انطلقت من مختلف الميادين الكبرى بالمحافظات عقب صلاة الجمعة مسيرات "جمعة الإرادة الشعبية" بمشاركة قوى سياسية، خاصة الجماعات الإسلامية والسلفيين، فيما تباينت أعداد المشاركين، فى الوقت الذى خيم فيه الهدوء على عدد من المحافظات الأخرى. ففى محافظة السويس، تظاهر ما يقرب من ثلاثة آلاف من أعضاء جماعات الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعة الإسلامية فقط بميدان الأربعين، فى ظل غياب كامل لجميع الأحزاب والقوى السياسية بالمحافظة. ورفع المتظاهرون لافتات مكتوبًا عليها "لا للتدخل الخارجى فى شئون البلاد" و"القصاص لدماء الشهداء"، وواصل أعضاء الجماعة السلفية إصرارهم على توزيع بياناتهم التى قاموا بالبدء فى توزيعها منذ عدة أيام داخل المحافظة والتى تسببت فى تراجع عدد من الأحزاب عن المشاركة فى مظاهرة اليوم. وصرح المهندس أحمد محمود رئيس حزب الحرية والعدالة بالمحافظة بأن المشاركين جاءوا إلى الميدان تعبيرا عن التوافق الوطنى بين جميع الفصائل، وأن الوقت فقط هو الذى لم يسمح بوجود اتفاق كامل بين الأحزاب الليبرالية فى السويس وباقى المشاركين فى مظاهرات اليوم. وفى سياق متصل، قامت عدد من القيادات الدينية بالجماعة الإسلامية بجلب مواطنين من داخل عدة مساجد بعد الانتهاء من الصلاة، خاصة الأحياء والمناطق العشوائية، فى حين اختفت أغلب الوجوه المشاركة فى المظاهرات بالميدان خلال الأسابيع الماضية. وفى محافظة دمياط، نظم المئات وقفة احتجاجية عقب صلاة لجمعة أمام ديوان عام المحافظة، مؤكدين تضامنهم مع مطالب شباب التحرير، كما طالب المتظاهرون بضرورة الإسراع بنقل مصنع موبكو من دمياط. وفى محافظة القليوبية، شهدت بعض الميادين العامة تجمعات للمتظاهرين الذين تجمعوا بعد خروجهم من المساجد عقب صلاة الجمعة للمشاركة فى "جمعة توحيد الصف". وطالب المتظاهرون بتنفيذ وتحقيق مطالب الثورة، ووضع آلية محددة وعاجلة لتنفيذها وتطهير البلاد من الفاسدين، كما طالبوا بضرورة عودة الاستقرار من أجل بناء مستقبل مصر السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وتوحيد الصف بين جميع القوى السياسية ومعاونة المجلس العسكرى والحكومة للقيام بمهامهما تجاه البلاد، وعدم إعطاء الفرصة للوقيعة بين الشعب والجيش. كما أعلنت القوى السياسية والحزبية بالمحافظة مشاركتها بمظاهرات ميدان التحرير، حيث قامت مجموعة من السيارات والأتوبيسات بنقل المتظاهرين إلى ميدان التحرير لمشاركة زملائهم فى الميدان. وعلى صعيد ذى صلة، كثفت مديرية أمن القليوبية من وجودها أمام مبنى مديرية الأمن وديوان محافظة القليوبية والمنشآت العامة والمصالح الحكومية وأقسام الشرطة بالمحافظة، تحسبًا لقيام بعض الخارجين على القانون بأعمال تخريبية وبلطجة مستغلين وجودهم من خلال المظاهرات. وفى محافظة المنوفية، شهدت جميع مدن المحافظة هدوءا وخلت الميادين والشوارع الرئيسية من المتظاهرين بعد أن سارع الشباب ومختلف القوى السياسية إلى ميدان التحرير للمشاركة فى جمعة "لم الشمل" كعادتهم فى المليونيات السابقة. وكانت جماعة 6 أبريل قد أرسلت رسائل قصيرة عبر الهواتف المحمولة تقول "نحن بانتظاركم فى الميدان"، وذلك لحشد الجميع للمشاركة فى المليونية بالتحرير، كما خلت المحافظة من الوجود الأمنى ودوريات الشرطة، وانتظمت حركة البيع والشراء فى الشارع التجارى بشبين الكوم، حيث شهدت معارض شهر رمضان بالمدينة إقبالا وزحاما من المواطنين استعدادا للشهر الفضيل. وفى محافظة الشرقية، خرج أكثر من عشرة آلاف مواطن أغلبهم من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والسلفيين، فى مظاهرة سلمية بشوارع مدينة الزقازيق، وقد تعالت هتافات المتظاهرين لحث المواطنين فى المنازل على النزول للشارع والمشاركة معهم، وهو ما أدى لتزايد الأعداد المشاركة فى المسيرة بشكل كبير. وقد بدأت المظاهرة من أمام مسجد الفتح والمساجد القريبة من ديوان عام المحافظة، ثم تجمعت وتوجهت إلى منطقة القومية فمنشأة السادات وانتهت بشارع عبد العزيز على ووسط المدينة، حيث رفع المتظاهرون شعارات "جمعة الإرادة الشعبية" والتى تتضمن "لا للمبادئ فوق الدستورية"، "الشعب يريد استكمال أهداف الثورة"، "أوقفوا تدليل الرئيس المخلوع وأسرته"، "لن نسمح بعودة أمن الدولة المنحل"، ومرددين هتافات "الشعب يريد استقرار البلاد"، كما أقاموا منصة اعتلاها الدكتور أمير بسام المتحدث الإعلامى باسم الإخوان المسلمين بالشرقية. فيما التزم رجال القوات المسلحة أماكنهم واختفى رجال الشرطة نهائيًا من الشوارع وسارت المسيرة بشكل منظم ولم تحدث أى احتكاكات أو اشتباكات أو أعمال شغب. وفى محافظة قنا، خرج المئات من مختلفة القوى السياسية والتيارات الدينية عقب صلاة الجمعة فى مظاهرة بميدان الساعة وسط مدينة قنا، للتضامن والمشاركة فى جمعة (الإرادة الشعبية وتوحيد الصف) بميدان التحرير فى القاهرة، ولرفض الالتفاف حول الذى يدور حول المبادئ فوق الدستورية والاحتكام لنتيجة الاستفتاء الذى عقد فى شهر مارس الماضى. وطالب المتظاهرون بالإفراج والعفو عن السياسيين من السجون المصرية، والإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن من السجون الأمريكية وتوحيد الصفوف وتطهير مؤسسات الدولة من رموز النظام السابق، خاصة الإعلام، ومحاكمة رموز النظام السابق والقصاص للشهداء وتوفير كل الحماية لأسر الشهداء لما يتعرضون له من ضغوط. وردد المتظاهرون بالميدان العديد من الهتافات غلب عليها الطابع الإسلامى.