كشف بحث جديد أجرته منظمة هيومان رايتس ووتش (المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان) عن الأوضاع في جنوب السودان أن المدنيين هناك يتم استهدافهم على أساس عرقيتهم من قبل القوات الحكومية الموالية للرئيس سيلفا كير والقوات المتمردة الموالية لنائبه السابق رياك مشار. وأفادت المنظمة في سياق تقرير بتثه على موقعها الإليكتروني أن البحث الذي أجري خلص إلى أن "جرائم مروعة" تم ارتكابها بحق المدنيين بسبب الجماعات العرقية التي ينتمون إليها وليس لسبب آخر غير ذلك، مطالبة في الوقت نفسه بإجراء تحقيق مستقل وعاجل لإنهاء تلك الانتهاكات. وأنهت المنظمة مهمتها التي استمرت لمدة أسبوعين في كل من العاصمة جوبا ومدينة بور وقامت بإجراء مقابلات مع أكثر من مائتي من شهود العيان وضحايا الانتهاكات، ووثقت أبحاثها النهائية عمليات قتل على نطاق واسع لرجال منتمين لقبائل النوير من قبل القوات المسلحة في جنوب السودان من بينها مجزرة ارتكبت في السادس عشر من ديسمبر من العام الماضي، ووصل عدد قتلاها إلى 300 رجل. وخلصت أبحاث المنظمة أيضا إلى مقتل مدنيين منتمين لعرقية الدينكا من قبل القوات المتمردة في مناطق أخرى في البلاد، مشددة على ضرورة قيام الأممالمتحدة بفرض حظر السفر وتجميد الأصول على أي شخص يثبت قيامه بخرق حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي. وشهد القتال الذي اندلع منتصف ديسمبر الماضي في دولة جنوب السودان الوليدة، مقتل زهاء ألف شخص ونزوح مئات آلالاف من مناطق القتال.