اعتبر تسيفي مازئيل محلل الشئون العربية في مقالته بصحيفة "جيروزاليم بوست" أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي ظهر ك"زعيم قوي"، عازم على تنفيذ خارطة الطريق دون رادع من قبل أولئك الذين يسعون إلى إيذاء مصر. وقال مازئيل، أن السيسي أكد في جميع خطاباته أنه سيحمي استقلال بلاده وسيعمل على إقامة نظام ديمقراطي خال من التطرف الديني، وصرح للصحافة الأجنبية، بأنه يريد الحفاظ على العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، ولا يفهم لماذا تُدير واشنطن ظهرها للبلد الذي كان حليفًا مخلصًا لعقود، في نفس الوقت، قال إنه ليس خائفًا من الوقوف في وجه الضغوط الأمريكية، أو من دعم تركيا للإخوان. وحول التحالف الروسي المصري، وشراء مصر أسلحة من روسيا، وإلماحها إلى أنها ستمضي قدمًا في خطتها لبناء محطة نووية، قال مازئيل إن روسيا أعربت سعادتها لتقديم المساعدة، وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية نبيل فهمي مرارًا وتكرارًا إن مصر تريد توثيق العلاقات مع الغرب. وأضاف مازئيل أن المصريين هم حلفاء طبيعيون للغرب، فهم يحتاجون التكنولوجيا الغربية والاستثمارات الغربية لتطوير الاقتصاد المصري المتدهور. وعلى الجانب الآخر، قالت الصحيفة إن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة، فهناك ثلاثة اختبارات انتخابية مقبلة، وهى التصديق على الدستور والانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية. وتساءلت، عن مدى استعداد الأحزاب السياسية للانتخابات؟ وهل ستجد الأحزاب العلمانية وغير الإسلامية أرضية مشتركة لتشكيل جبهة موحدة للإسلاميين؟ مُضيفة أن هناك تقارير تفيد بأن الأحزاب غير الإسلامية الرئيسية الثلاثة "الليبراليين والناصريين واليسار" تدرس إمكانية ترشحهم على نفس القائمة، ولكن لا شيء مؤكد حتى الآن. ولفتت إلى الحركات الشبابية التي كان لهم دور فعال في مصر مثل "السادس من أبريل" وحركة "تمرد" بأنهم لم يتخذوا بعد موقفًا، ومن المؤكد أن جميعهم ينتظرون لمعرفة قرار السيسي، هل سيدخل الملعب ويعلن ترشحه للرئاسة، أم أنه سيدفع بمرشح آخر؟ ومن المقابلات التي قام بها مؤخرًا نفترض أنه لم يتخذ قراره. وانتقلت الصحيفة، إلى مشكلة تعوق بشكل خطير العملية الانتخابية وهي الأمن؛ حيث إن هناك هجمات إرهابية تجبر النظام على استعادة حالة الطوارئ، ثم قالت إن الاختبار النهائي للنظام سيكون الاقتصاد، ففي الوقت الحالي، قررت الحكومة عدم تقليص الإعانات الممنوحة لمعظم السلع الأساسية بفضل التدفقات النقدية السخية التي تحصل عليها من المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، مشيرة إلى أن هناك حاجة لإجراء إصلاحات مؤلمة لجعل الاقتصاد أكثر كفاءة من أجل رأب الصدع مع المؤسسات المالية الدولية. وأكدت أنه في حين تكافح مصر في مسارها الجديد من أجل مزيد من الديمقراطية والحرية، إلا أن الغرب لا يزال يتعامل مع الأمر بريبة بدلاً من مساعدتها.