يُعرَف الرجل "ألرصين" فى اللغة بانه ذلك الثابت المتزن العاقل الذى يُعتَمد عليه فى اللحظات الحرجة والمواقف التاريخية ، ونظراً لان مصر تمر بمراحل تاريخية وحرجة منذ سقوط نظام مبارك الذى انتج نخبة وقوى سياسية تعودوا ان يقفوا مع "الرصين" اياً كانت امكانياته او نيته ، الا انهم تعودوا ان يَضِلوا ويُضَللوا الشعب معهم فقد جاءت 30 يونيو لتنتج قائداً عسكرياً اخبرنا هو واخبرونا هم انه ذلك الرجل "ألرصين" الذى سينقذ مركب الوطن من الغرق وينتشلها من هوة "ألحرب الاهلية" ويرينا –حسب وعده الشهير المؤجل- مصر بكرة . بعد خروج الملايين فى 30 يونيو قررت النخبة ان تتجاهل كواليس 3 يوليو مبررين ذلك بانهم يريدون ان يعبروا لبر الامان بهذا الوطن ، واتفق معها قطاع كبير من الشعب فى ضرورة نسيان تفاصيل ما حدث والوقوف مع "الرصين" حتى نعبر ازمتنا وننقذ وطننا. كتبنا فى هذه الزاوية ان الامر ليس بهذة السهولة ، ذلك ان الازمات السياسية لن تحل حلاً امنياً اياً كانت امكانيات المنظومة الامنية فى اى بلد فضلاً عن شكل وطبيعة وثقافة وبيئة المنظومة الامنية فى بلدنا تحديداً. لم يسمعنا الكثير بينما تراجع البعض للخلف مراقبين ومتابعين الموقف احساساً منهم بخطر التمادي فى هذا الطريق الوعر الذى لم يكن بكل هذه الوردية التى ظهرت فى وعود الرجل "الرصين". نادينا بضرورة ايجاد حل والبحث عن مصالحة حقيقية والخروج من حالة الاستقطاب الحاد والقاتل فوجدنا المزيد من التفرقة ونحن شعب وهما شعب ، وبالطبع تصدر هواة الوقوف مع "الرصين" هذه التوجهات واخبرونا ان الامر لن يلبس ان ينتهى باقرار بعض القوانين التى ستقضى على الازمة ، كل ذلك والرجل "الرصين" بدا مفلساً من كل شئ اللهم الا مزيداً من الجمل التى بدأت "مبهرة" واضحت "مضحكة" وعينين بنيتين عسليتين لا نرى منهما اى نور الا "لانسيس" رباني ، مع الاعتذار للفنان الكبير محمد هنيدي . استمعت حكومة سي "الببلاوي" لاراء هواة الوقوف مع "الرصين" واقرت قانون التظاهر فاكتسبت عداء القطاع الذى كان يترقب المشهد من بعيد دون تدخل بالاضافة للقطاع المعادي لها منذ البداية ، وهكذا تكون ممارسات الحكومات الغبية الفاشلة التى بدلاً من ان تحتوي اكبر قدر من المعارضين تخسر بعض المؤيدين ، تماماً كما فعلت حكومة "الاخوان" التى خسرت مؤيديها مجاناً ابان حكمها فخرج عليها الناس ليس وقوفاً مع "ألرصين" بقدر ما كان فشلاً ممن يحكمون فى احتواء المعارضين والحفاظ على المؤيدين ، كل ذلك والرجل "الرصين" لا يزال مفلساً الا ان هذه المرة فقد حتى الجمل الرنانة والنظرات العاطفية والعينين الجميلتين .! الان ونحن مقبلون على نصف عام من التوتر والاستقطاب والدم والقتل والعداء والانهيار الاقتصادي والفشل السياسي والامني ، وحبس وقتل طبيب ومهندس ومعلم ومخترع المستقبل ، وعام جامعى دون دراسة هل لنا ان نسأل هواة الوقوف مع "الرصين" ماذا بعد ؟ وماهى حلولكم العبقرية ؟ والى متى ستسمر تلك الاحوال المزرية على كل الاصعدة ؟ ظني انهم مفلسون ايضاً وهذا عهدنا بهم ، ويقيني ان "الرصين" يحتاج الآآآآآن ان يسمع الى غير هولاء ليخرج من حالة الصمت والافلاس التى يعانيها الآن ، وعليه ان يعلم يقيناً ان هواة الوقوف مع "الرصين" لم يقفوا بجوار احداً ويسمع منهم الا وفقد "رصانته" قبل حصانته ومنصبة ! فهل سيسمع لنا "الرجل الرصين" ؟! ... ننتظر .