شهد ميدان التحرير أكبر حشد بشري لم يحدث منذ جمعة النصر في 18 فبراير 2011 ، حيث امتلأ عن آخره بالمتظاهرين لدرجة أصبحت فيه الحركة شديدة الصعوبة.. وتدفقت مسيرات بمئات الآلاف من ضواحي القاهرة المختلفة مطالبة بالقصاص للشهداء وسقوط حكم العسكر. وخلت الشوارع تمامًا من أي اعتراض أو مضايقة للمتظاهرين، حيث غابت قوات الجيش والشرطة عن المشهد، واكتفت بحراسة المنشآت الهامة. ورحب المتظاهرون المتواجدون بميدان التحرير بحمدين صباحي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، مطالبينه بضرورة جلب حق الشهداء، وعدم التفريط في دمائهم، والقصاص من قتلتهم، وعدم نسيان دمائهم الغالية، وهو الأمر الذي قابله صباحي بترحاب شديد، ووعد المتظاهرين ببذل قصارى جهده من أجل عودة حقوق هؤلاء الشهداء والقصاص من قتلتهم. ودخل صباحي ميدان التحرير من ناحية شارع طلعت حرب، الذي أقام المتظاهرون على مدخله حواجز؛ تحسبًا لأي طوارئ، ومنعوا دخول أي فرد من خلال المدخل، باستثناء صباحي، تعبيرًا عن تقديرهم له ووصلت مسيرة اتحاد طلاب جامعة القاهرة، مرددة هتافات منددة بسياسات المجلس العسكرى. كما انطلقت مسيرة ضمت مئات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بجامعة عين شمس فى اتجاهها إلى ميدان التحرير للمشاركة فى الذكرى الأولى لثورة 25 يناير حاملين شعار،"وحياة دمك يا شهيد.. ثورة تانى من جديد"، ومرددين هتافات تطالب بتسليم السلطة إلى المدنيين ومحاكمة قتلة المتظاهرين، وكذلك سرعة محاكمة رموز النظام السابق. كما انطلقت مسيرة حاشدة شارك فيها حوالى 3 آلاف طالب بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، وعدد من شباب الائتلافات الشبابية الثورية إلى ميدان التحرير، للمطالبة باستكمال أهداف الثورة.
وتتوزع المنصات فى أرجاء الميدان ممثلة لكل القوى الوطنية، فيما تستمر أعداد المتظاهرين فى التزايد بصورة كبيرة، ظهرت فى الزحام الشديد على كل مداخله وصعوبة الحركة داخله نتيجة كثافة الأعداد الممثلة لكل شرائح الشعب المصرى وطوائفه.