هل تعلو اجراس الكنائس علي صوت التفجيرات؟ تستعد الكنائس القبطية فى مصر لاحتفالات عيد الميلاد المجيد اليوم بفرض أجراءات أمنية مشددة ولعلها الأولي فى تاريخها بعدم السماح للسيارات بالدخول لساحة الكاتدرائية المرقسية وبعض الكنائس الكبري بالقاهرة تحسباً "للسيارات المفخخة" وخوفاً من وقوع أى أعمال إرهابية، فقررت الكنيسة الإنجيلية انتهاء قداسات الصلاة ليلة العيد فى التاسعة مساءً وإغلاق الكنائس فى العاشرة أمام أى شخص يحاول الدخول، فيما أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية منع دخول أى سيارات أو توقفها بجوار أسوار الكنائس لدواعٍ أمنية مشددة على أن المنع سيطبق على الكل سواء كهنة أو أفرادا عاديين ولا توجد أى استثناءات فى هذا الأمر. كان قد سقط أول شهيد قبطي فى السنة الميلادية الجديدة بأحداث العنف التى قام بها أنصار جماعة الإخوان أمام كنيسة مار جرجس بعين شمس أثناء الاحتفال الكنسي بعيد رأس السنة . خطة أمنية من ناحيتها كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى بوزارة الداخلية عن تفاصيل الخطة النهائية التى وضعتها الأجهزة الأمنية بالوزارة استعداداً لعيد الميلاد، وقد اتخذت كافة الإجراءات التأمينية تجاه الكنائس ودور العبادة ونطاقاتها بهدف العمل على الحفاظ على الأمن والنظام والتصدى لأى محاولات للخروج عن القانون والاعتداء على منشأة من دور العبادة خلال احتفالات الإخوة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد. أكدت المصادر أن الخطة شددت على ضرورة التأمين على الكنائس ورفع درجة التأمين إلى الحالة "ج" وهى الحالة القصوى فى التأمين وذلك عقب أحداث تفجيرات مديرية أمن الدقهلية الأخيرة، وشددت على منع كافة أجازات الضباط ورجال الشرطة ووضع قوات إضافية لتشديد عملية تأمين الكنائس بالإضافة إلى تكثيف الدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة فى نطاق الكنائس ودور العبادة، والعمل على الانتشار فى محيطها بصورة مكثفة للعمل على رصد أى محاولة للخروج على القانون والتصدى لأى أعمال عدائية قبل وقوعها. خطه امنيه محكمه أشارت المصادر إلى أن قيادات وزارة الداخلية ركزت على وضع التصور النهائى للخطة الأمنية لتأمين الكنائس على وضع كافة السيناريوهات المتوقع حدوثها فى تلك الاحتفالات ووضع كافة البدائل التى تساعد الأجهزة الأمنية فى إحباط أى أعمال شغب أو عنف فى محيط الكنائس ودور العبادة. تشمل الخطة نشر قوات الحماية المدنية وخبراء المفرقعات والكلاب البوليسية فى كافة نطاقات دور العبادة للكشف عن وجود أى مفرقعات بالإضافة إلى تزويد تلك الكنائس ودور العبادة بكاميرات مراقبة عالية الجودة تسمح بتصوير محيط الكنائس بصورة واضحة واستخدامها فى مراقبة الميادين والشوارع من خلال زيادة عدد الكاميرات لمتابعة الحالة الأمنية بتلك الميادين. وكان البابا تواضروس قد هنأ المصريين بمناسبة العام الميلادي الجديد متمنياً أن يكون عام السلام والخير لمصر وشعبها. و قال :"نصلي من أجل هدوء البلاد وقيامها من هذه الكبوة وأيضا نصلي من أجل انطلاق مصر نحو الخير والسلام . وأكد الأنبا باخوميوس خلال زيارته لكنيسة الشهيد مارى جرجس بكفر الدوار فى إطار الاحتفالات بأعياد الميلاد على ضرورة الالتزام التام بتعليمات الكنيسة والخاصة بالاجراءات الامنية تيسيراً على قوات الامن المتواجدة لتأمين الكنائس. وتمنى باخوميوس أن يكون العام الجديد خاليا من الصراعات والعنف من أجل تحقيق طموحات الشعب المصرى بكافة أطيافه. وقال الانبا مكاريوس اسقف عام المنيا أن قوات الأمن قامت ببذل جهد غيرعادي لتأمين كنائس المنيا أثناء احتفالات السنة الميلادية الجديدة متمنياً لهم التوفيق والنجاح فى تأمين الكنائس فى أحتفالات عيد الميلاد. كما وجه الانبا مكاريوس كلمة للشعب القبطي فى المنيا بالحيطة والحذر واتباع كافة الأجراءات الأمنية لضمان سلامتهم وأمنهم . قال القس إكرام لمعى رئيس سنودس النيل الإنجيلى إن قرار الكنائس الإنجيلية بانتهاء برنامج الصلاة الخاص بها فى التاسعة مساءً يأتى من أجل منح الفرصة للأمن للتفرغ لتأمين باقى المنشآت الحيوية الأخرى وأيضاً نظراً للظروف التى تمر بها البلاد ومحاولة الإرهاب الأسود لضرب مصر. قال القس داود ابراهيم راعي كنيسة الوراق أن المشاعر الطيبة التي يحملها الاخوة المسلمون للاقباط فى نزولهم من منازلهم لحماية الكنائس خير دليل على وحدة الوطن، فكما قال سيدنا البابا شنودة ان مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا وهي طبيعة وجدانية عند كل المصريين . أضاف "إبراهيم" أن مصر مرت بازمات عديدة قديماً والأن وكان المنتصر دائماً هو شعب مصر بفضل وحدانية القلب التى يتمتع بها المصريين . استهداف المصريين قال عماد جاد نائب رئيس مركز الاهرام للدراسات السياسية :ان المشهد القبطي جزء من المشهد المصري مضيفاً بان استهداف المسيحيين جزء من استهداف المصريين وهناك نظرة انتقامية من الاسلاميين المتشددين تجاه الأقباط لان الكنيسة دعمت خريطة الطريق في 3 يوليو. فيما اوضح المفكر القبطي مجدي نجيب إن الحقيقة الواضحة أن كل الشعوب فى كل دول العالم أدمنت الإرهاب وأصبحت تشعر أنها لا تستطيع أن تعيش بدونه، مضيفا أن الجميع يختلف مع الإرهاب ولكنهم لا يفعلون شيئا ويظلون صامتين مغيبين إلى أن تدركهم وتطولهم يد الإرهاب الأسود . أضاف "نجيب" أن الأوطان تتفكك وتتشتت ويسحق فى النهاية المواطن البسيط موضحاً أن كل يوم جمعة يسقط العديد من الضحايا والشرطة تواجه الإرهاب والجيش فى حالة حرب ومواجهة مع هذه العناصر الإجرامية الإرهابية ومع ذلك نجد فى الإعلام بعض الأفراد يتحدثون بمنتهى السفالة عن العسكر وعودة النظام القمعى فى البلاد وإستخدام الشرطة للوسائل القمعية للبطش بالأبرياء على حد زعمهم مؤكداً على أن هؤلاء قلة فاشلة ومجرمة وعملاء وخونة .. إلا أن الجميع يصمتون ويتركونهم يهلون علينا فى الإعلام والصحف وعبر حركات سياسية دون أن يحركوا ساكنا.