خبراء: محاولة للاقتراب من مصر قلب الأمة العربية اتسعت دائرة القلق داخل الأوساط المصرية إزاء التطورات الخارجية في العالم العربي والأفريقي، وتداعياته على الأمن القومي المصري، لتنتقل حالة القلق من الجنوب بعدما أعلنت وزارة الري المصرية فشل المباحثات مع الجانب الأثيوبي حول سد النهضة الذي يخصم من حصة مصر في مياه نهر النيل، لتنتقل مرحلة جديدة من التخوفات حول آثار إعلان اليمن الاثنين الماضي التقسيم رسمياً إلى ستة أقاليم، على حركة الملاحة داخل البحر الأحمر وقناة السويس. كانت لجنة تحديد الأقاليم التي انبثقت عن مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، قد أقرت بصورة نهائية، عدد وتسمية الأقاليم في إطار الدولة الاتحادية التي جرى الاتفاق عليها في الحوار الوطني. وحسبما أقرته لجنة تحديد الأقاليم برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وهي على النحو التالي: - إقليم "حضرموت" ويضم (المهرة - حضرموت - شبوة سقطري) وعاصمته "المكلا". - إقليم "سبأ" ويضم (الجوف – مأرب – البيضاء) وعاصمته "مأرب". - إقليم "عدن" ويضم (عدن – أبين – لحج – الضالع) وعاصمته "عدن". - إقليم "الجند" ويضم (تعز – إب) وعاصمته "تعز". - إقليم "أزال" ويضم (صعدة – صنعاء – عمران – ذمار) وعاصمته "صنعاء". - إقليم "تهامة" ويضم (ريمة – المحويت – حجة) وعاصمته "الحديدة". من جانبه، قال معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن قرار تقسيم اليمن إلى 6 دويلات في إطار "فيدرالي" محاولة للالتفاف والاقتراب من مصر قلب الأمة العربية، لأن إضعافها إضعاف للوطن العربي. أشار مرزوق الى أن الأمن القومي العربي عبارة عن عناصر تتبادل التأثير والتأثر، قائلاً ل"المشهد": "القرار له تأثير سلبي على الأمن القومي العربي بوجه عام والأمن القومي المصري بصفة خاصة"، فضلاً عن كونه كسرا للوحدة العربية، والقضاء عليها نهائياً بتفتيت المفتت على حد وصفه، بدعم من الامبريالية العالمية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية والحركة الصهيونية، مضيفاً، هذه المحاولات مآلها الفشل لان الشعوب ستدرك ان مصالحها فى الوحدة. بينما قال الخبير في الشئون العربية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، محمد السعيد إدريس، إن قرار تقسيم اليمن إلى 6 دويلات في إطار فيدرالي، له تأثير ايجابي على الأمن القومي المصري والعربي، وله انعكاسات على الأمن في البحر الأحمر والخليج العربي، مشيراً إلى أن بديل الاتحاد الفيدرالي مأساوي وهو عودة الحرب الأهلية وعودة اليمن إلى الانقسام والانشطار مرة أخري. أوضح في تصريحات ل"المشهد" أن كل التخوفات مشروعة لمواجهة حرب أهلية في الشمال والجنوب، بحل أقرب للفيدرالية واستقرار سياسي وانخراط اليمن فى مشروع وطني. بينما قال اللواء عبداللطيف جميل، الأمين العام للاتحاد العربي لمرحلي البضائع واللوجستيات، إن المعابر والمضايق الدولية، تخضع للقوانين الدولية وليست، لأهواء الدول. أوضح اللواء عبداللطيف في تصريحات ل"المشهد" أن قرار تحويل اليمن إلى نظام فيدرالي بتقسيمها إلى ست دول لا يعني أن ينقسم كل إقليم بنفسه، مشيراً إلى أن هناك سياسات عامة للبلد ذات الحكم الفيدرالي تحكمها، ولا يعني ذلك أن ينفرد كل إقليم بسياساته، فالفيدرالية تقسيم بناء على توزيع الثروات للاستفادة منها، وليس تقسيما على أساس سياسي. وتابع الخبير الملاحي: المعابر الدولية تحكمها قوانين دولية لدى الأممالمتحدة، وان الأممالمتحدة لن تقبل بأي تعطيل لمضيق باب المندب المتصل بالبحر الأحمر والواصل مع قناة السويس. أوضح أن إغلاق بابا المندب إبان حرب 73 كان بهدف لي ذراع إسرائيل وأمريكا وكبح جماحها، وتحملت مصر مسؤولية القرار، وبالقياس عندما وقعت أعمال قرصنة في الصومال دفعت العديد من الدول بقطع بحرية لمنع تلك الأعمال، والأمر ذاته سوف يتقرر حال حدوثه في أية معابر ومضايق دولية.