انطلقت اليوم الثلاثاء بالعاصمة صنعاء أعمال الاجتماع الرابع للجنة التراث الإسلامي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" الذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام المنظمة بالتعاون مع وزارة الثقافة اليمنية ممثلة في الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية وأمانة العاصمة صنعاء بمشاركة عدد من الدول الأعضاء. وأعرب وزير الثقافة اليمني الدكتور عبدالله عوبل - في كلمته خلال افتتاح أعمال الاجتماع بمقر المركز الثقافي بصنعاء - عن تقديره لجهود مدير المنظمة الإسلامية الدكتور عبدالعزيز التويجري وكافة المسئولين فيها لتشريفهم اليمن باستضافة أعمال هذا الاجتماع في عاصمة الجمهورية اليمنية، معتبرا أن هذا ليس بغريب على مواقف المنظمة وقيادتها الداعمة لجهود اليمن في اللقاءات الدولية المختلفة. وأكد عوبل على أهمية هذا الاجتماع في وقت تشارف فيه اليمن على استكمال العملية السياسية والانتظار المرتقب لنتائج مؤتمر الحوار ولتحقيق حلم اليمنيين في الدولة والمواطنة وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان. وأشار الوزير إلى اليمن يختزن إرثا ثقافيا كبيرا وحمايته وفهرسته وترميمه وقبل كل شيء جمعة والتنقيب عنه شكل أولوية هامة للوزارة، معلنا عن ترشيح اليمن لمدن يمنية جديدة جديرة بإدخالها في قائمة التراث الإسلامي والعالمي. ومن جانبه أعرب الدكتور عبد العزيز صلاح سالم خبير الآثار المصري وممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" أهمية استضافة اليمن لهذا الاجتماع، مشيرا إلى أن وضعية التراث الثقافي في العالم الإسلامي، لاسيما المواقع والمعالم الأثرية والممتلكات الثقافية، مثيرة للقلق وذلك بسبب الأخطار الطبيعية والنزاعات المسلحة التي تؤدي إلى الأضرار البالغة التي تلحق بهذا التراث الإنساني. وأضاف أن "الوضعية التي يعيشها هذا التراث في الدول الأعضاء في قامة التراث العالمي باليونسكو تتسم بضعف لا يعكس القيمة الفعلية لهذا التراث الإنساني أو حجمه أو تنوعه، بالإضافة إلى تصاعد الاعتداءات المختلفة على التراث الحضاري في بعض الدول العربية الأعضاء وكذلك التحديات التي تواجه مقدساتنا الإسلامية والمتمثلة في الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محيط المسجد الأقصى. وأوضح أنه لكل هذه الاعتبارات أنشأت الإيسيسكو لجنة التراث في العالم الإسلامي تنفيذا لقرار المؤتمر الإسلامي الخامس لوزارة الثقافة في طرابلس ليبيا 2007م وهي آلية حكومية دولية تعمل على التنسيق والتعاون وتوحيد الجهود والتأكيد على أن التراث الحضاري في دول العالم الإسلامي لابد أن يحتل موقعا بارزا ومميزا في خريطة التراث العالمي. وأشار إلى أن الاجتماع سيخصص لفحص مشاريع المواقع الثقافية والطبيعية الواردة من الدول الأعضاء، وتسجيل عدد من المواقع الثقافية والطبيعية المستوفاة لشروط ومعايير التسجيل في قائمة التراث في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى دراسة واعتماد استمارة لتسجيل التراث اللامادي بهدف العمل على صيانة التراث الشفهي والفلكلور في دول العالم الإسلامي. وتستمر أعمال الجلسات النقاشية للاجتماع الرابع للجنة التراث في العالم الإسلامي ثلاثة أيام يتم خلالها مناقشة ملفات الترشح الواردة من الدول الأعضاء لتسجيل مواقعها في قائمة التراث الإسلامي وهي : ملفات "الدول الإفريقية" و"الدول العربية" و"الدول الآسيوية" الأعضاء في منظمة الإيسيسكو.