دخلت الحكومة الليبية في أزمة حادة بين وزير خارجيتها عاشور بن خيال ومصطفى عبد الجليل بسبب مطالبة الثاني تعيين 50 سفيرا ليبيا بالخارج دون الرجوع إلى وزير الخارجية.. وقال عاشور بن خيال وزير خارجية الحكومة الانتقالية الليبية التي يترأسها الدكتور عبد الرحيم الكيب، إنه هدد مؤخرًا بالاستقالة من منصبه على خلفية رفضه محاولات تستهدف التدخل في صميم عمله. وقالت مصادر ليبية المستوى في تصريحات صحفية إن بن خيال يتعرض لضغوط عنيفة من رئيس وأعضاء المجلس الوطني الانتقالي بهدف تعيين بعض المقربين منهم في مناصب سفراء جدد ورؤساء لبعثات دبلوماسية لليبيا في الخارج، مشيرة إلى أن بن خيال رفض قبل أيام فقط الموافقة على قائمة تضم خمسين مرشحا تسلمها من مكتب المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي. وأكدت المصادر أن بن خيال رد في المقابل برفضه لأي محاولة لتكريس الوساطة والمحسوبيات في اختيار المرشحين لتمثيل ليبيا في الخارج، معتبرا أن هناك معايير معينة يجب الالتزام بها حفاظا على مصالح الشعب الليبي. وذكر موقع "ثورة ليبيا" "أن وزير الخارجية الليبي هدد بالتخلي عن عمله إذا استمرت محاولات التدخل في تعيين السفراء الليبيين بالخارج، مؤكدا أنها مسألة تخص فقط وزير الخارجية بحكم منصبه، ولا يجب أن تكون عرضة للتدخلات.. وكان بن خيال قد شكل لجنة خاصة لدراسة أوضاع السفارات والبعثات الدبلوماسية الليبية في الخارج تمهيدا لإقرار حركة تعيينات دبلوماسية تستهدف تطوير العمل في المرحلة المقبلة. جدير بالذكر أن بن خيال من مواليد مدينة درنة ، في شهر سبتمبر من العام 1939، ومن خريجي كلية التجارة والاقتصاد بالجامعة الليبية عام 1963، وقد عمل بديوان المحاسبة مدة عام واحد، ثم التحق بعدها بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية الليبية، وتقلد عدة مناصب بعدد من السفارات بالخارج.. في العام 1984 ترك عمله الوظيفي احتجاجا علي "جرائم" النظام السابق، وفي أعقاب إطلاق النار علي مظاهرة الطلبة الليبيين في لندن وسقوط الشرطية البريطانية. علما بأنه التحق بصفوف المعارضة الليبية في الخارج وشارك في العديد من اللقاءات والمشاورات التي أسفرت عن انعقاد المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية، وقد انتخب لرئاسة المؤتمر في دورتيه عامي 2005 و2008.