أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تتابع، عن كثب، التطورات في مصر، من حيث الإصلاحات السياسية والاجتماعية، وفقا لخارطة الطريق التي أعلنت في يوليو الماضي. وقالت الوزارة، في بيان نشر اليوم باللغة الإنجليزية عبر موقع وكالة أنباء "إيتار تاس" الروسية، إن "مصر مقبلة على مرحلة مهمة من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.. وينبغي عليها القيام بعمل جاد للتعامل مع مهام كبيرة أخرى، كما أن هناك حاجة واضحة لحشد جهود المجتمع بأكمله نحو تحديث القطاع الاقتصادي والاجتماعي". وأضافت الخارجية الروسية أن هناك أيضا تحديات أخرى هامة، تتمثل في تعزيز الاستقرار وضمان إرساء القانون والنظام على أساس التصدي الحاسم للتطرف والتشدد، ومواصلة المسار الذي يهدف إلى حل الاختلافات السياسية من خلال الوسائل السلمية والحوار على المستوى الوطني، على حد تعبيرها. وتابعت "التهديد الإرهابي المتواصل، الذي تؤججه الصراعات الإقليمية وعمليات الأزمات، يشكل تحديا للبلاد". ولفتت الخارجية الروسية إلى أن موسكو تولي ثقة في جهود السلطات المصرية لمواجهة "التهديدات الإرهابية الخطيرة"، مشيرة إلى التدابير العملية التي اتخذت لضمان الأمن المناسب للسياح الأجانب في منتجعات البحر الأحمر، على حد قولها. ونصحت وزارة الخارجية الروسية المواطنين الروس، الذين يقضون عطلاتهم في مصر، بتوخي الحذر وعدم مغادرة مناطق المنتجعات السياحية التى يقضون فيها عطلاتهم. كان وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي قاما بزيارة إلى العاصمة الروسية موسكو أوائل الشهر الجاري والتقى الرئيس الروسي بوتين ووزيري الدفاع والخارجية الروسيين، وقالت وسائل إعلام روسية متعددة إن اللقاء شمل مفاوضات بشأن صفقة للسلاح قيمتها مليارا دولار. وتتسم جوانب التعاون الاقتصادي بين مصر وروسيا بالأهمية البالغة حيث تصدر روسيا الحبوب إلى مصر، كما كانت المنتجعات المصرية تجتذب ملايين السياح الروس سنويا قبل أن يتأثر قطاع السياحة بالتوترات السياسية والأمنية. وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والقاهرة في عهد الاتحاد السوفيتي في عام 1943، وبلغت ذروتها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي حين ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية والبنية التحتية، وبينها السد العالي في أسوان ومعمل الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوان - الإسكندرية. وتم إنجاز 97 مشروعا صناعيا في مصر بمساهمة الاتحاد السوفيتي. وزودت القوات المسلحة المصرية منذ الخمسينات بأسلحة سوفيتية.