قال الدكتور مجدى عاشور أمين الفتوى بدار الافتاء والمستشار الأكاديمى لمفتى الديار المصرية إنه فى الأونة الأخيرة ظهرت بعض الفتاوى التى لها طابع سياسى ولذلك بادر مفتى الجمهورية بإنشاء "مرصد التكفير" المعنى برصد وتتبع كل الآراء والمقولات والفتاوى المتصلة بقضايا التشدد والتكفير والعنف والدم عبر الوسائط المختلفة وتقديم ردود علمية لهذه الآراء المتشددة. وأضاف عاشور ، خلال حواره مع الإعلامي محمود الوروارى ببرنامج الحدث المصري المُذاع عبر شاشة العربية الحدث مساء الثلاثاء ، أنه تم رصد أكثر من 150 فتوى تكفيرية في التقرير، موضحاً أن الفتاوى أصبحت أحد أكثر القضايا التى تحتاج إلى مزيد الضبط والتأصيل فى ظل "فوضى الفتاوى" وانتقالها من الاجتماعى إلى السياسى ، لتهدد وتروع وتحرض وتشعل الفتن وتدعو إلى القتل وتبيحه بما يضع المجتمعات كلها دون استثناء فوق بركان يتطاير شرره بالفعل فى خضم الواقع السياسى المتصارع. وأوضح أن أصحاب الفتاوى التكفيرية من هواة الشهرة والسلطة ، لافتاً إلى أن التكفيريين يقدمون مصلحتهم الشخصية على مصلحة الناس من منطلق أن الفقه التكفيري ينظر للأحداث بعين واحدة لتحقيق مصالحه . وأشار عاشور إلى أن هناك فارق كبير بين الرأي والفتوى الدينية ، مشدداً إلى أننا نريد تدينا شعبيا وليس نخبويا يخص فئة بعينها وأن بعض الفتاوي تلبس السياسة ثوب الدين . وتابع : الفتاوى التكفيرية ثبت أن من يطلقونها غير مؤهلين علميًا ولا عقليًا ، لافتقادهم أدنى المعايير العلمية المعتمدة فى إصدار الفتاوى الشرعية ولعدم إدراكهم خطورة ما يطلقونه من أحكام تؤدى إلى خراب المجتمعات وإحداث الفتن بين أبناء الوطن الواحد، فضلاً عن جعلهم التكفير مدخلاً شرعياً للقتل واستباحة الدماء والأعراض بما يمثل إفساداً فى الأرض يهدم مقاصد الشريعة الإسلامية من أساسها