في مناخ سياسي يسوده التربص ، توعدت جماعة الإخوان المسلمين ب "ثورة غضب جديدة" يغلب عليها الطابع السلمي تبدأ اليوم 19 مارس ، فيما هددت حركات رديفة لها بأعمال عنف تطال المنشآت ضعيفة الحراسة وتستهدف كذلك ضباط شرطة وقضاة وإعلاميين، مما نشر حالة من الخوف الشعبي تدفع كثيرين إلى منع أبنائهم من الذهاب إلى المدارس. ومن بين الحركات الناشئة التي تتوعد على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بممارسة العنف حركة "مجهولون ضد الانقلاب وحركة «إعدام» إضافة إلى حركات نشأت منذ شهور على رأسها "مولتوف" ، "ولع" و"حنرعبكوا ".وحركات أخرى . وكانت جماعة الاخوان المسلمين قد دعت انصارها لتنظيم مظاهرات اليوم الاربعاء فى كل المحافظات رفضالما تسميه ب"الانقلاب العسكرى" والمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى ومحاكمة كافة قيادات المجلس العسكرى والداخلية ممن قاموا بإصدار اوامر لفض اعتصامى ميدان النهضة ورابعة العدوية والتي راح ضحيتها مئات من أنصار الجماعة . وقامت قوات من وزارة الداخلية ظهر أمس باقتحام مقر حزب الاستقلال (العمل سابقا ) قبيل دقائق من عقد اجتماع ومؤتمر صحفي كان يعتزم "التحالف الوطنى لدعم الشرعية" إقامته لعرض تقرير مواز لتقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان حول فض رابعة والنهضة ، لكن مؤيدين للجماعة قالوا إن المؤتمر سيعقد في الثالثة ظهر اليوم في فندق بمدينة اسطنبول التركية ، بديلا عن القاهرة التي منع فيها . وحاولت حركة "إعدام" إحدى الحركات الشبابية الرديفة للإخوان إثارة أكبر قدر من الخوف ، حيث زعمت على صفحتها بموقع فيس بوك أن منضمين لها لديهم أسلحة آلية وأسلحة قناصة وخرطوش ، كما أعلنت مسؤوليتها عن مهاجمة كمائن شرطة واقتحام معسكر جيش وحرق سيارات ضباط ومؤيدين لما وصفته بالانقلاب ومحال تجارية إضافة إلى عمليات تصفية جسدية لعناصر من الشرطة و" بلطجية " كانوا يساعدون الجهاز الأمني في الإرشاد عن المناهضين لنظام الحكم الحالي وقالت الحركة إن لديها قائمة ب5000 ضابط شرطة، و 3600 قاضي ووكيل نيابة ، وعشرات من الإعلاميين تتضمن عناوينهم وأنواع وألوان سياراتهم، متوعدة الضباط ووكلاء النيابة والقضاة والإعلاميين ، وزاعمة أنه لن يكون لهم إلا ثلاثة أماكن يذهبون إليها "السجن.. المستشفى.. القبر" ، ومدعية أن من لزم بيته "فهو آمن". وخلال الشهور الماضية لم تترك جماعة الإخوان المسلمين مناسبة دينية أو سياسية، إلا وحاولت توظيفها على أنها الموعد المنتظر محاولة منح أنصارها جرعة تفاؤل جديدة، تعوضها عن جزء من الضربات التي تلقتها خلال الفترة الماضية. غير أن الجماعة تفشل فشلا ذريعا، في كل مرة. ولذلك لم يكن مستغربا تحديد يوم 19 مارس متوعدة بتحويل مصر إلى طوفان على خصومها. غير أن المخاوف تتصاعد هذه المرة أكثر من المرات السابقة، لأن ميل الإخوان أصبح يتجه بوضوح إلى العنف من جانبه أصدر اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية قرارا بعمل إجتماع طارئ لعمل خطة محكمة لمواجهة مظاهرات 19 مارس وكافة دعوات الاخوان المسلمين للاحتشاد فى الميادين اعتراضا على النظام الحاكم أمام اهم مؤسسات الدولة ، وأوضح الوزير أن هناك خططا بالتعاون مع الجيش لتأمين كافة المنشآت الحيوية بالدولة ، وحذرت المتظاهرين بشدة من محاولة المساس بأي من منشآت الدولة أو مرافقها الحيوية . وقال"التحالف الوطني لدعم الشرعية" إن المظاهرات المقررة اليوم الأربعاء، ستكون مختلفة عن أية تظاهرات سابقة. وقال عضو مؤسس ب "حركة 18"، إن القاهرةوالمحافظات ستشهد انتفاضة كبرى لمدة 11 يومًا وكشف عن خريطة المسيرات التي ستخرج اليوم قائلاً إنها ستتركز غدًا في مناطق الهرم والمطرية وعين شمس والبدرشين وجامعة الأزهر والقاهرة، بالإضافة إلى ميدان النهضة، موضحًا أن هناك تصعيدًا على مستوى المحافظات كما أكد محمد أبو سمرة، الأمين العام ل "الحزب الإسلامي"، أن دعوات التظاهر يوم 19 هى بداية تحركات ثورية ، وسيشهد التحرك خروج مظاهرات عارمة من شتى ميادين مصر ومحافظات الوجه القبلى والتواجد داخل الميادين الخاصة بمحافظاتهم، وبعدها سيتم التحرك بجميع المظاهرات من شتى الميادين متجهة إلى ميدان الثورة وهو ميدان التحرير. في السياق نفسه أعرب الناشط السياسي أحمد ماهر مؤسس حركة “6 أبريل” والمحبوس حاليا عن قلقه من دعاوي “التحالف الوطني لدعم الشرعية” للتظاهر يوم 19 مارس، معتبرا هذه الدعاوي ب” الخبر السئ إن لم يكن صادما”. ونشرت صفحة “حركة شباب 6 أبريل” على “فيس بوك” رسالة لماهر من محبسه بعنوان “19 مارس الأسود، قال فيها: “ “تاريخ 19 مارس يثير إشكاليات كبرى لا حصر لها، فإن كان 19 مارس هو يوم مشهود بالنسبة لقوى اليمين الديني والإسلام السياسي وكذلك يعتبرونه إنتصار عظيم وغزوة الصناديق والإرادة الشعبية وكل هذه المصطلحات والعبارات التي أطلقوها في 2011”، واصفا هذا اليوم ب” أول انتكاسة لثورة 25 يناير” بعدما تم شق الصف الثوري، مشيرا إلي أن الاخوان كانوا يستخدمون “لعبة الجنة والنار للحشد للتصويت” وتساءل ماهر: “ماذا بعد؟ هل سيعود التكفير مرة اخرى؟ هل ستعود مصطلحات نحن الأغلبية وهو كده .. كما كان يحدث فترة حكم مرسي؟”. وأضاف: “أختيار سئ وغبي وأحمق أن يعلن الاخوان نزولهم في تلك الذكرى السوداء، يذكرونا ببداية إنشقاق الثورة والقضاء على حالة ال 18 يوم، يذكروننا بتحالفهم مع العسكر وتقوية شوكتهم ضد الثورة وبدء البحث عن مصالح الجماعة”، وتساءل “كيف تتحدثون عن مراجعات واعتراف بالاخطاء ووعود بعد تكرارها وتدعوننا للمشاركة معكم في انشطتكم وانتم لا تزالون تحتفون وتحتفلون بتلك الذكرى المهببة والسوداء والقذرة لإستفتاء 19 مارس 2011 الذي فتح باب الانشقاقات والتخوين والتكفير وشق الصف الثوري ورسخ حكم العسكر وساعد في هزيمة الثورة”. بينما أعلن حزب الوسط مشاركته في الفعاليات مشددًا في بيان له علي شباب الحزب بالمحافظة علي السلمية في التظاهر،قائلا “نرفض أي مسار يدعو لغير السلمية”، مؤكدًا عدم استمرارية مشاركة شباب الحزب في التظاهرات في حالة وجود أعمال العنف لعدم الانجراف وراء أعمال العنف والشغب والمحافظة علي سلمية المظاهرات." وقال حسين عبد الرحمن المتحدث الإعلامي لحركة إخوان بلا عنف: إن التنظيم الدولي رصد 7 ملايين جنيه لتمويل المظاهرات، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على انطلاق 198 مسيرة من ميادين المحافظات وأمام الجامعات من اجل اشاعه الفوضى غدا فيما قالت الحركة في بيان لها: إن قيادات الجماعة تتبع سياسات الكبر والعنف وتمارس جرائم ضد أبناء الشعب، مؤكدة وجود نوايا شيطانية من أنصار بيت المقدس المعروف بأنه الجناح العسكرى لقيادات التنظيم الخاص لتنفيذ عمليات استهداف لمؤسسات الدوله واستهداف شخصيات سياسية.