الحجاب هو لباس يستر جسد المرأة وهو أحد الفروض الواجبة على المرأة . بداية يجب أن نعرف أن الحجاب لغويا هو الساتر وحجب الشيئ أي ستره ، ودائما ما يقصد بالحجاب في المجتمعات الإسلامية غطاء الرأس. وإذا عدنا الى آراء علماء المسلمين، نجد أن بينهم إجماع على فرضية الحجاب على المراة التي بلغت سن التكليف، وهو السن الذي ترى فيه المرأة الحيض، على الرغم من اختلافهم على هيئته. ومن الأدلة القاطعة على أن الحجاب فرض ،الآيات القرآنية التي نزلت في الحجاب منها: قال الله تعالى: -يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا . سورة الأحزاب59 - وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. سورة النور31 كما قال نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في حديثه : يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار الى الوجه والكفين. رواه ابو داوود كما قال عليه الصلاة و السلام : لا يقبل الله صلاة حائض -من بلغت سن الحيض- إلا بخمار. و إذا عدنا بالتاريخ إلى الوراء لنعرف من اين بدأ الحجاب، نجد أن الحجاب كان له وجود في الشرائع الإبراهيمية القديمة وهناك نصوص في كتب العهد القديم و الأنجيل تفسيرها يدلل على وجود الحجاب فيمن كان قبلهم من الأمم. كذلك كانت نساء العرب قبل الإسلام يرتدين ما يشبه الحجاب أو النقاب الآن. فالزي الشرعي للمرأة اليهودية هو النقاب حتى الأنف فلا يظهر منها غير جزء من الأنف والعينين فقط. وهذا ثابت في التوراة فقد جاء في سفر التكوين في حديثه عن "رفقة " ما يلي: ورفعت رفقة عينها فرأت اسحاق فنزلت عن الجمل و قالت للعبد: من هذاالرجل الماشي في الحقل للقائنا؟ فقال العبد:هو سيدي، فأخذت البرقع و تغطت. كما أن الشريعة اليهودية تجيز للرجل تطليق زوجته إذا لم تلتزم بارتداء غطاء الرأس أمام الغرباء. ويذكر الحاخام "مناحم براير " في كتابه ( المرأة اليهودية في الأدب الحاخامي): أن القانون الحاخامي اليهودي يمنع إلقاء الأدعية و الصلوات في وجود إمرأة متزوجة حاسرة الرأس و ملعون الرجل الذي يترك شعر زوجته مكشوفا. أما في النصرانية فالزي الشرعي للراهبة هو نفس الزي الشرعي للمرأة المسلمة، ففي الديانة المسيحية، يقول بولس آمرا النساء : إذا كانت المرأة لا تغطي رأسها فليقص شعرها، ولكن ما دام من العارعلى المرأة أن يقص شعرها أو يحلق فلتغط رأسها . 1 كورنثوس11:6
كذلك رسالة بولس إلى أهل كورنثوس \ الأصحاح الحادي عشر: احكموا في أنفسكم، هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله و هي غير مغطاة . وفي كتاب ( الدسقولية في أصول النصرانية ) هناك نصوص كثيرة تلزم النصرانيات بالجلباب مثل: 1- لا تتشبهن بهؤلاء النساء أيتها المسيحيات إذا أردتن أن تكن مؤمنات، اهتمي بزوجك لترضيه وحده و إذا مشيت في الطريق فغطي رأسك بردائك فإذا تغطيت بعفة تصانين عن نظر الأشرار. 2- يكون مشيك ووجهك ينظر إلى أسفل وأنت مطرقة مغطاة من كل ناحية. لذلك ومن كل ما تصفحناه سويا فإن الحجاب لا يعتبر من العلامات التي تميز المسلمات عن غيرهن بل هو من قبيل الفرض اللازم الذي هو جزء من الدين . أما العلة من الحجاب فتتمثل في أن الحجاب إيمان، طهارة، تقوى، حياء وعفة. فالشروط التي فرضت على المرأة في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة، وليس هذا تقييدا لحريتها بل هو حماية ووقاية لها أن تسقط في بئر المهانة وأن تكون ساحة عرض لأعين المارة. لذلك جعل الله تعالى الالتزام بالحجاب عنوان العفة ، كما وصفه الله تعالى بالطهارة لأنه طهارة لقلوب المؤمنات والمؤمنين لأن العين إذا لم تر لم يشته القلب ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر. وعندما يطهر القلب يعمر بالإيمان، لذلك لم يخاطب الله سبحانه و تعالى بالحجاب غير المؤمنات. كما أن الحجاب غيرة فهو يتناسب مع الرجل الذي يكره أن تمتد أنظار المارة إلى زوجته و بناته.