده للأمل فى فوز مرشحه أمام السيسى، المتجهة له جميع أنظار الشعبى المصرى والعالم، مطالبين صباحى بالانسحاب من هذه المسرحية، التى تتمثل فى انتخابات رئاسية مزيفة، ومعلوم نتائجها قبل أن تبدأ، وأعلن البعض الآخر تأييده لمرشح الثورة، بتعليقات تحمل الدعاء بالتوفيق والخطى على سبيل الثورة، فى الانتخابات المقبلة.