كتب "دانيل بايمان" - الأستاذ بجامعة جورج تاون- و"تامارا كوفمان" - رئيسة مركز "سابان" في معهد "بروكينجز"- أنهما لا يريان جماعة الإخوان، على الأقل حاليا، كجماعة إرهابية، لكن إعلان الحكومة المصرية المؤقتة لها تنظيما إرهابيا وحظر نشاطها "ربما يصبح نبؤة ستتحقق ذاتيا". وفي مقال لهما على موقع صحيفة الواشنطن بوست، قال الكاتبان المتخصصان في شؤون الشرق الأوسط إن قمع الجماعة "سيدفع أعضاءها دون شك للإرهاب"، وإن الإطاحة بالرئيس السابق مرسي "تمنح قوة لأفكار تنظيم القاعدة التي تبناها طويلا بأن الانتخابات خيانة وأن المشروع الإسلامي يمكنه التقدم فقط من خلال العنف". ويضيف المقال أن قرار الحكومة المصرية "تسبب في الجمع بين أتباع اثنين من تيارات الإسلام السياسي عارض كل منها الآخر،وخلق موجة جديدة ممن يمكن تجنيدهم للتطرف العنيف". ويقول الكاتبان "مسار مصر الآن واضح: هي على الطريق لقمع أكبر واحتراب أهلي وعدم استقرار.. باسم مكافحة الإرهاب، يجعل النظام المشكلة أسوأ بكثير". ويضيفان أن "الانقلاب" يحفز الجماعة على تقوية ارتباطها ب"أولاد عمها الإرهابيين"، في إشارة إلى تنظيم حماس في غزة، وأنشطة إرهابية في ليبيا وبقية شمال أفريقيا. ويرى المقال أنه رغم تراجع شعبية جماعة الإخوان المسلمين بسبب الفشل في إحراز تقدم على مستوى الاقتصاد والنزوع الاستبدادي والإقصاء، "لكنه من الواضح أن ملايين من المصريين يؤيدونها". ويقول إن جماعة الإخوان تتفاخر بالتسلسل الهرمي والانضباط - وحتى الآن لم تدع أعضاءها لحمل السلاح، "لكن هذا يمكن أن يتغير مع مزيد من تجريم الحكومة لها وحرمانها من طرق تعبير لأعضائها الذين يرغبون في بناء رؤيتهم لمجتمع إسلامي، والذين قد يحملون السلاح بسبب إحباطهم من العمل السياسي، وحيث يشكل دفع الإسلاميين إلى التطرف تهديدا باحتمال انضمامهم للجهاد العالمي". ويضيف المقال أن سجن قادة الجماعة وقمعهم سيضعف الالتزام التنظيمي، وربما يتحول الأعضاء القاعديون إلى العمل بموجب إحباطهم ورغبتهم في الانتقام لمن قتل من زملائهم، أو لانضمام محتمل "بعشرات الآلاف" لصفوف جماعات إرهابية موجودة بالفعل. ويشير إلى أن الولاياتالمتحدة لا تحوز شعبية بين أنصار الإخوان، وأن كثيرين بينهم يعتقدون أنها دعمت مخططا لإسقاط مرسي، وأنهم قد يوجهون غضبهم نحو أهداف أمريكية. ويضيف أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها منع دفع الجماعة نحو التطرف، لكن يمكنها السعي نحو تقليص آثار ذلك على أمنها. ويرى المقال - الذي يأتي ضمن دراسة لمركز "بروكنجز" ستصدر بعد أسبوعين تهدف "لمد البيت الأبيض الأمريكي بتحليلات سياسية من منظور مغاير"- أن الخطوة الأولى التي يجب على المسؤولين الأمريكيين اتخاذها هي أن "يبينوا للجيش في مصر أن تحول جماعة الإخوان للعنف ليس حتميا، وأن يستمروا في التواصل مع الساسة وقادة الرأي الإسلاميين الملتزمين بالسلمية بمن في ذلك قادة الجماعة في مصر وسائر العالم الإسلامي وتوضيح رغبة أمريكا في التعامل مع الإسلاميين الذين يتبنون مبادئ الديمقراطية". ويقول إنه على الولاياتالمتحدة تأكيد دعم مواجهة الجيش المصري للإرهاب، المتآمر على مصالح ومواطني أمريكا وأمن إسرائيل، وفي نفس الوقت تأكيد أن واشنطن لا ترى كل الإسلاميين إرهابيين. ويختم الكاتبان المقال قائلين " ربما لايشعر الملايين من المصريين الذين يؤيدون الإخوان، دون وسائل سلمية للمشاركة في صياغة مستقبل بلدهم، بأي نصيب في الحفاظ على هذا المستقبل، وربما يسعى بعضهم بدلا من ذلك إلى تدميره". رابط المقال الكامل على موقع صحيفة "الواشنطن بوست" بتاريخ 10 يناير 2014