كتب "دانيل بينجامين" و"ستيفن سايمون" من واشنطن أن النزاع المحتدم في مصر بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين سيتجاوز أثره الحدود المصرية، مع تزايد العنف وتعميق تطرف الإسلاميين، مفاقما من النشاط الإرهابي في شمال أفريقيا ومفجرا موجة جديدة من الهجمات ضد أهداف غربية. وفي مقال مشترك لهما على موقع صحيفة "النيويورك تايمز"، أضاف الكاتبان، بينجامين –منسق مكافحة الإرهاب السابق بوزارة الخارجية الامريكية، وسايمون – المدير السابق للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الامريكي- أن قمع الإسلاميين كان مرحلة أساسية في صعود الحركة الجهادية المعاصرة في السبعينيات، وظهور حركات أكثر تطرفا من جماعة الإخوان مثل تنظيمي "التكفير والهجرة" و"الجهاد" الذي مد تنظيم القاعدة بالعديد من القادة بمن فيهم أيمن الظواهري. ويرى الكاتبان أن الوضع في مصر ربما يسير إلى الأسوأ وأن الجيش على دراية بذلك، "على الرغم من خداع البعض لأنفسهم بأن درجة كافية من القمع ستؤدي للخضوع". ويقولان إن "الهجوم على الجماعة خطأ قاتل، والقمع المقترن بالإقصاء السياسي سيقود إلى التطرف". ويضيف الكاتبان أن خبراء يربطون بين الوضع في مصر حاليا والجزائر في التسعينيات، حين أبطل الجيش هناك نتيجة انتخابات كانت ستصل بالإسلاميين للسلطة، مفجرا حربا قتل فيها نحو 200 ألف شخص، ويقولان إن العواقب الإقليمية للنزاع المصري الحالي يمكن لها أن تكون أسوأ. ويقول الكاتبان إن على الحكومات الغربية توقع احتمال أن تنتج دائرة جديدة من العنف مزيدا من الإرهابيين المستهدفين لأمريكا والغرب، وإن الإسلاميين –بحق أو بدون حق- يرون أن الولاياتالمتحدة تدعم الوضع الحالي إن لم تكن من خطط له. ويضيفان أن أمريكا ليس لديها خيارات جيدة في الوقت الحاضر، ولا يمكنها مواجهة الجيش إلا مع احتمال فقدان المزيد من النفوذ. ويقولان إن هناك فرصة ضئيلة لإقناع قوى أخرى مثل روسيا والصين ، التي تخشى كلتاهما التطرف الإسلامي ، بتوجيه رسالة مشابهة لمصر. ويرى الكاتبان أن على أمريكا أن تبذل قصارى جهدها لضمان أن "الذين يتذكرون من خارج مصر دورة القمع والتطرف التي مهدت الطريق إلى 11 سبتمبر سيقومون بتذكير من بداخل مصر الذين يبدون مصممين على نسيان ذلك". رابط المقال الكامل على موقع صحيفة "النيويورك تايمز" بتاريخ 6 يناير 2014