"طبعاً هدي صوتي بنعم لهذا الدستور"، هكذا أجاب الدكتور بطرس بطرس غالي، أمين عام الأممالمتحدة الأسبق، معتبراً دستور 2014، خطوة للأمام لتغيير المفاهيم لدي الشعب المصري، مستشهداً بمادة "المساواة بين الرجل والمرأة" بأنها الخطوة الأولى للتقدم. وأضاف غالي خلال لقاءه ببرنامج "أجرأ الكلام" على قناة القاهرة والناس مساء أمس الأحد، :"التغيير من نظام شمولي إخوانجي إلى نظام آخر، وإستمرار التظاهرات، دليل على عدم إستقرار البلاد"، مشيراً إلى أن صورة مصر اختلفت اليوم، مما كانت عليه من 4 سنوات". وقال :"كان لابد من التخلص من تلك المجموعة - الإخوان - لأنها لا تعترف بمصر وتؤمن بإمبراطورية عثمانية جديدة غير واقعية" ، مضيفاً "ولكنها ستلعب دوراً قيادياً مرة أخرى مستقبلاً ، ولكنها في حاجة إلى قائد وإستقرار والتغلب على المشاكل الجوهرية بها." ورفض أمين عام الأممالمتحدة الأسبق، التعليق عما إذا كان السيسي سيكون هو القائد الذي تحتاجه مصر أم لا، مؤكداً أنه ينتمى ل"الأغلبية" التي ترى ذلك، ولكن الأهم هو إرادة الشعب، حسب قوله . وعن رأيه حول من هو اللاعب الحالي في المنطقة، أجاب :"أمريكا هي اللاعب الوحيد، وعلى مدى 20 سنة قادمة"، مختلفاً مع الرأي الذي يؤيد أن أمريكا أو غيرها من الدول الأجنبية هي من كانت وراء ما يجري بالعالم العربي منذ قيام الثورات الملونة، قائلاً :"بالطبع التيارات الأجنبية تلعب دوراً ولكنه ثانوياً بجانب الدور الرئيسي للشعوب العربية، متسائلاً : لماذا نتهم العالم الأجنبي؟. وتحدث "غالي" حول ما اذا كان نظام العولمة هو المتحكم والمسيطر على العالم الآن، قائلاً :"إننا سنضطر للعمل في ظلها ولن نفر منه، وسيترتب عليها سلطات جديدة ولابد أن نستعد لها ونتفادى أضرارها". وإعترض "غالي"على محاولة المقارنة بين مصر في عهد الحكم الملكي ومصر في عهد الحكم الحالى منذ 1952، معتبراً أن مصر 20 مليون نسمة، تختلف عن مصر 95 مليون نسمة . وعن فكرته بشأن الولاياتالمتحدة العربية التي إقترحها في الخمسينات، أوضح "غالي" أن الجامعة العربية كانت الخطوة الأولى لتنقلب إلى ولايات متحدة عربية على غرار أوروبا، معترفاً بأن حتى أوروبا نفسها فشلت رغم منظماتها الكبرى. وأوضح أن سبب فشل الفكرة هو عدم وجود حد أدني من التعاون بين الدول العربية، حيث يرى غالي أن الفترة القادمة تحتاج إلى حكم جديد بعيد عن البشوات والعسكرية، وهي العولمة، مشدداً على مدى تأثيرها على المفاهيم وإدارة الدولة، معتبراً أن مصر فقدت الكثير من أهميتها. وعن الإتهامات التي وُجهت لإتفاقية كامب ديفيد، وصفها بأنها الإنتصار الأكبر الذي عاصره كلمة كلمة - حسب وصفه - ، مختصراً رده في جملة "سهل الإنتقاد لكل الإتفاقيات"، ولكن العبرة بنتائجها."