الشهداء لا يموتون فهم عند ربهم وفى قلوبنا أحياء ومع اقتراب ذكراهم الأولى أقام مركز الهناجر أول معرض فنى للشهيد الفنان زياد بكير.. ما بين الدهشة والألم استقبل الجمهور روائع زياد الفنية وبرق السؤال فى عيون الجميع: كيف استطاع ابن الحياة المنذور للموت فى عمره القصير ( 37 عامًا ) أن ينجز كل هذا الجمال؟ وبأى ذنب قتله القناص الكريه؟ استشهد زياد وهو يدافع عن المتحف المصرى.. هكذا صرح والده محمد صالح بكير، المستشار السياحى السابق لمصر فى ألمانيا، مضيفًا أنها كانت المرة الأولى التى ينزل فيها زياد للتظاهر، فحينما علم أن البلطجية اقتحموا المتحف المصرى جرى إلى التحرير لينضم للسياج البشرى الذى شكله الثوار لحماية المتحف، فابنى تربى فى بيت فيه أكثر من ثلاثة آلاف كتاب عن المصريات، وكان يعى أن المتحف هو شرف مصر وعرضها وكذلك فهو يحفظ عن ظهر قلب تاريخ كل أثر فى المتحف ويجيد قراءته لأنه كان يتقن ست لغات من بينها الهيروغليفية، بالإضافة للفرنسية والانجليزية والإسبانية والروسية والألمانية. وعن المعرض يقول والد الشهيد الفنان إن والدته الفنانة التشكيلية سوسن محمود فؤاء قامت بجهدٍ مضنٍ لإنجاز المعرض مع حلول ذكراه الأولى فى 28 يناير، فجمعت أعماله من حاسبه الشخصى ومن دار الأوبرا التى صمم لها زياد بوسترات لكثير من من حفلاتها، فهو كبير مصممى الجرافيك فى الأبرا وكان مشهورًا بقدرته على ترجمة الأعمال الموسيقية والفنية إلى صورة معبرة وخلاقة. واختتم الأب تصريحاته للمشهد قائلا: احذروا المؤامرة القادمة على المتحف المصرى فمن ارتكب الجريمة الأولى لن يتورعوا فى أن يكرروها ويلصقونها بالثوار النبلاء.. اثبتوا يا أبنائى فى الميدان ولا تكرروا خطأ 11 فبراير الذى سيحاسبنا عليه التاريخ .. اكملوا ما بدأتموه وحققوا أهداف الثورة. ويرقى ليليق بفنانة وأم لشهيد صرحت الفنانة التشكيلية سوسن محمود فؤاد؛ بأن زياد أقام معرضًا واحدًا قبل استشهاده وهذا هو معرضه الثانى الذى واجهته صعوبات عديدة إلى أن تم إنجازه، من بينها كثرة ما رسمه زياد وصعوبة تصنيفه، وبعض الأعمال كان بوسترات عُرضت بعد رحيله فى دار الأوبرا جمعتها معًا فى مقدمة المعرض. وأضافت: زياد مهندس ديكور ناجح لكن عقله وقلبه كانا معلقين بالأوبرا والموسيقى الكلاسيكية فأخذ أجازة وأنجز فيها الكثير ربما كان يشعر بأن الحياة لن تمهله طويلا، وفتح زياد الباب لأن تعرض الأوبرا فنون التصميمات الثابتة لذلك كرمته الأوبرا فى أكثر من ثلاث مناسبات وفى يوم 28 يناير القادم ستقدم كونسيرا للأوركسترا السيمفونى على شرف زياد وستكون صورته على بوستر الحفل.. ويعلق جون ميلاد أمين، التشكيلى والمخرج والناشط وصديق زياد بقوله: إن هذا المعرض رد على من يقولوا إن الثوار بلطجية فها هو واحد من البلطجية أروع مصور فوتوغرافيا فى مصر والمشرف على وحدة الجرافيك فى الأوبرا إصابه القناص برصاصة تحت كتفه وهذا معناه أنه أصيب وهو يرفع يده هاتفا وفى يوم 25 يناير سنحتفل بشهدائنا وبسقوط الكاذبين الذين أتاحوا لنا بغبائهم على مدى عام كامل ورش عمل فى التعامل معهم وكشفهم سينزل الثوار للميدان هذه المرة كمولود جديد ونقطة ومن أول السطر فنحن تغيرنا من داخلنا واكتشفنا أننا لا نخاف من الرصاص. وعن فكرة المعرض يقول طارق دويرى، المخرج المسرحى والناشط وصديق زياد والذى شارك معه فى العرض المسرحى ( بلاد أضيق من الحب ) لسعد الله ونوس: ولأن زياد فنان لن يتكرر كان يمكنه بوعيه أن يلخص أى عرض فنى فى كادر ويجعل أى شخص يراه يشم رائحة العرض ويتحفز لرؤيته، ففى بوسترات ( سيندريلا ) و ( كارمن ) و ( أوبرا عايدة ) و ( روميو وجوليت ) نجد صلب الحدوتة وحضورها فى المشهد كان رهيف الحس باللون والفراغ وكانت لوحاته ترقص وتغنى وتعزف الموسيقى.