الصين والهند تتقاسمان القمر والمريخ

أعلنت الصين عن إطلاق أول مركب فضائي في تاريخها إلى القمر. حال نجاح هذا المشروع ستصبح الصين دولة ثالثة في العالم أخذت عينات التراب القمري ودرست سطح هذا الجسم الفضائي الدائر حول الأرض. تزامنت هذه المرحلة الجديدة لاستكشاف الفضاء من قبل الصين مع علامة تاريخية في تطوير القطاع الفضائي الهندي وهو إطلاق مسبار لدراسة المريخ. يعمل التنافس المتزايد بين بيكين ودلهي على تنقل السباق وراء استكشاف الفضاء إلى آسيا وقد يؤدي إلى إعادة تقسيم سوق التقنيات والخدمات الفضائية، السوق المتميزة بسعتها الفلكية المقاسة بمليارات من الدولارات.
أطلقت الصين صاروخها الذي يحمل عربة ذاتية الحركة بعد مرور ست سنوات على قيامها بخطوتها الأولى في استكشاف القمر عام 2007 حينما أوصلت إلى مدار حوله مركبا مخصصا لإجراء تصوير سطحه. يتوقع الخبراء أن إرسال رائد فضاء صيني إلى القمر سيكون مرحلة تتلو إطلاق العربة الذاتية الحركة وستحل برأيهم بعد عام 2020. اعتبرت الصين إطلاق هذه العربة برهانا آخر على تحول الصين إلى دولة عالمية قادرة على مزاحمة الولايات المتحدة ليس في الاقتصاد والتجارة فحسب بل في القطاع الفضائي أيضا.
صرح مدير مركز الإطلاق تشجان تشجين تشجون بأن "هذا الخرق إلى الفضاء سيصبح جزء من الحلم الصيني بالانبعاث القومي". وذلك علما بأن فكرة "الحلم الصيني العظيم" أصبحت فكرة أساسية في برنامج القيادة الصينية الجديدة برئاسة شي جينبينغ. وظفت الصين أموالا هائلة في قطاع استكشاف الفضاء خلال العقدين الماضيين مما مكنها من شغل تلك المرتبة الثالثة في السباق الفضائي العالمي.
تزامنت أخبار إطلاق الصاروخ الصيني الأخير عمليا مع نبأ مشروع فضائي طامح آخر يتحقق في آسيا حيث غادر المسبار الذي أطلقته الهند لدراسة سطح المريخ مداره حول الأرض إلى خط سيره إلى الكوكب الأحمر. عليه أن يقطع 680 مليون كيلومتر ويصل إلى المدار حول المريخ في سبتمبر/أيلول المقبل. حال نجاح هذه البعثة ستصبح الهند أول دولة آسيوية تنضم إلى نادي استكشاف المريخ العالمي إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا والوكالة الفضائية الأوروبية. من الجدير بالذكر أن الصين حاولت تحقيق مشروع مماثل عام 2011 إلا أنها فشلت في ذلك. وبرأي الخبراء فإنه ورغم عدم وجود صلة مباشرة بين "بعثة القمر" الصينية "وبعثة المريخ" الهندية من الضروري النظر إليهما في واقع عام لاشتداد التنافس بين الدولتين الآسيويتين الرائدتين الذي يتطرق إلى قطاع الفضاء أكثر فأكثر أيضا.