قالت وسائل إعلام رسمية سورية إن قوات حكومية يدعمها مقاتلون من حزب الله سيطرت بالكامل على بلدة يبرود السورية يوم الأحد بعد أن طردت مقاتلي المعارضة منها. ويساعد الاستيلاء على يبرود الرئيس السوري بشار الأسد في تأمين الطريق البري بين العاصمة دمشق وحلب وساحل البحر المتوسط والتضييق على خط إمداد حيوي لمقاتلي المعارضة من لبنان كما سيعزز سيطرة الحكومة على قطاع من الأراضي يمتد من دمشق إلى مدينة حمص بوسط سوريا. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن القوات الحكومية فرضت "سيطرتها الكاملة" على البلدة وقتلت أو اعتقلت الكثير من مقاتلي المعارضة. وقال مصدر عسكري لرويترز إن معظم مقاتلي المعارضة انسحبوا من يبرود في الفجر بعد يوم من دخول القوات الحكومية المناطق الشرقية من البلدة وسيطرتها على العديد من التلال الاستراتيجية. وذكرت سانا أن القوات السورية فككت عددا كبيرا من العبوات الناسفة التي زرعها مقاتلو المعارضة. وأكد مقاتل في يبرود من جبهة النصرة الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا لرويترز أن مقاتلي المعارضة قرروا الانسحاب وقال إنهم يتوجهون إلى قرى مجاورة من بينها حوش عرب ورنكوس وفليطة. وأضاف أن المقاتلين لا يعتزمون الانسحاب عبر الحدود إلى بلدة عرسال اللبنانية الحدودية التي تبعد 20 كيلومترا ناحية الشمال الغربي ويستخدمها مقاتلو المعارضة واللاجئون بانتظام. وساعد مقاتلون من حزب الله الجيش السوري ومقاتلين مؤيدين للحكومة في إغلاق المنطقة الحدودية مع لبنان. وفر آلاف المدنيين من يبرود التي يعيش بها ما بين 40 ألفا و50 ألفا وتقع على بعد نحو 60 كيلومترا شمالي دمشق ومن المناطق المحيطة بها بعدما تعرضت للقصف بالقنابل والقذائف الشهر الماضي قبل هجوم للقوات السورية. وأظهرت لقطات بثتها قناة الميادين من داخل يبرود شوارع خالية ومحلات مغلقة ومنازل مهجورة. وترددت أصوات إطلاق نار كثيف في الخلفية وقال صحفي إنها تأتي من منطقة قريبة تشتبك فيها القوات الحكومية مع مقاتلين من المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قصف الحكومة لبعض المناطق مساء السبت صاحبه قتال بين قوات موالية للحكومة وفصائل معارضة من بينها جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام. وتحقق الحكومة السورية مكاسب مطردة على طول الطريق البري وكذلك في المناطق المحيطة بدمشق وحلب خلال الشهور المنصرمة لتستعيد زمام المبادرة في الصراع الذي دخل عامه الرابع. وقتل أكثر من 140 ألف شخص في الحرب الأهلية التي تتزايد نزعتها الطائفية وبدأت باحتجاجات حاشدة في الشوارع على حكم الأسد قبل ثلاث سنوات ثم تحولت إلى تمرد مسلح بعد حملة قمع عنيفة ضد المتظاهرين.